سياسة عربية

العراق.. انقسام شيعي حول مدرسة "الإمام الخميني"

يرفض الشيعة اسم المدرسة خشية اتخاذها ذريعة لاستهدافهم- أرشيفية
يرفض الشيعة اسم المدرسة خشية اتخاذها ذريعة لاستهدافهم- أرشيفية
عادت قرية "خزنة تبه" شمال العراق، حيث تعيش غالبية من الشبك الشيعة، إلى واجهة الأحداث، بعدما حظيت بالاهتمام نفسه منتصف آب/ أغسطس 2009، حين تم تفجير شاحنة مفخخة أسفرت عن مقتل وجرح نحو 200 شخص وتدمير عشرات المنازل.

"خزنة تبه"، التابعة لناحية برطلة (30 كلم شرقي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى) استقطبت الأضواء مجددا، إثر افتتاح مدرسة (حكومية) للمرحلة الابتدائية، الخميس الماضي، تحمل اسم "الإمام الخميني"، وبنيت على نفقة مؤسسة إيرانية خيرية.

وقوبل اسم المدرسة برفض وامتعاض من شبك شيعة؛ خشية اتخاذه ذريعة من قبل "متطرفين" لشن هجمات عليهم، فيما يصف شيعة آخرون الاعتراضات بـ"المتشنجة"، مستنكرين رفض اسم "الإمام الخميني" (1902-1989)، قائد ثورة عام 1979، مؤسس جمهورية إيران الإسلامية.

ويقطن الشبك في قرى وبلدات تقع شمالي وشرقي الموصل (405 كلم شمالي العاصمة بغداد)، وتعرضت بعضها لهجمات دموية، أوقعت مئات القتلى والجرحى، ولا سيما خلال عامي 2008 و2009.

ذريعة للمتطرفين

النائب الشبكي في البرلمان العراقي، سالم محمد خضر، صرح بأن "سكان سهل نينوى هم من مختلف الأطياف القومية والدينية والمذهبية ويعيشون مع بعضهم البعض منذ مئات السنين".

وتابع: "يجب أن يكون هناك احترام لمشاعر الآخرين، وعدم القبول بزج منطقة الشبك ضمن الأجندات الدولية حتى لا يتخذ المتطرفون من هذه الأعمال سببا لاستهدافنا مجددا".

وأضاف: "سبق أن دفعنا أنهارا من الدماء، ووصل عدد شهداء الشبك إلى 1486 منذ عام 2003، فضلا عن وقوع 217 آخرين بيد تنظيم "داعش"، ونعتقد أن ذلك كافٍ جدا، ولسنا مستعدين لدفع المزيد".

ومضى خضر قائلا: "نطالب بمنع كتابة أو اختيار أسماء قد تكون سببا في استهداف مكوننا مجددا.. نشكر كل المنظمات الدولية والمحلية التي تساعد العراق بدون مقابل، لكننا نرفض رفضا قاطعا تسمية مدرسة خزنة تبه الشبكية باسم مدرسة (الإمام الخميني)".

وأردف الناب العراقي: "إذا كان الهدف من بناء المدرسة هو مساعدة الشبك، فشكرا لكل من فعل ذلك، ولكن سندفع أنهارا من الدماء بسبب هذه الفعلة (اختيار اسم الإمام الخميني)، فنحن على يقين بأن هذه التصرفات غير مقبولة في حدود نينوى، وسيتخذ المتطرفون من هذا الاسم سببا لاستهدافنا مجددا".

ويعتبر رافضون أن اختيار هذا الاسم للمدرسة يساعد على تكريس الطائفية، ويدعون وزارة التربية إلى إلغائه.

دور مصرف بارسيان

وبحسب معلومات خاصة، فإن مؤسسة "بارسيان الخيرية" الإيرانية هي التي بنت مدرسة "الإمام الخميني" في ناحية برطلة شمال الجارة العراق.

وأضافت المصادر أن "هذه المؤسسة تابعة لمصرف بارسيان الإيراني، المصنف (من قبل دول عديدة) ضمن مؤسسات تمويل الإرهاب، ومحظور التعامل معه، رغم وجود فرع له في بغداد".

وشددت على "وجود تعليمات من البنك المركزي العراقي بعدم التعامل مع هذا المصرف، بناء على توجيهات من المخابرات العراقية ومستشارية الأمن الوطني العراقي".

اعتراضات "متشنجة"

ووفق قصي عباس، العضو السابق في مجلس محافظة نينوى عن المكون الشبكي، القيادي في "التجمع الديمقراطي للشبك"، فإن "مسألة اختيار هذه الاسم للمدرسة أثار لغطا كبيرا أكثر مما هو متوقع".

وأضاف عباس: "لكل منا اجتهاد معين في مختلف المسائل، علما بأن الموافقات الأصولية لتشييد هذه المدرسة تم الحصول عليها عام 2012 من قبل مجلس محافظة نينوى حينها ومن (وزارة) التربية، لكنّ بناءها توقف بسبب غزو "داعش" عام 2014، والآن تم إعادة تأهيلها وافتتاحها رسميا".

وحول كون الاسم يثير حفيظة عراقيين قُتل أفراد من عائلاتهم في الحرب العراقية-الإيرانية (1980- 1988)، أجاب عباس بأن "المدرسة تم تشييدها في قرية شبكية شيعية، ويمكن لأهالي القرية نفسها التقدم بطلب لتغيير اسم المدرسة إذا كان غير مقبول للمحيطين بها".

ومعربا عن تقبل ضمني للاسم، تابع بقوله: "علما بوجود مدارس ومنشآت تم تشييدها في مختلف أنحاء العراق تحمل أسماء شخصيات من الكويت والسعودية والإمارات، ولم نجد مثل هذه الاعتراضات..".
التعليقات (0)