صحافة دولية

التايمز: لماذا على الناتو أن يقلق حين يعانق أردوغان بوتين؟

حذرت الصحيفة أن هذه الخطوة تميل "ابتعادا لأردوغان من الغرب"- أرشيفية
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن على الناتو أن يقلق عندما يتعانق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها الجمعة، أن "تركيا وروسيا معا يستطيعان إعادة تشكيل الحرب في الشرق الأوسط، والإخلاق بنظام أوروبا ما بعد الحرب.

وقالت الصحيفة إن لقاء "المستبدين" معا، يسبب الكثير من الذعر في التحالف الغربي، داعية أردوغان لعدم نسيان أنه عضو في الناتو، ونظام للأمن الجمعي الذي حافظ على السلام لعقود.

ومنذ الخريف الماضي، عندما أسقطت تركيا المقاتلة الروسية على الحدود التركية الروسية، تنازعت الدولتان الواقعتان على البحر الأسود، إلا أنهما تصالحتا في قمة ثنائية، في بطرسبرج الثلاثاء، وقالتا إنهما مستعدتان لدخول تحالف ضد تنظيم الدولة.

وتم التخطيط لخط رئاسي دائم بين البلدين، وإعادة صفقة الغاز الروسي، في تطورات إيجابية بعد النزاع الذي كان يضيف طبقة أخرى من الصراع في المنطقة.

"التفاهم والنوايا"

وقالت "التايمز" إن المشاكل واقعة في تفاصيل التفاهم، وفي نوايا السياسيين، المعروفين بانتهازيتهما، حيث يبدو أن "أردوغان يعمل من موقع ضعف"، حتى قبل الانقلاب، عندما قرر الاعتذار للزعيم الروسي لإسقاط الطائرة، وفتح طريقا لتطبيع العلاقات.

وجعلت محاولة الانقلاب هذا التفاهم أكثر من مجرد الدبلوماسية، حيث يلوم أردوغان الداعية فتح الله كولن، المنفي في الولايات المتحدة بالتخطيط للانقلاب، داعيا بترحيله، وملمحا إلى وقوف "وكالة الاستخبارات المركزية" الأمريكية وراءه.

وأظهر الناتو والولايات المتحدة بطئا في دعم أردوغان في الساعات الأولى من الانقلاب، كما لا زال الاتحاد الأوروبي مصرا على أن أردوغان عليه التنازل في قوانين مكافحة الإرهاب، قبل أن يمنح تسهيلات سفر للمواطنين الأتراك.

"بعيدا عن الغرب"

واعتبرت الصحيفة أن كل هذه الأحداث تدفع الرئيس التركي بعيدا عن الغرب، حيث كان بوتين أسرع من أي زعيم غربي بالتعبير عن دعمه لأردوغان بعد الانقلاب، كما أنه يمثل الآن شريكا طبيعيا لأنقرة، ويسعى لإلحاق الأذى في الناتو.

واعتبرت الصحيفة أن الاتفاق الروسي التركي على قصف مواقع تنظيم الدولة يلحق مزيدا من الأذى للغرب، حيث اتفق الزعيمان على مشاركة معلومات استخباراتية واتصالات بين الرئيسين.

وحتى الآن، لا زالت تركيا تدعم الثوار السوريين ضد بشار الأسد، الذين تواجههم موسكو، مما دفع كثيرا في المعارضة الروسية لإبداء خشيتهم من جفاف الدعم.

تحفيز للدعم

وقد يمثل توجه أردوغان للكريملين محاولة لتحفيز مزيد من الدعم والاحترام من الغرب، في وقت تحتاج به أوروبا تركيا لإيقاف تدفق اللاجئين، كما أنها أساسية في مواجهة تنظيم الدولة.

ورغم "قمعه المتزايد"، بحسب تعبير "التايمز"، بعد الانقلاب، فإنه يظل حليفا أساسيا للغرب، وحليفا مهما، إلا أنها دعت الغرب لإيضاح نقطة مهمة له: "أردوغان لا يمكن أن يمنح نفسه عضوية مميزة في الناتو، الذي يواجه فلاديمير بوتين على الطاولة"، بحسب قوله.

وهاجمت "التايمز" سياسات الغرب في سوريا، قائلة إنه "لا يمكن لوم موسكو على على استغلال الفراغ في سوريا، بدون قبول فكرة ضعف السياسات التي دعته لذلك"، قائلة إن "الروس يلعبون الشطرنج ببراعة".

تساؤلات

واختتمت "التايمز" بعدد من الأسئلة قائلة: "لماذا على تركيا أن توقف دعم اللاجئين، في حين أن مسؤولية أوروبا هي تأمين حدودها؟ ألا تملك أوروبا أية جيوش أو قوات أمنية يمكنها أن تقوم بالعمل القذر الذي تطلب من تركيا عمله؟"، معتبرة أن تأمين حدود أوروبا يجب أن يكون مسؤوليتها الخاصة، خصوصا في ضوء أن تركيا تتحرك نحو كونها "واجهة إسلامية بدون أمل بالانضمام للاتحاد الأوروبي".

وتساءلت "التايمز" بشدة: "لماذا يجب على أوروبا أن تجعل نفسها معتمدة على بلد مسلم غير ديمقراطي لحماية حدودها؟"، مستغربة: "لماذا يهدأ الاتحاد الأوروبي عندما تنتهك الحقوق المدنية وحقوق الإنسان من قبل أردوغان؟".