فنون منوعة

"لورنس ما بعد العرب".. مسرحية جديدة تعرض في لندن

الكثيرون يرون لورنس بطلا وآخرون يرون بأنه قد خان أصدقاءه العرب- أرشيفية
أعاد الكاتب البريطاني هوارد برينتون، تجسيد شخصية “لورانس العرب”، من خلال كتابته لمسرحية حديثة، تعرض في مسارح لندن، تختلف عن الصورة التي تشكلت في أذهان معظم الناس التي ظهرت في فيلم "لورانس العرب" للمخرج ديفيد لين.

وبحسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أوضح الكاتب برينتون أن مسرحيته الجديدة التي تحمل عنوان "لورانس ما بعد العرب" ستتناول جوانب أخرى لم يتم تناولها في الأفلام السابقة للورانس العرب، بالإضافة إلى أن المسرحية لن تتحدث عن الجانب السياسي، وستركز على الجوانب النفسية للورانس العرب. 

وأشار برينتون إلى أن المسرحية تقع أحداثها داخل منزل الكاتب برنارد شو، بعيدا عن الصحراء.

وبحسب الهيئة البريطانية، قال برينتون إن شخصية لورانس كانت تجمع بين الفنان والرجل العملي والشخص الذي يعشق الشهرة، لكنه كان يعاني نوعا من الاضطراب الداخلي، وفق قوله.

وأكد برينتون، الذي اكتسب شهرته كأحد أكثر كتاب المسرح البريطاني تناولا للقضايا السياسية في أعماله، أن مسرحيته الجديدة التي بدأت تُعرض في مسرح "هامستيد" بعنوان "لورانس ما بعد العرب" ليست ذات طابع سياسي.

وقال: "إنني في منتصف السبعينيات من العمر، وأكتب منذ 50 عاما. وبوصفي كاتبا في هذا العمر، فإني أفكر في الأمور الأولى والأخيرة. لقد أذهلتني شخصية لورانس وانقسام الولاءات الذي شعر به ضابط مخابرات في الجيش البريطاني، يدعم أيضا الاستقلال العربي. لقد مزقه ذلك (نفسيا)".

وأضاف: "في عام 1916، لعب (لورانس) دورا في الثورة العربية ضد العثمانيين، وإذا نظرت إلى ذلك الآن، فإنه يجب عليك أن تفكر كيف أن الطريقة التي قسمت بها القوى الكبرى، وبشكل أساسي بريطانيا وفرنسا، الجزيرة العربية قد شكلت العالم حتى اليوم".

وبحسب "بي بي سي"، فإنه لهذا السبب، ربما سيشعر الجمهور بالدهشة، بأن الكثير من أحداث المسرحية الجديدة لا تجري تحت سماء الصحراء، لكن داخل المنزل الرائع للكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو وزوجته شارلوت باين-تاونسند، الواقع في مقاطعة "هارتفوردشير" في إنجلترا.

يشار إلى أن الفيلم الذي أنتج عام 1962، من بطولة "بيتر أوتول"، صنع نجومية أوتول، وعزز أيضا هذا الفيلم من أسطورة لورانس. وقبل ذلك بعامين، كتب تيرنس راتيغان مسرحية "روس" التي ركزت أيضا على لورانس، وكانت من بطولة أليك غينيس.

وأعيد إنتاج هذه المسرحية مرة أخرى في "مسرح مهرجان تشيشستر" في الشهر التالي وأدى الدور الرئيس فيها، جوزيف فاينس.

تناقضات في الدور

وفي المسرحية التي بدأ عرضها على مسرح "هامستيد"، يؤدي دور لورانس الممثل جاك لاسكي، الذي اشتهر بدوره في مسلسل "انديفور". ويقول لاسكي إنه شاهد فقط لقطات من أداء أوتول في الفيلم الشهير، وأنه حاول أن ينأى بنفسه عن الفكرة التي تبناها الممثلون الآخرون والسيناريوهات الأخرى عن لورانس وأفعاله.

ويضيف لاسكي: "يجب أن يكون (الأداء في هذه المسرحية) هو تفسيرنا نحن لشخصيته، وإلا فإنها لن تنجح. كل التفاصيل الموجودة في سيناريو هاوارد مدعومة بالقراءة عن لورانس، وقراءة ما كتبه لورانس نفسه".

وتابع: "لا زلت أقرأ كتاب أعمدة الحكمة السبعة شيئا فشيئا. إنها رواية طويلة وجذابة عن هذه الفترة، وكُتبت بطريقة رائعة".

واعتبر أن "هناك الكثير جدا من التناقضات. لقد أراد لورانس أن يكون في دائرة الضوء، لكنه أراد أيضا أن يظل غير معروف. من الواضح أنه شعر بالذنب لأنه اعتقد أنه خدع العرب في الحرب، وأنه وعد بأمور لم تكن لندن لتسمح بها مطلقا. لقد شعر بأنه يجب عليه أن يكفر عن ذلك".

وقال: "إنه غاضب من بلده، لكنه ربما يشعر أيضا بالاستياء مما فعله، وما لم يفعله على المستوى الشخصي. هناك الكثير يجب على الممثل تناوله في شخصية لورانس".

وأضاف: "أعتقد بأن تي إي لورانس كان لديه (في شخصيته) جانب ساذج وبريء، سمح له بفعل أمور غير عادية. نابليون بونابرت كانت لديه السمة ذاتها".

ويقول برينتون إنه سيكون من الحماقة افتراض أن آمال لورانس إزاء العالم العربي كانت، إذا تحققت، ستجلب السلام الدائم للمنطقة.

انتهت حياة لورانس في منتصف العمر بعيدا عن الجزيرة العربية، فقد توفي عام 1935 في دورسيت في حادث دراجة نارية. ومنذ ذلك الحين، اعتبره البعض كاتبا كبيرا، بينما يرى آخرون أنه في أفضل الأحيان يمثل علامة هامشية على الأيام الأخيرة من الإمبراطورية.


عمل لورانس في الحرب العالمية الأولى مع المخابرات البريطانية خلال القتال ضد العثمانيين


جيرالدين جيمس تلعب دور زوجة برنارد شو في "لورانس ما بعد العرب"




الكاتب المسرحي هوارد برينتون (يسار) يقول إن لورانس كان "رجلا مثيرا للاهتمام بصورة اسثتنائية"