ملفات وتقارير

نظام الأسد لـ"الشبيحة": شاركوا في القتال واسرقوا ما شئتم

ناشط: سرقوا كل شيء من الغطاسات المائية والجوالات إلى المصاغ الذي ترتديه النساء وحتى المواشي- تويتر
رغم التقدم السريع الذي أحرزته قوات النظام والمليشيات المساندة لها على حساب تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي مؤخرا؛ إلا أن اللجنة الأمنية التابعة للنظام في حلب، تواجه صعوبات بالغة في تنفيذ قراراتها القاضية بتوجه أفراد مليشيات "الشبيحة" لمساندة قواتها في الجبهات المشتعلة في محيط مطار الجراح العسكري.

وفي التفاصيل؛ رفضت مجموعات من مليشيات "الشبيحة" المسماة بـ"القوات الرديفة" التوجه إلى جبهات ريف حلب الشرقي، ما دفع اللجنة الأمنية إلى السعي لإغراء أفراد هذه المجموعات؛ من خلال التغاضي عن جميع عمليات السرقة للممتلكات العامة والخاصة (التعفيش) في القرى والبلدات التي يتم إخراج تنظيم الدولة منها.

وفي هذا السياق؛ أشار الناشط الإعلامي في مدينة منبج، أحمد محمد، إلى إصدار اللجنة الأمنية أوامر تقضي بإخلاء مقرات "لواء العشائر" الذي شكله النظام من أبناء قرى الريف الشرقي الموالين له، وإرغام مقاتليه الذين يقارب عددهم الـ500 مقاتل على التوجه إلى الريف الشرقي.

وأضاف لـ"عربي21" أن "غالبية المقاتلين يفضلون البقاء في مدينة حلب بعيدا عن الجبهات، بدلا من التوجه إلى المناطق الشرقية التي يغلب عليها الطابع الصحراوي"، مؤكدا "عدم امتلاك اللجنة الأمنية للقوة التي تخولها بفرض قراراتها على المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة" على حد قوله.
    
ولفت إلى ما اعتبره "نتيجة طبيعية" لإغراء اللجنة العسكرية والأمنية لعناصر "الشبيحة"، وذلك بالإشارة إلى حملات السرقة المنظمة التي تعرضت لها القرى التي انسحب تنظيم الدولة منها في بلدة الخفسة ومحيطها.

وقال محمد إن "شهادات أهالي بلدات ريف مسكنة؛ تكشف عن حملات تعفيش غير معهودة من قبل"، وأضاف: "لقد سرقوا كل شيء؛ من الغطاسات المائية المنزلية، والجوالات، إلى المصاغ الذي ترتديه النساء، وحتى المواشي".

من جهته؛ نقل الناشط الإعلامي أبو محمود الناصر، المتواجد في ريف حلب الشمالي، شهادات عن نازحين من أبناء تلك القرى، أكدوا فيها أن عناصر المليشيات أقدمت على سرقة ممتلكات الأهالي الذين رفضوا مغادرة قراهم، ظنا منهم أن جيش النظام سيقوم بحمايتهم.

وأكد قيام قوات النظام باعتقال الرجال، ومن ثم تجميعهم في مراكز بالقرب من قرية جبرين إلى الشرق من حلب، "تمهيدا لزجهم بالقتال إلى جانب قوات النظام".

 وقال الناصر لـ"عربي21": "لقد أكد لنا بعض النازحين؛ أن أفراد المليشيات قاموا بإعدامات ميدانية لرجال على مرأى من المدنيين".

في غضون ذلك؛ تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، تسجيلا مصورا يظهر تجميع عناصر المليشيات كميات كبيرة من الغطاسات المائية، ومحركات الديزل، والدراجات النارية، والأثاث المنزلي، في باحة مدرسة في ريف حلب الشرقي، وقالوا إن هذه الأدوات من قرى الريف.

وناشدت "شبكة أخبار ريف حلب الشرقي" الموالية للنظام متابعيها، تزويدها بصور العناصر الذين يقومون بالسرقات، وقالت على صفحتها في "فيسبوك" إنه "لا بد من فضح هؤلاء على أوسع نطاق؛ لأنهم يشوهون صورة الجيش أمام الرأي العام" على حد تعبيرها.

وتخوض قوات النظام، مدعومة بمليشيات شيعية، وتحت إسناد جوي ومدفعي روسي، اشتباكات متواصلة منذ منتصف كانون الثاني/ يناير، مع قوات تنظيم الدولة، بغية استعادة ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرة الأخير في ريف حلب الشرقي.