سياسة عربية

انطلاق التصويت في استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق

التصويت بدأ وسط تصاعد التوتر مع الحكومة العراقية ومعارضة إقليمية ودولية واسعة- الأناضول
التصويت بدأ وسط تصاعد التوتر مع الحكومة العراقية ومعارضة إقليمية ودولية واسعة- الأناضول
فتحت مراكز الاقتراع، صباح الاثنين، أبوابها أمام نحو خمسة ملايين ناخب للتصويت في استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق، وسط تصاعد التوتر مع الحكومة العراقية ومعارضة إقليمية ودولية واسعة.

ودعا رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في بيان صدر في وقت متأخر مساء الأحد، الناخبين إلى المشاركة المسؤولة والهادئة والتصويت بـ"نعم" في الاستفتاء.

من جانبه، أعلن جهاز الأسايش (الأمن الكردي) في الإقليم أنه استكمل جميع الإجراءات من أجل سير العمل بأمان وهدوء في عملية الاقتراع التي ستستمر حتى السادسة مساء.

ويجري الاستفتاء في محافظات الإقليم الثلاثة، أربيل والسليمانية ودهوك، فضلا عن مناطق متنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد والإقليم.

ومناطق النزاع تشمل محافظة كركوك وأجزاء من محافظات نينوى وصلاح الدين (شمالا) وديالى (شرقا).

ووفق معطيات مفوضية الانتخابات في الإقليم فإن بإمكان أكثر من 5 ملايين ناخب المشاركة في عملية التصويت على الاستفتاء في 1730 مركزا للاقتراع في 6746 محطة انتخابية.

وتشير المفوضية إلى أن العملية يغطيها نحو 400 مراقب دولي و2000 مراقب محلي و159 وسيلة إعلامية أجنبية مع 500 محلية، بالإضافة إلى 23 ألفا و564 مراقبا من الكيانات السياسية.

استعداد لإجراء محادثات 


وفي مؤتمر صحافي عقده، الأحد، في أربيل، قال مسعود البارزاني بصوت هادئ ولكن حازم: "الشراكة مع بغداد فشلت ولن نكررها. لقد توصلنا إلى اقتناع بأن الاستقلال سيتيح عدم تكرار مآسي الماضي".

وأضاف: "توصلنا إلى قناعة بأن أيا كان ثمن الاستفتاء فهو أهون من انتظار مصير أسود".

وسبق لبارزاني أن أشار إلى أن فوز معسكر الـ"نعم" في الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال، بل بداية "محادثات جدية" مع بغداد لحل المشاكل العالقة وبينها مسألة الحدود.

في المقابل أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأحد، في بغداد أن حكومته لن تعترف باستفتاء استقلال كردستان.

وقال في خطاب موجه إلى الشعب العراقي إن "التفرد بقرارٍ يمس وحدةَ العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة (...) هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين".

النفط 

وكانت إيران بين أولى دول الجوار التي اتخذت إجراء انتقاميا ردا على قرار إجراء الاستفتاء، فحظرت كل الرحلات الجوية مع كردستان العراق، بناء على طلب حكومة بغداد، حتى إشعار آخر.

أما تركيا فحذرت من أن ردها ستكون له جوانب "أمنية" و"اقتصادية"، في وقت كثف فيه الجيش التركي مناوراته على الحدود.

وطلبت الحكومة العراقية، الأحد، من كل الدول أن تحصر التعامل معها في كل العمليات المرتبطة بالنفط بعدما قررت سلطات إقليم كردستان إجراء الاستفتاء.

ويبلغ متوسط إنتاج كردستان العراق من النفط 600 ألف برميل يوميا يتم تصدير 550 ألفا منها إلى تركيا عبر ميناء جيهان.

وهذه التهديدات التي يمكن أن تخنق إقليم كردستان اقتصاديا، تثير قلق الناخبين الأكراد رغم حماستهم التي ظهرت جليّةً في أربيل حيث رفرفت الأعلام الكردية في الشوارع وعلى السيارات والمنازل.
التعليقات (0)