صحافة دولية

نيزافيسيمايا: هل سيشهد الشرق الأوسط صراعات جديدة؟

لا ترى موسكو بديلا لبشار الأسد في المنطقة- الأناضول
لا ترى موسكو بديلا لبشار الأسد في المنطقة- الأناضول
 نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن التناقضات العسكرية والجيوسياسية التي تميز الشرق الأوسط.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الانتصارات الواضحة لنظام بشار الأسد بدعم من روسيا، ساهمت في خلق تناقضات عسكرية وجيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط. وخلال زيارته إلى سوتشي، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرة أخرى مطالبة فلاديمير بوتين بمراعاة مصالح تل أبيب في حل المسألة السورية.
 
وحيال هذه المسألة، تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية معلومات تفيد بأن نتنياهو مُصرّ على  تحذير بوتين من الوجود الإيراني في الأراضي السورية واللبنانية، خاصة أن ذلك يمكن أن يقود المنطقة إلى الحرب.
 
وذكرت الصحيفة أن الاهتمام الأمريكي ليس مركزا فقط على إيران، بل إلى الاستيلاء أيضا على النجاحات التي حققتها روسيا وحلفاؤها على الصعيد العسكري، والدبلوماسي، والاقتصادي والإنساني. وتعتزم واشنطن معارضة مصالح محور موسكو وإيران ودمشق، ومن المرجح أن تقوم بإسناد هذه المهمة إلى الأكراد.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أدى  زيارة إلى العراق والأردن، بتاريخ 22 آب/ أغسطس، ويعتزم أداء زيارة إلى تركيا. ويتمثل الهدف الرسمي لهذه الزيارة في مناقشة مسألة تسوية النزاع السوري ومكافحة تنظيم الدولة. وفي هذا السياق، ناقش جيمس ماتيس مختلف أبعاد الوضع السوري، وتطرق إلى منطقة وقف التصعيد في جنوب البلاد، التي تم إنشاؤها بالاشتراك مع روسيا، والتي تقع تحت مراقبة ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية، وقوات حفظ السلام الروسية والميليشيات الشيعية.
 
في المقابل، تعتبر كل من واشنطن وتل أبيب غير راضيتين عن تواجد فصائل الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني بالقرب من حدود الأردن وإسرائيل. وقد تمت مناقشة هذه المسألة في 17 آب/ أغسطس في الولايات المتحدة الأمريكية من طرف وفد إسرائيلي يمثل قوات الأمن برئاسة مدير الموساد يوسي كوهين. ولكن، حتى بعد هذه الزيارة، لم يلتزم الأمريكيون بوقف أنشطة إيران في المنطقة. وبالتالي، يبدو أن تزامن زيارة ماتيس إلى الشرق الأوسط مع زيارة نتنياهو إلى روسيا، تعكس إلى حد ما المهام المطلوبة من كلا الطرفين.
 
ونوهت الصحيفة بأن ماتيس سيحاول خلال زيارته إلى أنقرة وبغداد مناقشة مسألة استفتاء استقلال كردستان العراق، ومنع إيران وتركيا من شن حرب ضد الأكراد. وفي وقت سابق، لمح الرئيس التركي رجب أردوغان إلى إمكانية تنفيذ هذا السيناريو، مشيرا إلى أن تركيا وإيران تدرسان خطة القيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد التشكيلات المسلحة الكردية.
 
وأشارت  الصحيفة إلى أنه وفقا للبيان صرح به رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال، سيرغي رودسكوي، يوم الاثنين، بدا من الواضح أن موسكو لا ترى بديلا لبشار الأسد في المنطقة. علاوة على ذلك، تعتبر الإدارة العسكرية الروسية بمثابة الضامن لإعادة التأهيل السياسي للأسد وإقامة حياة سلمية في سوريا. وفي هذا الصدد، تقوم موسكو بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، بما فيها الأطراف المعارضة لنظام الأسد؛ وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
 
وبينت الصحيفة أن الجنرال سيرغي كورالينكو اقترح، في كلمة توجه بها للسوريين عبر التلفزيون، إنشاء مجالس محلية للمصالحة في مناطق خفض التصعيد بسوريا تضم ممثلي البلدات والحكومة السورية وزعماء المعارضة. ولم يكن هذا القرار مدعوما من دمشق فحسب بل أيضا من الدول المشاركة في مفاوضات أستانا. كذلك، يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد هذه الفكرة الروسية الرامية إلى مزيد دفع محادثات السلام.
 
بالإضافة إلى محاربة الإرهاب، من الواضح أن لروسيا مصالح اقتصادية في الشرق الأوسط وأهداف أخرى يمكن أن تولد مزيدا من الصراعات. فقد نشرت وسائل الأعلام بيانات تؤكد مشاركة الوحدات التابعة للشركة العسكرية الروسية الخاصة، "فاغنر"، في المعارك لدعم بشار الأسد. كما تدعي وسائل الإعلام أن وحدات فاغنر تشارك في حماية حقول النفط والغاز في المنطقة، إلى جانب ميليشيات حزب الله والعديد من الكيانات الأخرى.
  
وفي الختام، بينت الصحيفة أن عمل حزب الله والفصائل الإيرانية الأخرى بالاشتراك مع الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" يوحي بأن المصالح الاقتصادية لا تقتصر فقط على روسيا. وفي هذا الصدد، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الإيرانيين يقومون ببناء مصنع لإنتاج الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في شمال غرب سوريا.

وقد أكدت تل أبيب مرار وتكرارا على أنها لن تتسامح مع أي محاولة لتعزيز موقف إيران بالقرب من حدودها. وهذا يعني اقتراب موعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الموعودة ضد الهياكل والمنشآت الإيرانية في سوريا، التي تعمل بشكل وثيق مع روسيا.
التعليقات (0)