سياسة عربية

النظام السوري يجند سجناءه لقتال المعارضة

يعاني جيش النظام من عجز كبير في عدد المقاتلين بسبب المعارك المفتوحة على طول البلاد- أرشيفية
خياران أحلاهما مرّ "السجن أو القتال في صفي"، هذا ما تعرض له أحد المقاتلين المنشقين عن صفوف النظام في حلب، حسب ما صرح به أحد عناصر "جيش الفتح".

وأوضح "أبو الحسن" المنتمي لـ"جيش الفتح"، في تصريح لـ"عربي21" أن المقاتل المنشق كان سجينا في أحد الفروع الأمنية في دمشق بسبب خروجه بمظاهرة ضد النظام، وقال: "خلال معارك ريف حلب الجنوبي وأثناء تحرير تلة العيس بالتحديد، انشق أحد عناصر الأسد ووصل إلينا هاربا، ليتبين لنا بعد أن روى قصته وبعد إجراءات الأمان بأنه يريد أن ينأى بنفسه عما وصفه بالعمل القذر، وبأن الشاب هو من أحد أحياء دمشق القديمة، وقد ألقي القبض عليه أثناء مظاهرة ضد النظام في دمشق، واعتُقِل بعدها في فرع 227 لمدة ستة أشهر".
 
وأضاف أن "النظام أحال هذا الشخص إلى سجن عدرا المركزي فيما بعد، وقضى هناك شهرين ليتم الإفراج عنه، ومن ثم إلقاء القبض عليه في اليوم التالي بحجة التجنيد الإجباري".
 
وبين أبو الحسن أنه "بحسب المعلومات التي توصلنا إليها من إفادة السجين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، بأنه هو ومن تم اقتيادهم إلى الخدمة الإلزامية في الفرقة الثالثة بمنطقة القطيفة، تلقوا هناك تدريبات متنوعة لمدة أسبوعين على يد ضباط روس، من ثم تم نقلهم إلى منطقة سد شغيدلة بريف حلب الجنوبي، وكان يرافقهم 400 عنصر أغلبهم من الاحتياط، بالإضافة لـ 10 دبابات و10 مدافع من نوع 130".
 
وتواردت أنباء من داخل مدينة دمشق تفيد بأن النظام السوري، يعمد إلى تخيير بعض مساجين عدرا بين المحكمة الميدانية، "ما يعني حكماً تعسفيا يصل حد الإعدام أو السجن مدى الحياة"، وبين الإفراج عنهم لقاء القتال معه على جبهات حلب، التي تعتبر الأسخن والأهم في هذه الفترة.
 
بدوره، قال "أبو مجاهد" وهو أحد إعلاميي جبهات حلب: "لقد انشق في معركة ملحمة حلب نحو 20 عنصرا من قوات النظام، غالبيتهم من السوريين السنة، بعضهم عاد إلى أهله في المناطق المحررة، وبعضهم غادر سوريا، وبقي قسم منهم يقاتل مع جيش الفتح".
 
وأضاف: "تُتخذ إجراءات الأمان حيال هؤلاء المنشقين للتأكد من نيتهم والتواصل مع أشخاص يعرفونهم، وفي معظم الأحيان يكون هناك تنسيق بين العناصر الذين يريدون الانشقاق والمجاهدين، إما من خلال التواصل المباشر أو عبر المعارف".
 
وكان "جيش الفتح" قد نشر فيديو لاثنين من المنشقين عن جيش النظام في جبهات حلب، حيث شرحا كيفية التحاقهما بالقتال مع جيش النظام، وآلية انشقاقهما عنه.
 
يشار إلى أنه، بحسب ناشطين، يعاني جيش النظام من عجز كبير في عدد المقاتلين بسبب المعارك المفتوحة على طول البلاد، لذا اضطر إلى تأسيس قوات جديدة لتساعده مثل "قوات الدفاع الوطني" بالإضافة إلى قوات خاصة تابعة لشخصيات متنفذة في الدولة.