سياسة عربية

متضررو السيول بمصر للسيسي: ارحل.. أين جيشك؟ (فيديو)

هاجموا المحافظ وطالبوا برحيله
هتف مواطنون مصريون متضررون من السيول بمدينتي الغردقة ورأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، جنوب شرق البلاد، برحيل رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ومحافظه للمحافظة، اللواء أحمد عبد الله، وتساءلوا: فين جيشك ياسيسي، وطيرانك، من إنقاذ الأهالي الذين جرفتهم السيول، خلال الساعات الماضية؟

وجاءت استغاثات الأهالي، وهتافاتهم، ومطالبهم، عبر بث حي مع برامج يقدمها إعلاميون موالون للسيسي، بل أكثرهم موالاة له، وهما أحمد موسى، ووائل الإبراشي، في برنامجيهما، الأول "على مسؤوليتي"، بفضائية "صدى البلد"، والثاني عبر برنامج "العاشرة مساء"، بفضائية "دريم"، مساء السبت.

وحذر الأهالي من استمرار معاناتهم لأسابيع مقبلة في ظل استمرار عدم الاهتمام الحكومي، واحتمال وجود توابع للسيول، فضلا عن مهاجمتها محافظات جديدة، وأبرزها سوهاج، مشيرين إلى أن أكثر من عشرين ألف أسرة قد تضررت بمدينة رأس غارب، وارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 26 ضحية، بحسب إحصاء وزارة الصحة، مع فقد أكثر من ستين شخصا، وإصابة قرابة المائة، وخسائر مالية تقدر بمئات الملاييين من الجنيهات، وتدمير سياراتهم ومنشآتهم ومحلاتهم وبيوتهم.

وشكا الأهالي من الغياب التام لدور المحافظ، الذي كان السيسي يصطحبه معه في مؤتمر شرم الشيخ، ودور رئيس مجلس المدينة، الذي تذرع بقلة الإمكانات، مبدين دهشتهم من أن محافظة البحر الأحمر هي المحافظة الوحيدة التي تحيط بها قوات الجيش المصري من كل جانب، وبرغم ذلك لم يتحرك هذا الجيش لنجدتهم، ولا حتى بتوفير آلات وسيارات كسح الماء، بل تواجد عناصر منه لفترة محدودة بمناطق قليلة بأسلحتهم ثم قاموا بجمع معداتهم والرحيل، والغريب أنهم قالوا إن هناك سيولا جديدة  قادمة، بحسب الأهالي.

الإبراشي: العنوان الوحيد.. دولة السيسي غائبة

وعلق الإبراشي على المشهد بالقول إن العنوان الوحيد له هو أن الدولة غائبة بكل مؤسساتها وأطيافها، مشددا على أنه كان يجب على الحكومة والمحافظة أن تستعد لما حدث، لا سيما مع وجود تحذيرات سابقة من هيئة الأرصاد الجوية من السيول.

ودعا الإبراشي الحكومة إلى تقليل الخسائر، والحفاظ على حياة الناس، وتعويضهم عن الخسائر، مشيرا إلى "مجتمع بالكامل ينهار في هذه المناطق المنكوبة"، متسائلا: "هل أهمل المسؤولون"، وأجاب: "هذا السؤال مكانه التحقيق الجنائي، فوراء كل مقتول قاتل لابد من محاسبته".

وشدد على أن الحكومة والمحافظين سقطوا في الاختبار، وفشلوا في مواجهة الأزمة، مؤكدا أنه "لا يوجد محافظ يستطيع أن يصل إلى المناطق المنكوبة الآن خوفا من غضب الأهالي".

من جهته، بدا التأثر على مصطفى سطوحي، مراسل البرنامج بمحافظة البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الكهرباء والاتصالات مقطوعة بمدينة رأس غارب، التي ضربتها السيول، وأن هناك احتقانا شديدا، وغضبا عارما، بين الأهالي، وأن الحل الوحيد هو في تدخل القوات المسلحة في ظل معاناة الأهالي.

"ارحل"

وفي حواراتهم مع برنامج "العاشرة مساء"؛ هتف أهالي الغردقة بشكل واضح ضد السيسي: "ارحل.. ارحل"، لكن موالين للسيسي حاولوا تحويل الهتاف ضد المحافظ.

وشكا الأهالي من وجود أطفال غرقى تحت الماء، وسخروا من سوء تخطيط مدينة الغردقة، وأكبر ميادينها، الذي قال المحافظ إن تكلفة تطويرها 500 مليون جنيه، وقوله إنه سيجعل المدينة مدينة عالمية، مؤكدين أنه جعل منها "مدينة كارثة"، وطالبوا برحيله أيضا.



وشكا المحامي بمدينة الغردقة، حسين فهمي عاصي،  من "غياب دور الدولة التي ترعانا كمواطنين، ممثلة في المحافظ، والجهات التنفيذية".

وأشار إلى أن محافظة البحر الأحمر، ومدينة الغردقة، ومدينة رأس غارب، يحيطها، كلها، الجيش من كل ناحية، متسائلا: "أين القوات المسلحة  في أزمة رأس غارب؟ وأين الدعم والجرافات، وأين القوافل الطبية؟".

وكشف صحفي بجريدة "البوابة نيوز"، الموالية للسلطات، النقاب عن أن المحافظ كان موجودا مع السيسي في مؤتمر شرم الشيخ، بينما المحافظة منكوبة، مشددا على أن الغردقة غرقت.

وعندما هتف الأهالي ضد السيسي: "ارحل ارحل"، حاول الصحفي تحريف الهتافات وتوجيهها ضد المحافظ، وتعديلها من "ارحل يا سيسي"، إلى "ارحل يا عبد الله"، إذ أن اسم المحافظ هو "أحمد عبد الله، إلا أنه تساءل: "أين الجيش يا سيسي".

"قاتل الثوار"

واتهم أحد المواطنين المحافظ، أحمد عبد الله، بأنه "جاي مزقوق علينا، علشان يدمر المحافظة"، مشيرا إلى أن المحافظ شارك في مذبحة استاد بورسعيد، قائلا: "الرجل ده ضد الثورة، ويجري على الحفلات، بينما يترك الناس يموتون، بل داس علينا، وعلى أمواتنا".

ودعت مواطنة إلى محاسبة المحافظ، وليس رحيله فقط، مشددة على أنه "بيبص على المنظر العام، في وقت تعاني فيه المحافظة من سوء التخطيط".


"فين السيسي والحكومة"

وتساءل مواطن: "فين الطيران؟، وقال آخر: "مفروض الطيران يأتي ويرفع الجثث.. لا سيما أنها في الصحراء"، وأردف: "الناس بتموت.. فين الطيران؟".




وفي برنامجه، خصص أحمد موسى، حلقة برنامج السبت لرصد معاناة "أهلي بالصعيد"، وفق وصفه، معلقا بالقول: "الناس غضبانة.. دي ناس بتتكلم على طبيعتها.. شرفاء.. ليسوا ضد البلد.. أخاطب الجميع: الرئيس والقائد العام وزير الدفاع، ورئيس الحكومة، والمحافظ، ووزير الداخلية.. اتحركوا بسرعة.. الناس غضبانة.. أنقذوا أهالينا".
   
وعبر البرنامج.. تحدث المتضررون من السيول على الهواء. فتساءل أحدهم: "فين الحكومة لحد دلوقتي.. إحنا بلَّغنا.. أنت في البرنامج بتاعك بتتكلم، وتقول: الحكومة والجيش.. هم فين.. فين حكومة السيسي اللي بتتكلم عليه.. كل يوم تقول في برنامجك: الجيش وعبد الفتاح السيسي وده وده.. الحكومة فين.. .. يبقى إحنا هنقفل التليفزيون".
 
وشكا أيمن سعد (تاجر أخشاب) من أن "رأس غارب" تغرق، وليس هناك أي مسؤول في الدولة"، مضيفا: "إحنا مش لاقيين كهرباء منذ ثلاثة أيام.. ولا أكل ولا مياه ولا شرب.. النساء نائمة في الشوارع بدون غطاء.. المعونات تأتي لنا من أهلنا في الغردقة وسفاجة والقصير.. ما فيش أي معونات من الدولة.. ولوادر الأهالي هي اللي شغالة، وبترفع الماء والطين من البيوت".

وأضاف: "ليس هناك أي تحرك لأي مسؤول.. المحافظ ورئيس الوزراء يقولان اليوم تصريحات لا ندري على أي أساس تصدر عنهما.. تعال شوف الجثث.. دفنَّا النهار ده أكثر من عشر جثث.. وهناك أكثر من خمسين جثة مفقودة لأطفال ونساء وكبار سن.. بل دفنَّا 13 جثة.. بخلاف ستين إصابة".

وتابع سعد: "ما فيش عسكري نزل في الشارع.. المياه دخلت إلى البيوت بارتفاع مترين.. الخسائر في منطقة "الحرفيين" الصناعية أكثر من خمسمائة مليون جنيه.. هل ستقوم الحكومة بتعويض الناس؟.. أكثر من ألفي سيارة مقلوبة في البلد.. فيه ناس قاعدة دور أرضي في بيوتها وسط المياه دلوقتي.. لا تستطيع التحرك.. ما فيش أي تحرك من أي مسؤول في البلد.. لا شرطة، ولا جيش، ولا مجلس المدينة، الذي يدعي عدم وجود إمكانات".

وأردف أيمن سعد: "المستشفى ما فيهاش مكان لحالة طواريء.. أكثر من خمسين جثة مفقودة، وستين إصابة، ودفنا اليوم 13 ولسه.. الدولة (الحكومة) عارفة بالسيول قبل الحادث بإثنتين وسبعين ساعة، ولم تحذر، ولم تفعل أي إجراء".

وحذر من أنه "إن لم يتم حل عاجل ستستمر الأزمة شهرين على هذا الوضع"، مشيرا إلى أن "الناس نايمة في الشارع، ومدينة رأس غارب في كارثة".

وأردف: "اليوم صدرت شائعات من قسم الشرطة بأن هناك سيلا سينزل ثانية.. بينما لدينا فيضانات، وليست سيولا.. بارتفاع ثلاثة أمتار، وبسرعة كبيرة في الساعة.. أخذت كل حاجة أمامها.. ما فيش أي أماكن إيواء.. الأهالي هي التي تتحرك.. أنا مستضيف ثلاثين أسرة في بيتي.. رئيس مجلس المدينة لم يتحرك.. المحافظ جاء، وبقي في سيارته، ومشي.. الحاكم العسكري في البلد لم يفعل شيئا".

وتابع سعد: "عايشين على معونات أهالينا في الغردقة والقصير وسفاجة.. جهود ذاتية.. أعضاء مجلس الشعب ما عملوش حاجة.. ما حدش عمل حاجة".

وعند قيام أحمد موسى بعرض صورة على الهواء لجنود جيش يسهمون في إعمال الإغاثة رد أيمن سعد بالقول إن جهود الجيش توقفت منذ ساعتين".

وأضاف: "الجيش جمع معداته كلها، ومشي، وقال إن فيه سيول جاية.. واشتغلوا في منطقة واحدة مع أن المنطقة 30 كيلومترا، وتمتد إلى البحر.. أملك مخازن أخشاب.. خسارتي أكثر من 500 ألف جنيه.. غير الخسائر المادية في البيت، وكل حاجة.. وأكثر من عشرين ألف أسرة مثلي".

"لا عسكري.. والجيش يتهرب"

من جانبه قال محمود عطيتو: "منذ نزل السيل ليس هناك عسكري تحرك، ولا مسؤول ولا شرطة ولا جيش تحرك.. الناس غرقت في بيوتها.. كام عسكري نزل بسلاح.. نازل بسلاح يعمل إيه.. ناس بتغرق يعمل بسلاحه ايه.. المياه دخلت ثلاثة أمتار.. أولادي يلوذون بالدور الثالث من المنزل.. ليس هناك سيارات شفط.. اتصلنا بالجيش مش عايز يبعث.. نتصل بالإغاثة ما فيش.. كلها جهود ذاتية، وسيارت أهالي".

وتساءل: "فين المحافظ.. كأن المحافظة ليست تابعة ليه.. رئيس الوزراء جاء على الشارع، من بره، ومشي.. ما رضيش يأتي.. إيه الإجراء اللي أخذ؟".

ومتحدثا مع مواطن آخر قال أحمد موسى: "طمني على حضرتك".. فقال المواطن: "حضرتي ما فيش.. الجثث ما زالت تحت الأرض، والسيارات مدفونة.. ما شفناش أي مسؤول، لولا الشركات الموجودة والأهالي".
 
ومن جهته، قال المواطن محمد عبيد: "المنطقة الحيوية في رأس غارب باظت .. الشركات بتطلع طعاما.. الشباب هاين عليهم يولعوا في الدنيا كلها".

فرد عليه موسى: "ليه.. دي بلدنا.، فرد عليه عبيد: "بلدنا باظت، ومش لاقيين أي حد يساعد المواطن.. الكهرباء عشرين في المئة.. الناس محتاجين بطاطين وأكل وشرب.. وإيواء.. شقق المحافظة المغلقة تتفتح يقعدوا فيها.. ألف شقة باسم "أبو النصر المرحلة 2".. زي الزفت بس يفتحوها لأجل الناس تقعد فيها".

وأشار إلى أن "أهالي البلد جايبين أكل للناس بتاعتك (يقصد فريق ومراسل البرنامج).. إحنا بنضايفهم مش الحكومة"، فرد عليه موسى: "ما أنت شيخ عرب".
 
وهتف مواطن: "فين رئيس مجلس المدينة.. فين المحافظ.. حسبي الله ونعم الوكيل.. اتقوا الله فينا.. لسه فيه ناس تحت الأنقاض.. .. شبعنا كلام.. عايزين الفعل".
 
وعلق مراسل البرنامج بالقول: "الكهرباء برأس غارب لا توجد إلا في المستشفى"، كاشفا أن المنطقة التي يقف بها، وهي الملاحة (أربعة فدادين)، فيها خنادق، يُنتظر وجود جثث فيها، وسيارات مقلوبة.. والأهالي تنتظر رفع وسحب وكسح الماء لمعرفة الوضع، وإخراج الجثث.. بعد أن علق الناس بهذا المكان للنجاة بأنفسهم".


وعلَّق أحمد موسى، بمخاطبة رئيس الوزراء ووزير الدفاع والمحافظ ووزير الداخلية: "أنقذوا أهالي رأس غارب".