سياسة عربية

رسائل ساخنة للنظام الأردني في إفطار حزب جبهة العمل

حزب جبهة العمل الإسلامي نفى وجود أي صفقة مع الحكومة الأردنية على خلفية قراره
وجهت شخصيات أردنية رسائل "ساخنة" للنظام الأردني في الإفطار الرمضاني لحزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)، الذي عقد في مقر الحزب بالعاصمة عمان الأربعاء، بعد منع وزارة الداخلية الأردنية إقامة الإفطار بإحدى الصالات الخاصة.
 
وافتتح أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود الإفطار بكلمة له قال فيها إن "المملكة ما زالت تعاني من غياب الإرادة الجادة في إحداث الإصلاح الذي يحمي الوطن"، مطالبا "أن يمارس المواطن دورا حقيقيا في صناعة القرار الوطني، بعيدا عن سياسات التهميش والإقصاء التي تمارسها الحكومات الأردنية المتعاقبة".
 
وجدد الزيود على مشاركة الحزب في الانتخابات النيابية القادمة، رغم ما أسماه "قناعة الحزب المؤكدة أن الأسباب الموجبة للمقاطعة ما زالت قائمة، ومنها المضايقات، وإصرار صانع القرار الأردني أن يكون وجود الحزب ديكوريا لتحسين صورة الديمقراطية". إلا أن الزيود أكد على " أن مشاركة الحزب تأتي من باب تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الضيقة".
  
رسائل ساخنة للنظام
 
بدوره، دعا أستاذ العلوم السياسية د.أنيس الخصاونة القيادة الأردنية إلى "أن تلعب دورها كقيادة لكافة الأردنيين بأطيافهم وتلاوينهم السياسية والاجتماعية، بناء على القاعدة التي تقول إن القائد الذي لا يكون مرجعا لكل مواطنيه ويتحيز لفئة دون أخرى، لن يستطيع قيادة الفئات المبعدة والمحرومة".
 
وانتقد الخصاونة إقرار التعديلات الدستورية الأخيرة، معتبرا إياها "تعزيزا لحكم الفرد، والحد من قدرة الأردنيين على المشاركة في إدارة شؤون بلدهم، في وقت يتطلب الإصلاح السياسي نقلا للسطلة من أعلى الهرم إلى الجماهير والقواعد الشعبية".
 
واعتبر أن "الظروف الإقليمية المحيطة وانعكاساتها على المملكة ينبغي ألّا تشكل ذريعة للحد من الحريات والالتفاف على المعارضة والنكوص عن الإصلاح، الذي طالما استخدمه النظام لتسويق إصلاحات هامشية لم تؤثر كثيرا على جوهر العملية السياسية".
 
وقال الخصاونة إن "الأردنيين يريدون استمرار النظام السياسي، لكن هذا يتطلب من النظام أن يكون راغبا وقادرا ومستعدا لتغيير أسلوبه ونهجه في الحكم"، مبينا أن "الأنظمة الفعالة في التاريخ هي تلك التي تستطيع البقاء، ليس بفعل دوائر العسس والمخابرات والمباحث والعنف وشراء الذمم وخنق الحريات، إنما بالمرونة والليونة وتقبل التغيير".
 
نصائح للنظام الأردني

من جهته، قدم أمين عام الحزب الوطني الدستوري (حزب وسطي) د. أحمد الشناق نصائح إلى النظام الأردني من الوصل إلى "الدولة الفاشلة"، من خلال وجود برلمانات ديكورية لا أحد يقتنع فيها وحكومات قتلت المواطن اقتصاديا وأثقلت كاهله، في ظل غياب رجالات دولة".
 
وانتقد الشناق استهداف الحكومة الأردنية للأحزاب القوية، معتبرا ذلك "استهدافا للتعددية الحزبية كنمط في شؤون الدولة"، وحذر من استعداء الحركة الإسلامية، التي قال إنها "جزء أصيل من مكونات المجتمع منذ نشأتها في الوطن، وجزء في مكون البناء الوطني في الدفاع عن الوطن والنظام، حيث كانت حركة عاقلة لم تغلق شارعا واحدا في المملكة".
  
أما كلمة الشخصيات الوطنية الأردنية في الإفطار الرمضاني، فألقاها اللواء المتقاعد صالح العدوان، وقال فيها إن "المواطن الأردني ملَ من استخدام مقولة الأمن والأمان، واستخدامها مبررا للتضييق على الحريات، واعتقال أصحاب الكلمة الحرة، والسكوت عن مكافحة الفساد المستشري في مفاصل الدولة، والإبقاء على المؤسسات المستقلة برواتبها الخيالية، واستمرار التوريث في المناصب العليا، وكان آخرها منصب رئيس الحكومة".
 
ودعا العدوان الحكومة الأردنية الالتفات إلى هموم المواطن الذي سئم إلى درجة محاولة الانتحار وانتشار المشاجرات العنيفة الجماعية والقتل والسلب كظواهر في المجتمع".
 
وكان حزب جبهة العمل الإسلامي نفى وجود أي صفقة مع الحكومة الأردنية على خلفية قراره بالمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة المزمع عقدها في العشرين من أيلول القادم.

ودعا الحزب الحكومة الأردنية إلى ضمان نزاهة العملية الانتخابية، وكف يد الأجهزة الرسمية عن التدخل في مجريات نتائج الانتخابات، بالإضافة إلى فتح الباب لمراقبة الانتخابات مراقبة حقيقة وليست شكلية، ابتداء من جداول الناخبين، وانتهاء بالفرز وإعلان القيام.