سياسة دولية

سياسية بريطانية لـ"ماي": توقفي عن الخضوع لمحمد بن سلمان

ثورنباري: لماذا يجري الترحيب بمحمد بن سلمان هنا رغم المزاعم الخطيرة بارتكاب انتهاكات للقانون في اليمن؟ - أ ف ب
ثورنباري: لماذا يجري الترحيب بمحمد بن سلمان هنا رغم المزاعم الخطيرة بارتكاب انتهاكات للقانون في اليمن؟ - أ ف ب

في تطور دراماتيكي يضاف لسلسلة الاعتراضات لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبريطانيا، طالبت وزيرة الخارجية في حكومة الظل إيميلي ثورنباري بأن تتوقف رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن ما أسمته "الخضوع لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتمسح به".

 

تصريحات ثورنباري جاءت قبل زيارة ينوي ولي العهد السعودي القيام بها إلى بريطانيا الشهر القادم وباتت محل خلاف سياسي.

 

ونددت الوزيرة في حكومة الظل العمالية بالمعاملة المتميزة التي يتوقع أن يلقاها محمد بن سلمان عندما يقابل رئيسة الوزراء البريطانية وكبار أفراد العائلة الملكية في لندن. 

 

وطالبت في تقرير نشر على موقع ميدل إيست آي وترجمته"عربي21" رئيسة الوزراء تيريزا ماي باستخدام نفوذ بريطانيا الدبلوماسي للمطالبة بوقف القصف السعودي في اليمن.

 

وطالبت ثورنباري الحكومة البريطانية بتوضيح أسباب الترحيب بمحمد بن سلمان في لندن رغم "المزاعم الخطيرة" بارتكاب انتهاكات لقانون حقوق الإنسان الدولي من قبل القوات السعودية في اليمن. 

ومعلوم أن ولي العهد السعودي هو مهندس القصف الجوي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، الأمر الذي جعل منظمات حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين ينددون بزيارته إلى لندن التي من المقرر أن تستمر لثلاثة أيام. 

معاملة مميزة

وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي، قالت ثورنباري: "سوف يتساءل الشعب البريطاني، وهو محق في ذلك: لماذا ينبغي منح مهندس الحرب السعودية الكارثية في اليمن معاملة مميزة في بريطانيا رغم استمرار اشتعال تلك الحرب واستمرار معاناة المدنيين اليمنيين وسقوط كثيرين منهم صرعى للضربات الجوية السعودية واستمرار ملايين الأطفال اليمنيين في مواجهة المجاعة والمرض؟".

وأضافت ثورنباري إن الجمهور البريطاني سيسأل: لماذا يجري الترحيب بمحمد بن سلمان هنا رغم "المزاعم الخطيرة" بارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي في اليمن.

 

وقالت إن هذه الانتهاكات تتضمن "القصف العشوائي لمناطق تواجد المدنيين، والتدمير المتعمد للبنية التحتية الغذائية في البلاد، واستخدام التجويع سلاحاً في الحرب".

لقد تجاوز عدد المدنيين الذين قتلوا في الصراع الدائر في اليمن العشرة آلاف شخص، وهو الصراع الذي تستخدم فيه المملكة العربية السعودية أسلحة متطورة بريطانية الصنع، بما في ذلك القنابل والصواريخ والطائرات الحربية من طراز يوروفايتر. 

بالمجمل، فقد صرحت المملكة المتحدة بتصدير ما تفوق قيمته 6.4 مليار دولار من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والقنابل والصواريخ، إلى القوات السعودية منذ بداية الصراع في اليمن، ووقع البلدان فيما بينهما في سبتمبر الماضي اتفاقية دفاعية كبرى. 

ويأتي تصريح ثورنباري بعد أن نشر موقع ميدل إيست آي يوم الثلاثاء خبراً يفيد بأن زيارة محمد بن سلمان تأجلت إلى السابع من مارس/ آذار وأن القلق يسود الدوائر الحكومية إزاء الاحتجاجات التي يجري التخطيط لتنظيمها أثناء زيارة ولي العهد الشاب والمتنفذ وما يمكن أن يصاحب ذلك من تغطية إعلامية. 

يضيف تصريح ثورنباري صوتاً عمالياً إلى التحالف العريض من المنظمات غير الحكومية ومجموعات حقوق الإنسان التي إما نددت بالزيارة المقررة أو أثارت تساؤلات حول الحكمة منها بينما لا تزال المملكة العربية السعودية متورطة في الصراع داخل اليمن. 

أوقفوا هذه الحرب المريعة

ودعت ثورنباري، التي تحدثت داخل البرلمان البريطاني بتأثر شديد حول الأزمة الإنسانية في اليمن، إلى أن تتزعم بريطانيا الدفع باتجاه عقد محادثات سلام لإنهاء الصراع. 

وقالت في تصريحها لموقع ميدل إيست آي: "ينبغي على الحكومة البريطانية التوقف عن الخضوع لولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتمسح به، وأن تقوم بدلاً من ذلك بما يترتب عليها من مسؤوليات تجاه حمل مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار يطالب بوقف هذه الحرب المريعة".

سوف ينظر إلى تصريحها هذا على أنه دعوة قوية لبريطانيا كي تستخدم نفوذها للمساعدة في إنهاء الحرب التي خلفت أكثر من عشرة آلاف قتيل، وتركت اليمن على حافة المجاعة، وجلبت تنديدات عالمية بالعمليات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية هناك، وكل ذلك برعاية قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي. 

وأضافت ثورنباري أنه من الممكن بفضل جهد دبلوماسي بريطاني إنجاز وقف لإطلاق النار وعقد مفاوضات واستبدال قرار مجلس الأمن الدولي الحالي. وقالت إن بريطانيا "تمسك بالقلم في الأمم المتحدة" في ما يتعلق بشؤون اليمن. 

يذكر أن زعيم حزب العمال جيريمي كوربن لم يصرح بشيء بعد حول الزيارة المقررة لولي العهد السعودي، ولكنه سبق أن طالب بوقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. 

1
التعليقات (1)
ابن الجبل
الأربعاء، 07-02-2018 08:22 م
عندما تطالب وزيرة الخارجية في حكومة الظل إيميلي ثورنباري بأن تتوقف رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن ما أسمته "الخضوع لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ،ما هي الا مناورات انتخابية،فإيميلي ثورنباري تعلم علم اليقين ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي وترامب في مهمة مستمرة لابتزاز حاكمي السعودية واستغلال استعدادهم لبيع الدين والكرامة في سبيل الاحتفاظ بالحكم، وبالتلي تقوم تيريزا ماي وترامب بسلب ايرادات المملكة من البترول.