سياسة عربية

ضحية تعذيب "بن علي": أجهضوني وعلقوني نصف عارية (فيديو)

محرزية بن العابد إحدى ضحايا الاستبداد في عهد بن علي
استأنفت هيئة الحقيقة والكرامة التونسية، الدفعة الثانية من جلسات الاستماع العلنية لضحايا الاستبداد الذي وقع في تونس بالفترة من عام 1955 إلى 2013.

وخلال شهادتها العلنية بجلسة الاستماع الثالثة أمس، قالت محرزية بن العابد، إنها طردت من مهنتها عام 1988، ثم اعتقلت عام 1991 على خلفية نشاطها ضمن الحركة الإسلامية والجمعيات الخيرية، وتم إيداعها السجن بتهمة توزيع مناشير، ليتم بعدها بثلاثة أيام اعتقال زوجها وإيداعه سجن الرومي.
 
وأوضحت أنها تعرضت لشتى أنواع التعذيب والضرب والإهانة من قبل رجال أمن الدولة في مراكز ومناطق الشرطة مما خلف آثارا على جسدها، وأدى لإصابتها بمرض خطير مازالت تعاني من تداعياته حتى اليوم، مؤكدة أنه لا يوجد شيء في الدنيا يمكن أن يعوضها، وأن ما تعرضت له من تعذيب لا يمكن أن يعوض بمال.

وكشفت عن بعض أشكال التعذيب الذي تعرضت له قائلة: "مررت بكل أنواع التعذيب من تعليقي نصف عارية أمام ضحايا آخرين ووضع رجال عراة بالكامل أمامي وضربي على مستوى رأسي وكماشات في صدري، فضلا عن القاذورات وغيرها من أساليب التعذيب التي تعرض لها أيضا العديد من الضحايا".

وأضافت بن العابد: "عندما كانوا يضربونني علموا أني حامل في الشهر الثالث، ليتقدم شخص يدعى "لزهر الكافي" معروف بتفننه في تعذيب النساء ويفتخر بذلك، طلب من الجميع أن يتركوني له قائلا: "اليهودي بش انحيهولك من كرشك"، ولم ينته اليوم إلا وبدء النزيف وأجهضت ورغم ذلك لم ينقلوني للمستشفى في يومها".

 وتابعت: "لم يكتف هذا الشخص بإجهاضي وتركني مرمية في السجن بل حاول التحرش بي، واستمر النزيف أربعة أيام نقلوني بعدها إلى مستشفى شارل نيكول، لأبقى ستة أيام في المستشفى بعد إجراء عملية الإجهاض"، مشيرة إلى أن رجال الأمن الذين رافقوها للمستشفى هددوها كامل الطريق بالقتل، وأخبروا الطبيبة أنها حاولت قلب النظام وطلبوا منها وضعها في غرفة بعيدة عن المرضى، غير أن الطبيبة استهزأت منهم عندما رأتها في تلك الحالة النفسية والصحية الحرجة جدا.

وأوضحت بن العابد، أن رجال الأمن حاولوا الدخول معها خلال إجراء عملية الإجهاض غير أن الأطباء منعوهم وأكدوا لهم أنهم ليسوا في مركز أمن، مضيفة أنها كانت تحت المراقبة طيلة الأيام التي استمرت فيها في المستشفى وأنها أُجبرت على الإمضاء عندما عادت وحكم عليها بـ11 شهرا سجنا تم خلالها استجواب عائلتها وتعذيب والدتها التي طلبت منها العفو عنها بسبب ما مرت به بسببها ومن أجلها.