سياسة عربية

ابن كيران: لن أعتزل السياسة وزواج السلطة والمال يهدم الدولة

قال ابن كيران بشأن الإصلاح السياسي ومدى إمكانية مساهمة "العدالة والتنمية"، "لا يزال هناك أمل في الإصلاح" - يوتيوب
قال ابن كيران بشأن الإصلاح السياسي ومدى إمكانية مساهمة "العدالة والتنمية"، "لا يزال هناك أمل في الإصلاح" - يوتيوب

هاجم رئيس الحكومة المغربية السابق، وأمين عام حزب العدالة والتنمية السابق، عبد الإله بن كيران، خصوم حزبه في المعارضة والأغلبية الحكومية، معلنا رفضه اعتزال السياسة واستمراره فيما وصفه بـ"ممارسة واجبه" حتى آخر لحظة.

 

عبد الإله بن كيران حرص خلال كلمته في افتتاح مؤتمر شبيبة حزبه الذي انعقد السبت والأحد، على توجيه عدد من الرسائل، سواء تعلق الأمر بأعضاء حزبه وجمهور ناخبيه، أو إلى شركاء حزبه في الأغلبية الحكومية، أو خصومه السياسيين أو في مراكز النفوذ.

أمل الإصلاح
وذكّر ابن كيران خلال كلمته بتاريخ التجربة التي قطعتها الحركة الإسلامية المشاركة، معتبرا أن مسيرة الإسلاميين خلقت آمالا لدى الناس ولا يمكن التخلي عن هذا الأمل.

 

وقال ابن كيران بشأن الإصلاح السياسي ومدى إمكانية مساهمة "العدالة والتنمية": "لا يزال هناك أمل في الإصلاح، لأن الناس كبر لديهم الأمل في حزب العدالة والتنمية، وفي قدرة الحزب على خدمة المواطنين".

 

وأضاف ابن كيران: "من المفروض احترام إرادة المواطن الذي صوت للعدالة والتنمية واختاره دون غيره".

 

وأكمل ابن كيران حديثه بالقول :"هناك أمل للإصلاح ببلادنا وأنا أطمئنكم أني بخير وعلى خير لذلك كونوا مطمئنين".

 

وأشار ابن كيران إلى أن الأسئلة التي كانت مطروحة على الحزب في تلك الفترة، هي هل يستمر في ظل كل الصعوبات التي واجهها، ومنها خسارته في الانتخابات الجزئية، "لكن لا بد من الاستمرار لأنه يجب أن لا نتخلى عن الناس الذين صوتوا لصالحنا".

 

وأضاف ابن كيران: "خصومنا شرسون ولهم مصالح لكن لا نرضى أن نتراجع ولن نندم وقمنا بواجبنا بطريقة مشرفة ولحد الآن معندناش علاش نحشمو (لم نفعل ما نستحي منه)".

 

رسالة إلى الملك
وجدد الأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية"، القول بأن علاقة حزبه بالعاهل المغربي لا يشوبها التوتر، وأن الحزب ملكي ويدافع عن الملكية. 

 

وسجل أن "الحزب لن يغير موقفه من الملكية مهما حصل، لقد كان وسيظل وفيا للملكية باعتبارها من ثوابت الأمة الأساسية".

 

ومضى يقول إن "العدالة والتنمية لا يبتز ولا يبيع ولا يشتري بموقفه من الملكية، لكون موقفه منها ثابت ولن يتغير".

 

وزاد: "الحمد لله أن بلادنا بخير وآمنة ومستقرة، وأنتم في حزب العدالة والتنمية عنصر من عناصر هذا الاستقرار الذي من شرطه الثقة بيننا وبين جلالة الملك".

 

واسترسل ابن كيران في كلامه قائلا: "تشبثنا بالملكية خيار لا رجعة فيه، والملك إنسان ودود ولطيف، وقد يغضب منا بعض المرات هذا أمر طبيعي لأنه ملك، وموقفه منا لا نتحكم فيه لأنه في يد الله وفي يده وحده، لكن الذي يجب أن يعرفه أن هذا الحزب وفي للملكية ونحن ملكيون ولسنا مخازنية (نحن ملكيون لكننا لسنا من المخزن)، والله أمرنا بطاعة أولياء الأمور لكن هذا لا يمنع من أن نقدم لهم النصح ونقول رأينا، وسيدنا أخذ علي عهدا أن لا أقول له سوى الحقيقة".

 

وتطلق كلمة المخزن في المغرب على البنية التقليدية في السلطة، في مرحلة ما قبل الاستعمار، وسارت فيما بعد تطلق على كل الوظائف المرتبطة بالدولة. 

 

وختم ابن كيران موقفه في هذه النقطة، مخاطبا رئيس الحكومة: "إذا أراد الملك حل الحزب، فما عليك إلا أن نستجيب لذلك، شريطة أن يكون الملك هو من طلب ذلك لا أحد غيره".

عرافة أخنوش
ثالث رسالة وجهها ابن كيران كانت إلى صديق الملك الجديد، وزير الفلاحة والصيد البحري التنمية القروية والمياه والغابات، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش.

 

واستعاد ابن كيران لغته الساخرة وهو يخاطب أخنوش قائلا: "إذا أراد أخنوش أن يربح الانتخابات المقبلة، لا مانع لدي، لكن ليخبرنا من هي الشوافة (العرافة) التي قالت ليه ستفوز".

 

وتابع منتقلا إلى الجد متسائلا: "من أعطى أخنوش، الضمانة بأنه هو من سيفوز في الانتخابات المقبلة؟ ومن قالها له؟".

 

وأردف قائلا: "إذا أعطيت له الضمانة من عند جهة ما أو أراد أن يكرر التجربة البئيسة الفاشلة للحزب المعلوم، خدم وخلي خدمتك تبينك (دع عملك يتحدث عنك) من الآن نقولها لن تخيفنا لأننا لا نخاف".

 

وتابع مخاطبا أخنوش: "قل لي: أين كنت كل هذه السنوات؟ ولماذا لم يعرفك الناس قبل اليوم؟ وكيف ظهرت بين عشية وضحاها كزعيم وتريد أن تحل جميع مشاكل المغرب؟".

 

وختم رسالته الثالثة إلى أخنوش قائلا: "أقول لك السيد أخنوش، زواج المال والسلطة خطر على الدولة".

لشكر والبلطجة
واستعمل ابن كيران لغة قاسية في عند مخاطبة  الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، حينما وصفه أسلوبه بـ"بالبلطجة".

 

وقال ابن كيران" "بعض أحزاب الأغلبية تحتج بأساليب أقرب إلى البلطجة".

 

ورفض ابن كيران الابتزاز الذي يتعرض له حزبه من قبل أحزاب الأغلبية، قائلا: "إذا كانت الحكومة تخاف من الانهيار وتريد الاستمرار بأي ثمن، أقول إنه إذا كان من الضروري أن تنهار الحكومة فنحن مستعدون لهذا الأمر".

 

وتابع: "لا يمكن لحزب يملك 124 أو 125 برلمانيا، ثم يأتي أحدهم بالكاد أكمل فريقا (20 برلمانيا) ويفرض علينا رأيه".

حامي الدين.. قضية سياسية
وشدد ابن كيران من خلال كلمته على أنه لا يمكن تسليم حامي الدين إلى خصومه السياسيين الذين يثيرون قضية تورطه في قتل اليساري أيت الجديد في الثمانيات، معتبرا أن محاولة محاكمته من جديد هو أمر سياسي فقط، لا يستهدف حامي الدين وحده بل يستهدف الحزب جميعا.

 

وقال في كلمته: "نشك في فتح القضية بعد مرور 25 سنة"، مشيرا إلى أنه تحدث سابقا مع مختصين في القانون ووزير العدل والحريات السابق وأكد له أن القضية انتهت.

 

وتابع ابن كيران حديثه بالقول: "نعلم أن حزب العدالة والتنمية يزعجهم، لكن نقول لهم اليوم لن نسلم لكم أخانا، وهناك ملفات عديدة ممثالة يطالب أصحابها المصالح المعنية بإعادة فتحها لكن دون فائدة".

 

التعليقات (0)