سياسة عربية

جدل بين سلفية مصر ومنهم برهامي بسبب "قداسة البابا"

ياسر برهامي رئيس الدعوة السلفية بمصر ـ أرشيفية
أثار استقبال ممثل الدعوة السلفية لأكثر من ثلاثة عقود في مدينة مطروح بمصر، علي غلاب، للبابا تواضروس الثاني، الأسبوع الماضي، جدلا كبيرا بين أوساط السلفيين.

وعلى إثر هذا الخلاف، قدم العديد من القيادات إلى مدينة الضبعة، وألقى العديد منهم دروسا دينية تحت عناوين مختلفة، أبرزها كان لنائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي في مسجد الفتح بعنوان "تصحيح المفاهيم".

وأكدت قيادات الدعوة على ارتباطهم بأبناء المحافزة، بعد رحيل الشيخ أبي بكر الجراري مسؤول الدعوة في مطروح، بحسب بيان رسمي صادر عن الدعوة السلفية بالإسكندرية.

وتم تخصيص الدرس بالكامل للرد على ما وصفتها الدعوة السلفية بـ"شُبهات أحدثها استقبال علي غلاب للبابا تواضروس"، ولتصحيح المفاهيم الشرعية.

وقال برهامي إن غلاب تبرأ من الدعوة السلفية بعد خلافه معها، ولا دخل لهم بالعمل الجماعي أو المؤسسية، وقد جاهدنا سنوات كي لا ينفصلوا عنا، لكن أؤكد أن الدعوة السلفية ليست تلك المجموعة، وهم استقالوا منا في أغسطس 2013.

وأوضح برهامي: "تركوا الدعوة السلفية، فضعفوا للحد الذي فرض عليهم الترحيب بالبابا، والقول بأنه قداسة البابا، وهو اسم لا يجوز، فنحن لا نقدس إلا ما قدسه الله".

بدوره، ندد القيادي السلفي في العامرية، رجب أبو بسيسة، بحفاوة استقبال البابا، ودعا في الوقت ذاته إلى تجنب سبيل السباب والتطاول على شخص غلاب، قائلا: "نحن نحبه، لكن الحق أحب إلينا منه".

يذكر أن الدعوة السلفية بمطروح أصدرت بيانا رسميا أمس، أكدت فيه أنها لا تتبع جمعية الدعاة الخيرية بالإسكندرية -وهو الاسم القانوني للدعوة السلفية المشهر- كما شددت أنها ليس لها أي صلة بتلك اللافتة التي كٌتب عليها «الدعوة السلفية بمطروح ترحب بقداسة البابا تواضروس الثاني".

وأشارت إلى أن هذه اللافتة علقت أمام مقر مديرية الأمن بمطروح، ومحاطة بالحرس من جميع الجهات، وأن على الذين اتهموا الدعوة بمطروح أن يتثبتوا ويتبينوا.

تبرير غلاب


بدوره، برر الشيخ علي غلاب، القيادي بالدعوة السلفية بمطروح، وقال إن البعض اعتبر استقبالي له تنازلا عن ثوابت الشرع وعن منهج الولاء والبراء.

وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية: "ديننا لا يمنع استقبال البابا، أو نلتقي غير المسلمين، خصوصا أن البابا هو رأس في قومه، ونفينا شبهات كثيرة عن الدعوة السلفية، وهناك منافع كثيرة تحققت من اللقاء، واستقباله ليس حرام في ديننا، ومن لديه دليل تحريم يأتيني به، وسوف أتراجع، ولقائي بالبابا ليس فيه مخالفة شرعية".

وتابع قوله: "تحدثت مع البابا تواضروس في تاريخ الدعوة السلفية بمطروح، التي لها أكثر من 35 عاما بالمحافظة، ونكاد نجزم أن 90 % من أبناء مطروح من أبناء السلفية أو محبيها، ومع ذلك لم يحدث أي اضطهاد لقبطي من أبناء مطروح، ونعامل غير المسلمين بسماحة الدين الإسلامي".

وأردف: "مسألة اللافتة التي انتشرت لم نكن نعلم بها أصلا، ونحن نوضح أنه ربما وضعتها العلاقات العامة بمحافظة مطروح أو بعض إخواننا الأقباط في سياق الترحيب بالبابا، واللافتة لا تخصنا، ولم نُكلف بعملها أصلا".