صحافة دولية

البايس: ما هو مستقبل "الإخوان" بظل القمع بمصر والانقسام؟

الإخوان المسلمين: قمع في الداخل وتضييق بالخارج.. وأزمة داخلية - أرشيفية
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن القمع الشرس الذي يمارسه النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، ضد جماعة الإخوان المسلمين، ما أدى إلى تشتت عناصرها بين المهجر والسجون المصرية، كما تناولت الصعوبات التي تواجهها الحركة داخليا وخارجيا

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قمع السلطة لا يعد المشكلة الوحيدة التي تواجه الجماعة التي لها تاريخها في البلاد. فإضافة إلى هذه المشكلة، هناك معضلتان أخريان، تتمثل الأولى في الانقسام الداخلي المرير الذي يهدد تقسيم الجماعة. أما المعضلة الثانية، فتتمثل في إمكانية إدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوردت الصحيفة أن قدوم الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لاقى ترحيبا ومباركة من قبل الجنرال "السلطوي والاستبدادي، عبد الفتاح السيسي، الذي جاء إلى الحكم على إثر انقلاب ضد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي". ومن جهته، فإن ترامب الذي اعتبر أن السيسي "رجل عظيم"، يشاركه وجهة نظره التي تقوم على محاربة الحركات الإسلامية، بما في ذلك المعتدلة.

وذكرت الصحيفة أنه للمرة الأولى، لم ترفض حكوم غربية طلب السيسي، المتمثل في إدراج الإخوان المسلمين على لائحة التنظيمات الإرهابية، إذ أن البيت الأبيض بصدد دراسة هذا الاحتمال. وقد شبّه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، في حديثه في مجلس الشيوخ قبل تثبيت تعيينه، حركة الإخوان المسلمين بتنظيم القاعدة.
 
ونقلت الصحيفة عن عبد المجيد درديري، النائب السابق في مجلس النواب المصري عن حزب الحرية والعدالة، الذي يعتبر الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قوله إنه لا يعتقد أنه سيتم، في نهاية المطاف، إدراج الحركة على قائمة التنظيمات الإرهابية. كما يؤكد درديري من منفاه في الولايات المتحدة، أنه "لا توجد أي علاقة بين حزبه وجماعة الإخوان"، مشيرا إلى أنه "ليس هناك حضور لجماعة الإخوان المسلمين على الأراضي الأمريكية".

وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يترقب فيه العالم الاجتماع بين السيسي وترامب في واشنطن في أوائل نيسان/ أبريل القادم، يبدو أن البيت الأبيض قد أجل البت في هذه القضية، خاصة بعد صدور تقرير لوكالة المخابرات المركزية، لا يشجع على اتخاذ مثل هذا القرار، بحجة أنه سيساهم في انتشار التطرف.

وذكرت الصحيفة أن هذا الجهاز قد أقر أن "الإخوان المسلمين يرفضون اعتماد العنف كسياسة رسمية، كما أنهم يعارضون منهج تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة". وفي الأشهر الأخيرة، تبنى العديد من الخبراء نفس الموقف، واعتبروا أنه في حال استجابة الولايات المتحدة إلى طلبات السيسي في هذا الصدد، فسيضر ذلك بالعلاقات بينها وبين بلدان أخرى ينشط فيها الإخوان المسلمين أو عبر أحزاب منبثقة عنها، ويتصدرون مناصب حكومية، كما هو الحال في المغرب وتونس.

وفي الحديث عن الانقسامات الداخلية الحادة، أوضحت الصحيفة أن الباحث في مؤسسة المجلس الأطلسي، إتش إيه هيلر، يرى أن "احتمال تفكك وانقسام جماعة الإخوان المسلمين يتنامى بشكل متواصل، وأن هناك العديد من السيناريوهات التي من المرجح أن تحدث خلال الفترة القادمة. من بينها، يمكن الحديث عن انقسام الحركة إلى شقين: الأول وهو الذي يمثل جوهر هذه الحركة، والثاني في شكل جماعة متمردة تتبنى استخدام العنف".

وأردفت الصحيفة أن هذا الخلل الداخلي الرئيسي قد أحدث انقسامات بين قدماء قادة الحركة الذين تمكنوا من الهروب إلى المنفى بعد الانقلاب، والملتزمين بالتوصل إلى حل تفاوضي للصراع مع النظام، وبين الجيل الشاب المتواجد على الأراضي المصرية، الذي يدعو إلى ضرورة توفر حرية أكثر في اتخاذ القرار.

وقالت الصحيفة إنه أمام هذه المصاعب والمشاكل، يواجه الإخوان المسلمون في مصر أكثر الفترات إثارة للجدل وصعوبة في تاريخها الطويل. ومع ذلك، لطالما أظهرت الحركة الإسلامية قدرة على المقاومة والتأقلم مع الوضع السائد؛ سمحت لها بأن أن "تنهض من تحت الرماد" في عدة مناسبات. وربما سيحدث نفس الشيء خلال هذه المرة، خاصة أمام عجز النظام العسكري على إدارة البلاد، فضلا عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي لازالت تغرق أرض الفراعنة.