سياسة عربية

البوليساريو تهاجم المغرب رغم انسحابه من "الكركرات"

اتهمت البوليساريو المغرب بـ"التملص من مسار التفاوض الأممي"- أرشيفية
هاجمت "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" الانفصالية المعروفة اختصارا بـ (البوليساريو)، موقف الرباط المتمثل في إعلان الانسحاب من منطقة "الكركرات"، واعتبرته ذرا للرماد في العيون وازدراء للقانون الدولي.
 
ووصفت جبهة البوليساريو في بيان أصدرته، الاثنين، إعلان السلطات المغربية، الأحد، الانسحاب من منطقة الكركرات (على الحدود المغربية الموريتانية)، بأنه "ذر للرماد" في العيون.

وقالت البوليساريو إن "قرار المغرب إبعاد قواته مئات الأمتار في منطقة الكركرات، هو ذر للرماد في الأعين وازدراء للقانون الدولي الذي ظل المغرب يرفضه لما يقارب ثلاثة عقود".

اقرأ أيضا: المغرب يعلن انسحابا أحادي الجانب من منطقة "الكركرات"

وأضاف البيان أن البوليساريو "تدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى احترام روح ونص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 كجزء من خطة التسوية الأممي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية ويدعو إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء المغربية".

إلى ذلك قالت "وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة"، تابعة لجبهة البوليساريو، إن رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، إبراهيم غالي، ترأس السبت اجتماعا طارئا للمكتب الدائم للأمانة الوطنية.

وأضافت الوكالة أن "الاجتماع الطارئ للمكتب الدائم للأمانة الوطنية وتدارس التطورات الأخيرة على مستوى القضية الصحراوية، ومنها ما يحدث بمنطقة الكركرات منذ نهاية السنة الماضية، والتي كانت موضوع اتصالات بين طرفي النزاع وأنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك".

وسجلت أن "المكتب ذكر في هذا السياق بأن الوضع بالكركرات الناجم عن الخرق المغربي السافر لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1 الموقعة بين جبهة البوليساريو والمغرب، هو جزء من كل وبالتالي لا يمكن معالجته إلا بالعودة الصريحة والجادة لمقتضيات مخطط التسوية الأممي الأفريقي الرامي إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي بدون أي ضغط عسكري أو سياسي".

وسجلت الوكالة أن "المغالطات التي سوق لها المغرب، لا تعدو كونها محاولات مكشوفة تندرج في إطار سياسات الابتزاز والتوسع والتلويح بإشعال فتيل الحرب التي ينتهجها تجاه دول المنطقة كلما اشتدت عزلته وضاق عليه الخناق وتردت أوضاعه الداخلية".

واتهمت المغرب بـ"التملص من مسار التفاوض الأممي ورفض مرارا زيارة المبعوث الشخصي وامتنع عن تطبيق قرارات مجلس الأمن وآخرها التوصية 2285 المطالبة بعودة المكون المدني والسياسي للمينورسو وتنظيم جولة خامسة للمفاوضات".

وجدد المكتب "التزام الجبهة الصارم بالشرعية الدولية واستعدادها الكامل للتعاون مع الأمين العام الجديد لاستكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء، وبالتالي استتباب السلم والاستقرار في المنطقة، فإنه يطالب المجتمع الدولي بإنقاذ مساعي السلام الأممية في الصحراء المهددة بممارسات المغرب الاستفزازية والتصعيدية".

وكانت وزارة الخارجية المغربية ذكرت أن المغرب سيبدأ "بانسحاب أحادي الجانب" من منطقة الكركرات، "استجابة لطلب الأمين العام للأمم المتحدة".

وعبر البيان عن أمل المغرب بأن يؤدي تدخل الأمين العام إلى عودة المنطقة إلى "الوضعية السابقة (...) وضمان مرونة حركة النقل،" إضافة إلى "الحفاظ على وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي".

وبحسب البوليساريو فإنه "لم تكن هناك طرق ولا حركة تجارية" بين جدار الدفاع الذي شيده المغرب في "الصحراء"، والحدود الموريتانية.

واستمر النزاع المسلح بين الطرفين من 1974 إلى 1991 وتمكنت الرباط من السيطرة على المنطقة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وتصاعدت حدة التوتر العام الماضي بعدما أقام مقاتلو بوليساريو نقطة عسكرية جديدة في الكركرات قرب الحدود مع موريتانيا، وعلى مسافة قريبة من الجنود المغاربة، بعدما بدأ المغرب بشق طريق في جنوب منطقة عازلة تفصل بين الطرفين.