رياضة دولية

ما هي سلسلة الأخطاء التي وقع فيها مدرب نادي ريال مدريد؟

رياضة
رياضة
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا حملت فيه زين الدين زيدان مسؤولية الهزيمة الموجعة، التي لحقت بريال مدريد ضد فريق ليغانيس في مسابقة كأس ملك إسبانيا، حيث ارتكب المدرب الفرنسي سلسلة من الأخطاء التي تراكمت وأدت لهذا الفشل الجديد، بعد الابتعاد عن المنافسة على لقب الدوري المحلي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أسوأ ما حصل لريال مدريد خلال الفترة الماضية، الانتصار غير المستحق خلال الأسبوع الماضي على فريق ليغانيس، بهدف من تسجيل ماركو أسينسيو في الدقيقة الأخيرة، خلال مباراة الذهاب ضمن منافسات كأس ملك إسبانيا.

واعتبرت الصحيفة أن الانتصار الذي جاء في الدقائق الأخيرة ساهم في تغطية مشاكل الفريق، وتناسي الوجه الشاحب الذي ظهر به اللاعبون. كما جعل ذلك الانتصار، بنتيجة هدف لصفر، المدرب زين الدين زيدان يتغاضى عن كونه لا يمتلك لاعبين معوضين يمكن الاعتماد عليهم في أصعب الأوقات.

وأضافت الصحيفة أن زيدان أخطأ عندما سعى لتغطية كل المشاكل التي يمر بها، والتركيز على ذلك الانتصار الذي حققه في ملعب "البوتاركي" ضد ليغانيس قبل أسبوع. كما اعتبر أن الفريق الملكي عاد لسكة الانتصارات، وسيتغلب بسهولة على ليغانيس في مباراة كأس ملك إسبانيا، وسيمر للنصف النهائي، بما أنه فاز على هذا الفريق في عقر داره. كما ظن زيدان أنه بالاعتماد على مجموعة من الشبان، سيكون الأمر أكثر سهولة في ملعب "البرنابيو".

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولية تقع في جزء منها على عاتق اللاعبين، بما أنهم لم يحسنوا التعامل مع الخصم على الرغم من أنهم كانوا المرشحين للفوز. وقد دارت مناقشات في حجرات الملابس حول افتقار اللاعبين للعزيمة وروح التحدي، وهو أخطر حديث يمكن أن يدور في حجرات ملابس أي فريق.

وقالت الصحيفة إن لحظة الانسحاب من الكأس، كانت من أسوأ اللحظات منذ قدوم زيدان للفريق الملكي. والآن، يعكف الفريق على الاستعداد للمواجهة ضد فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، ضمن منافسات الدور السادس عشر من دوري أبطال أوروبا، يوم 14 شباط/فبراير في إسبانيا، ثم يوم 6 آذار/مارس في فرنسا، وهي مواجهة يعتقد كثيرون أنها ستحدد مصير العلاقة بين زيدان وريال مدريد.

واعتبرت الصحيفة أن السلوك المتهاون من المدرب زين الدين زيدان، دفع اللاعبين لاكتساب ثقة زائدة، والاعتقاد أن الوضع أمام ليغانيس كان تحت السيطرة. كما أخطأ زيدان في إراحة كل من كريستيانو رونالدو، غاريث بيل، مارسيلو وتوني كروس، الذين غابوا عن مباراة الإياب، بالإضافة إلى ترك مودريتش، كارفخال، كاسيميرو، فاران، كيلور نافاس على بنك الاحتياط، وهو ما كان يعني التخلي بشكل شبه كامل على التشكيلة الأساسية، والاكتفاء بإشراك بنزيما وراموس فقط، على أمل أن يقودا مجموعة الشبان نحو الفوز.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخطأ كان قاتلا، لأنه لم يكن ممكنا إصلاحه في أثناء اللقاء في حال ساءت أوضاع ريال مدريد، باعتبار أنه في هذه الحالة يمكنه فقط إقحام ثلاثة من اللاعبين التسعة الركائز في الفريق، وهو ما يعني اكتفاء ستة آخرين بالجلوس على البنك أو المدرجات، ومشاهدة الفريق وهو يتكبد الخسارة خاصة في ظل غياب هدافين من طينة رونالدو وبيل، اللذين حصلا على عطلة بهدف أخذ قسط من الراحة.

واعتبرت الصحيفة أنه من الغريب منح إجازة للنجم البرتغالي، الذي حصل على ما يكفي من الراحة ولم يكن يشارك في مباريات الكأس. أما زميله الويلزي، فظل غائبا لفترة طويلة، ولعب فقط خمس مباريات متتالية منذ تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2016، عندما أصيب حينها بتمزق في أربطة الساق.

وقالت الصحيفة إن التشكيلة التي اعتمدها زيدان في هذه المباراة، أكدت فشل الرؤية التي يسعى للتمسك بها في إدارة فريق ريال مدريد، حيث إن أحباء الفريق الملكي لا يقتنعون بأي شيء غير الألقاب. وفي الوقت الراهن، بات زيدان يواجه ضغوطا كبيرة، بعد ابتعاده عن الصدارة في منافسات الليغا بشكل مثير للقلق. لذلك، بمكن اعتبار أنه قلل من أهمية مباراة الكأس التي اعتقد أنها ستكون سهلة ضد فريق ليغانيس، واعتمد فقط على اثنين من الركائز، وهما راموس وبنزيما، في مغامرة غير محسوبة العواقب، انتهت بصدمة لكل أحباء ريال مدريد.

وأضافت الصحيفة أن فريق ليغانيس كان قد وجه تحذيرا شديد اللهجة لزيدان، خلال مباراة الذهاب، ما دفعه إلى أن يظهر خلال مباراة الإياب بمستوى جيد. فضلا عن ذلك، لم يفلح ريال مدريد في حسم الأمور طيلة 45 دقيقة في الشوط الثاني، وهو ما يحيل إلى الخطأ الرابع الذي ارتكبه زيدان، والمتمثل في تأخر التغييرات.

وأوضحت الصحيفة أن زيدان الذي لم يعتمد على الهدافين بيل ورونالدو، بالإضافة إلى أبرز من يقومون بالتنشيط الهجومي على غرار مارسيلو ومودريتش، جلس على الدكة متابعا اللقاء بكل سلبية، ولم يقحم كارفخال ومودريتش سوى في الدقيقة 69، ثم زج باللاعب مايورال في الدقيقة 77، ولم يحسن توجيه التعليمات للاعبيه، من أجل إصلاح الأخطاء.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن اللاعبين أيضا مذنبون، حيث أشار التقرير التقني بعد المباراة إلى شح عطاء كل من إيسكو وأسينسيو. في المقابل، تتمثل الحقيقة الموجعة التي باتت واضحة لكل متابعي الفريق الملكي، في عدم امتلاكه لفريق احتياطي. وعموما، لم يقدم لاعبون على غرار أشرف حكيمي، وتيو ويورنتي إضافة تذكر. علاوة على ذلك، لا يمكن التعويل على المهاجم بورخا مايورال، وبالتالي يظل الفريق في حالة اعتماد كلي على النجمين رونالدو وبيل، اللذين كلفاه 187 مليون يورو.
0
التعليقات (0)