سياسة عربية

المصريون يقضون العيد بين تنزه وخمر وتظاهر وسجن (فيديو)

اعتقل 30 عنصرا من جماعة الإخوان المسلمين- أ ف ب
قضى غالبية المصريين (91 مليونا في الداخل) معظم وقتهم في اليومين الأولين لعيد الفطر (الأربعاء والخميس) في البحث عن بهجة العيد وسط معاناة هائلة من غلاء الأسعار وتراجع مستوى المعيشة وانخفاض حجم الدخول، وسط الزيارات العائلية، والإقبال على المتنزهات والحدائق العامة (محدودة العدد)، ومنطقة الأهرامات.

ولوحظ استمرار غياب الإسلاميين، للعام الثالث على التوالي منذ الانقلاب العسكري، عن تنظيم أي فاعليات اشتهروا بها في توزيع الهدايا على الفقراء والمحتاجين والأطفال والنساء بمصليات العيد، بحكم الحظر الأمني الواسع لتلك الفعاليات، وتهديد من ينظمها بالقبض عليه، مما حرم ملايين المصريين من مظهر رئيس من مظاهر إحساسهم ببهجة العيد.

في المقابل، تكرر حدوث ظواهر مؤسفة أبرزها التحرش وشرب الخمور، من جانب فئة محدودة من المصريين، في حين قضت فئة أكبر العيد في زيارة الأقارب الرازحين تحت نير السجون، وواصلت الأجهزة الأمنية اعتقال العناصر المحسوبة على جماعة الإخوان والإسلاميين، ولكن مناهضي الانقلاب أقدموا في المقابل على تنظيم عدد من التظاهرات عقب صلاة العيد.

وركزت وسائل الإعلام التابعة لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي اهتمامها على وجه واحد فقط من وجوه الاحتفال بالعيد في مصر، تصدَّر مانشيتات صحف الخميس، وهو الإقبال على الأماكن العامة والحدائق والمتنزهات، والشواطئ بالمدن والقرى السياحية، والمناطق الأثرية، وسط إجراءات أمنية مكثفة، لا سيما في مدن القناة، وشمال سيناء، والشوارع الرئيسة.

وأقبل المصريون بأعداد غفيرة على زيارة الحديقة الدولية بمدينة نصر، وحديقة الحيوان بالجيزة، وحدائق القناطر الخيرية، والأورمان.

وقالت صحيفة "المصري اليوم" في مانشيتها: "مصر في العيد: صلاة واحتفالات وحوادث".

واستغل الصبية والأطفال "نوافير المياه" بالميادين في الاستحمام للتخفف من درجات الحرارة.






تحرشات بالجملة

لا يمر عيد الفطر دون وقوع عشرات الحالات من التحرش خاصة من قبل مراهقين بفتيات في سنهم، لاسيما على كورنيش النيل، وفي الحدائق والمتنزهات العامة، وداخل حديقة الحيوان وفوق الكباري والجسور، وفي حديقة الفسطاط العامة.

ورصدت حملة مكافحة التحرش بالإسكندرية، في أول أيام العيد عن وقوع تسع حالات تحرش بمنطقة وسط البلد، وأمام دور العرض السينمائي، الأمر الذي تكرر في القاهرة.

ورصدت إدارة مكافحة جرائم العنف ضد المرأة بالبحر الأحمر، ست حالات تحرش بالغردقة في أول أيام العيد.

وكشف رئيس مباحث الآداب ومكافحة جرائم العنف ضد المرأة بالقليوبية، العميد محمد البكري، أنه تم ضبط 69 حالة للتحرش في اليوم الأول للعيد بالقليوبية.

ورغم كثرة حالات التحرش، بصفة عامة، إلا أن قسم مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية قال إنه تلقى عشرة بلاغات تحرش فقط معظمها شفهيا، في اليوم الأول للعيد، بحسب تصريح مصدر أمني بوزارة الداخلية.





إقبال على الخمور

ومع اللحظات الأولى لنهاية شهر رمضان، ودخول وقت العيد، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لاصطفاف عشرات المصريين، أمام محال شهيرة لبيع الخمور، والمشروبات الكحولية، في أماكن عدة من القاهرة، والمنصورة، وطنطا.

ولوحظ المشهد في القاهرة بشوارع وسط العاصمة، وانتقل إلى مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية، ثم تكرر أمام محال بيع الخمور بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، حيث شوهد إقبال وزحام، ومشادات ومشاحنات، بين المترددين على هذه المحال، وذلك بعد حظرها في رمضان.

تظاهرات جريئة في العيد ضد الانقلاب

في المقابل عاش قطاع غير محدود من المصريين عيدا مختلفا قضاه في زيارة الأقارب بالسجون، فضلا عن المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية على "حكم العسكر"، و"استمرار الانقلاب العسكري"، وذلك على الرغم من حالة الخناق الأمني.

وهتف المصلون، بأعداد حاشدة، في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، بعد صلاة العيد مباشرة، مطالبين برحيل العسكر.





‏وتكررت المظاهرات في غير مكان بمحافظات عدة، عقب صلاة العيد، وشهدت هتافات مشابهة، تطالب برحيل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، برغم التضييق الأمني، والتعتيم الإعلامي.





وأعلنت "داخلية" الانقلاب، الأربعاء، القبض على 30 عنصرا من جماعة الإخوان في الإسكندرية، متهمة إياهم بأنهم حاولوا إقامة ساحات لصلاة العيد من دون تصريح من وزارة الأوقاف، وأنهم دعوا إلى التظاهر للتحريض على إسقاط النظام، بحسب بيان للوزارة، فيما تم احتجازهم، وإحالتهم للنيابة.

ومن جهتها، كشفت أسرة مصرية عن اعتقال عائلها ليلة العيد.




هاشتاج "#عيدهم_في_السجن" يتصدر

وفي سياق متصل، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج باسم: "#عيدهم_في_السجن". وجاء في مقدمة قائمة الأكثر تداولا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في العيد.

وطالب  النشطاء بالإفراج عن المعتقلين، مستنكرين قضاءهم للعيد داخل السجون وخلف القضبان، كما تمنى بعضهم أن يخرجوا في القريب العاجل.

وعلق مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، جمال عيد، بتغريدة له بموقع "تويتر" قال فيها: "صنعوا لمصر عيدها، ونوروا أيامها، ومنعوا توريثها، ورجعوا لها قيمتها، لكن لأنهم ينتمون لثورة يناير فإن عيدهم في السجن، بينما عيد لصوص مبارك في بيوتهم وقصورهم".

كما قاد عدد من الشباب والحركات الثورية، حملة "عيدهم في السجن.. يالا نكمل لمتنا"، للتضامن مع المعتقلين الذين يقضون أيام العيد خلف القضبان، وللتذكير بنشطاء الثورة المحبوسين بسبب قانون التظاهر، وللمطالبة بالإفراج عنهم.

ونشرت الحملة صورا للمعتقليين والنشطاء المحبوسين عليها  شعار "يالا نكمل لمتنا "، على الجدران واللوحات الإعلانية بشوارع القاهرة والجيزة.