سياسة دولية

القوات الأمريكية تظهر بسوريا مع الأكراد.. وأنقرة تندد (صور)

جنود أمريكيون يرفعون رايات الفصائل الكردية على أكتافهم- أ ف ب
بثت وكالة الأنباء الفرنسية صورا لجنود أمريكيين في قرية الفاطسة السورية قرب الرقة بجانب قوات ما يعرف بـ"سوريا الديمقراطية" المشكلة من فصائل كردية وبعض المحلية المعارضة للاستعداد للهجوم على معقل تنظيم الدولة في الرقة، في حين نددت أنقرة بتواجد القوات الأمريكية مع "وحدات حماية الشعب" الكردية.

وظهر المقاتلون الأمريكيون بكامل عتادهم، إلا أن السيارات التي كانوا يستقلونها عبارة عن آليات رباعية الدفع من طراز "تويوتا"، على خلاف الآليات المدرعة من طراز "همفي" المصفحة التي تستخدمها القوات الأمريكية في عملياتها البرية.

ولم يحمل أغلب الجنود الأمريكيين علم بلادهم على زيهم العسكري باستثناء أحد الجنود ظهر العلم بشكل واضح على ثيابه، إلا أن اللافت في الأمر رفع جنود آخرين علم قوات الحماية الكردية "واي بي جي" على أكتافهم، في خطوة لم يسبق للجيش الأمريكي القيام بها.

وقال مراسل الفرنسية" إنه شاهد عسكريين بلباس عسكري أمريكي عليه العلم الأمريكي، يصعدون إلى سطح منزل في إحدى قرى ريف محافظة الرقة، معقل تنظيم الدولة في سوريا، برفقة عناصر من قوات سوريا الديموقراطية.

وكانت المجموعة تحمل صواريخ من طراز "تاو" مضادة للدبابات.

وقال القائد الميداني في قوات سوريا الديمقراطية هوكر كوباني بعد ساعات على استعادة الفاطسة من التنظيم، "القوات الأمريكية تشارك قوات سوريا الديمقراطية في هذه المعركة بشكل فعال".

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية الثلاثاء عملية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من شمال محافظة الرقة، بدعم جوي من طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكية، الذي يشن منذ ايلول/سبتمبر 2014 ضربات في سوريا تستهدف تحركات ومواقع تنظيم الدولة.

وأضاف كوباني، مشيرا إلى مجموعة من الجنود على سطح أحد المنازل، أن "القوات أمريكية تستخدم صواريخ تاو لقصف السيارات التي يفخخها داعش لاستهداف قوات سوريا الديمقراطية".

أنقرة تندد

من جانبها، اتهمت أنقرة الجمعة الولايات المتحدة "بالنفاق" إثر نشر صور لجنود أمريكيين من القوات الخاصة يساندون قوات سوريا الديموقراطية الكردية في هجومها على مواقع تنظيم الدولة في ريف الرقة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شارات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة مجموعة "إرهابية"، مضيفا للصحفيين: "هذا كيل بمكيالين، هذا نفاق".

وتعامل تركيا وحدات حماية الشعب أسوة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضد القوات التركية منذ 1984 مطالبا بحكم ذاتي للأكراد، في حين تعتبر واشنطن هذه الوحدات الأفضل استعدادا لمحاربة تنظيم الدولة.

وتسبب الدعم الأمريكي لهذه القوات في توتر العلاقات مع أنقرة حليفتها في حلف شمال الأطلسي.

وقال جاويش أوغلو ساخرا "نوصيهم بأن يضعوا شارات داعش وجبهة النصرة في مناطق أخرى من سوريا وبوكو حرام في افريقيا".

وانتقد جاويش أوغلو سياسة "أن هناك منظمة إرهابية يمكن أن أستخدمها وأخرى لا أستخدمها، لن ننتصر في حربنا على الإرهاب بمثل هذه الرؤية".


وكان المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل ستيف وارن أعلن الثلاثاء من مقره في بغداد، أن "قوات سوريا الديموقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية (في محافظة الرقة)، وهذا يضع ضغوطا على (مدينة) الرقة". وجدد اليوم التأكيد ما سبق للإدارة الأمريكية والقوات الكردية في شمال سوريا أن أعلنته لجهة "وجود مستشارين أمريكيين في شمال سوريا يقدمون المشورة والمساعدة لقوات سوريا الديمقراطية".

إلا أن الإدارة الأمريكية تؤكد أن هذه القوات ليست قوات مقاتلة. وتقول إن عدد الجنود الذين يشاركون في هذه المهمة 250، بالإضافة إلى عشرات المستشارين.