سياسة عربية

الجبهة الوطنية المصرية بالخارج بعيون المعارضة بالداخل

الجبهة تهدف إلى التخلص من "الحكم العسكري الاستبدادي"- عربي21
الجبهة تهدف إلى التخلص من "الحكم العسكري الاستبدادي"- عربي21
تباينت مواقف التيارات والأحزاب السياسية، والحركات الثورية في مصر من تدشين "الجبهة الوطنية المصرية" ما بين مؤيد ومتحفظ ومعارض ورافض لها لأسباب مختلفة تتعلق بمضمون وثيقة الجبهة ومكوناتها، أو مواقف الحزب أو الحركة ومبادئها، أو لأسباب أمنية بحتة أيضا.
 
وتحت شعار "نتحد.. نُغير"، أعلنت شخصيات مصرية معارضة في الداخل والخارج، الاثنين، عن تدشين كيان وطني جامع حمل اسم "الجبهة الوطنية المصرية- تحت التأسيس"، ليكون مظلة جامعة لكل القوى الراغبة في التحرك والخلاص مما وصفوه بالحكم العسكري الاستبدادي، على اختلاف توجهاتهم الأيديولوجية والفكرية.
 
اقرأ أيضا: شخصيات مصرية تدشن جبهة وطنية ومبادىء للعمل المشترك

نضوج وطني
 
ورحب القيادي بحزب تيار الكرامة المعارض، السفير معصوم مرزوق، بالجبهة قائلا: "أعتقد أنها خطوات متقدمة جدا، ومنذ أيام طرحت وثيقة مشابهة، وأرى أن فكر الجماعة الوطنية المصرية بدأ يتقارب ويتبين لنا موطن أقدامه؛ لأنه منذ فترة كانت الرؤية غائمة ولم يكن محددا ما هو المطلوب".
 
وأضاف لـ"عربي21": "أعتقد أن الجميع أدرك أن هناك مخاطر شديدة محدقة بالوطن تتطلب تضافر كل الجهود دون أي تحفظات غير التحفظ التقليدي المتمثل في مخالفة القانون والدستور، ومبادئ 25 يناير، تلك هي المحددات البسيطة التي طرحتها في الوثيقة التي سميتها وثيقة إنقاذ مصر، والجبهة الوطنية اقتربت من ذلك كثيرا".
 
وفيما يتعلق بمضمون إعلان التأسيس، أجاب: "هناك بعض المصطلحات بحاجة إلى ضبط، وإعادة تحرير ولن يعجز أهل السياسة في مصر عن التوصل إلى سياسيات أدق وأحكم"، مؤكدا أن هناك "حاجة للتخلص من تكرار وإعادة مرارات الماضي كل حين، فعندما يتهدد الوطن خطر كبير مثل الذي يتهدده الآن فعلى الجميع الاصطفاف".
 
ماذا تفتقد الجبهة؟
 
من جهته، أعرب المتحدث باسم حركة 6 أبريل – الجبهة الديمقراطية - شريف الروبي عن توقعه أن تلقى الجبهة مصير المبادرات والتحالفات السابقة التي فشلت في جذب جميع أطياف المعارضة في الداخل، والشارع المصري إليها؛ بسبب غياب الرؤية الواضحة والمتكاملة.
 
وعن طبيعة تلك الرؤية، أوضح في تصريح لـ"عربي21" أن "ما نفتقده منذ 30 يونيو ليس تشكيل جبهة، وإنما تشكيل البديل لقيادة المرحلة المقبلة، ونُقنع به الشعب المصري"، لافتا إلى أن "البيانات التي تخرج بها الكيانات المعارضة لا تُطبق على أرض الواقع، وتظل بيانات إنشائية".
 
ودعا إلى ضرورة "وجود بديل لدى المعارضة الموحدة تجتمع عليه بأهداف وأشخاص محددين، وليس بيانات وعبارات طنانة"، ودلل على ذلك بمبادرة العالم المصري المعارض "عصام حجي"، قائلا: "ما أفشل مبادرة حجي، التي أعلن فيها عن تشكيل فريق رئاسي، هو عدم وجود أشخاص يمثلون الفريق، لا بد من وجود أمرين برنامج متكامل والآخر وجود أشخاص حقيقيين".
 
معارضة الخارج مرفوضة
 
فيما رفض رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أحمد بهاء شعبان، الانضواء تحت أي تحالفات معارضة من الخارج، قائلا: "رغم تحفظي على النظام القائم، والتطبيل الإعلامي، لا أعترف بمعارضة الخارج"، مضيفا أن "من يريد المعارضة عليه أن يعارض من الداخل، ويتحمل المسؤولية، ويدفع ثمن المواجهة، فالمعارضة من الخارج لها أغراض أخرى".
 
ولفت في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "المعارضة في الخارج تعيش في بحبوحة من العيش، وتتلقى الأموال من أعداء للوطن، الأمر الآخر أن أي معارضة تضع في اعتبارها التحالف مع جماعات الإرهاب و(الإخوان) ليست معارضة وطنية، تحملنا السحل في الشوارع إبان عهد السادات ومبارك ولم نرفع السلاح"، حسب قوله.
 
أحزاب ترفض التعليق
 
في حين رفض حزب مصر القوية المعارض، التعليق على بيان تأسيس الجبهة الوطنية المصرية، وفي اتصال لـ"عربي21" أوضح أحد المسؤولين في الحزب طلب عدم ذكر اسمه "أنه لا تعليق لدي عن الجبهة الوطنية".
 
كما قالت قيادات في حركة "الاشتراكيين الثوريين" في اتصال مع "عربي21": "إنهم لم يسمعوا عن تلك الجبهة، ولم يقرأوا عنها حتى الآن". وقال عضو الحركة، مصطفى بسيوني: "لم نتابع إعلان تدشين الجبهة، ما تابعناه في الآونة الأخيرة، كانت مبادرة عصام حجي، ولم تكن متماسكة".
 
شرط القبول
 
في حين رهن المحلل السياسي، سيد أمين، نجاح الجبهة الوطنية في الداخل "بالتقديم والدعاية لها بشكل جيد"، وقال لـ"عربي21": "الشعب اليوم يبحث عن الخلاص من هذا النظام بأي شكل، وهو في ذات الوقت يبحث عن قيادة له تقدم الحل للأزمة".
 
وعزا تحفظ بعض الحركات والأحزاب في مصر عن إبداء رأيها في الجبهة الوطنية إلى "إما تحفظات على وثيقتها، أو المنضوين تحتها، أو الخوف من الملاحقات الأمنية"، ولم يستبعد "قيام السلطة بوضعها على قائمة الكيانات الإرهابية إذا شعرت أنها قد تمثل لها خطرا حقيقيا".
التعليقات (0)