سياسة عربية

"الوحدات الكردية" تستعد لتسليم نظام الأسد مواقع بدير الزور

هل تتبادل قوات سوريا الديموقراطية مناطق النفوذ مع النظام؟- أ ف ب
هل تتبادل قوات سوريا الديموقراطية مناطق النفوذ مع النظام؟- أ ف ب

قالت مصادر محلية إن الوحدات الكردية أعطت أوامر لمجموعاتها العسكرية في ريف دير الزور الشرقي بعدم الاشتباك مع قوات النظام، وذلك في حال قررت الأخيرة التقدم باتجاه مناطق سيطرة المليشيات الكردية، الأمر الذي اعتبرته المصادر ذاتها إذا ما حصل يكون بمنزلة اتفاق جديد تم إبرامه ما بين الطرفين.

وأفاد مدير شبكة "الخابور" الإعلامية المحلية، إبراهيم الحبش، بأن قيادات "قسد" طلبت من المجموعات التابعة لها المنتشرة في مناطق جديد بكارة، وجديد عكيدات، والدحلة، والصبحة بريف دير الزور الشرقي، عدم مقاومة قوات النظام والانسحاب الفوري من هذه المناطق في حال تقدمت قوات النظام نحوها.

ونقل مدير الشبكة الإعلامية المحلية عن مصادر عسكرية من داخل "قسد" استغرابهم من ذلك، مبينا أن غالبية عناصر "قسد" في المنطقة هم من أبناء العشائر العربية المحلية.

وأضاف الحبش لـ"عربي21"، "أن ما أثار ريبة عناصر قسد العرب موافقة التحالف على الانسحاب، مرجحا أن ذلك جاء بناء على تفاهمات جديدة مرتبطة بما يجري في مدينة عفرين.

وأشار في الشأن ذاته، إلى أن توجه المئات من عناصر قسد الأكراد إلى عفرين بعد انسحابهم من جبهات دير الزور مع التنظيم، وتساءل: "هل النظام سمح للمقاتلين الأكراد بالمرور عبر مناطق سيطرته إلى عفرين بدون مقابل"، واستدرك: "بالتأكيد لا".

من جانبه، أشار الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر إلى تضارب في الأنباء حول ما إذا كانت قسد ستسلم مواقعها بريف دير الزور الشرقي إلى النظام، من دون أن يستبعد صحتها.

وأوضح الجابر في حديثه مع "عربي21"، أن عملية "غصن الزيتون" التي أعلنت عنها تركيا في عفرين كشفت حقيقة قوة "قسد" على حقيقتها، "بعيدا عن التهويل الإعلامي الذي كان له الدور الكبير في تضخيم حجمها على الأرض".

وأضاف أنه "ما إن بدأت معركة عفرين، حتى بدأت قسد بالانسحاب من جبهات تنظيم الدولة بدير الزور لسد النقص في عفرين، بالتنسيق مع النظام السوري".

 

اقرأ أيضا: "الوحدات الكردية" تسحب قوات من دير الزور لتعزيز جبهات عفرين

ورأى الجابر أنه من المستبعد أن تتخلى الوحدات عن مناطق سيطرتها الغنية بالثروات الباطنية في دير الزور، "لولا أنها حصلت على تنازلات ووعود مطمئنة من النظام السوري تخص عفرين".

ولفت إلى تبادل قوات سوريا الديموقراطية النفوذ مع النظام في أكثر من موضع، من بينها منبج بريف حلب الشرقي والرقة والحسكة، وقال: "من الطبيعي أن يتبادلوا النفوذ فيما بينهم طالما التنسيق بينهم قائم منذ بداية الثورة السورية".

وأبعد من ذلك أشار الجابر إلى قيام قسد بالتنسيق مع روسيا في دير الزور بشكل معلن، مؤكدا إعلان مجموعات تابعة لقسد في ديرالزور عن تبعيتها لروسيا في أكثر من مرة.

ولا يستبعد مراقبون أن تقوم "الوحدات" الكردية بتسليم بعض المناطق العربية التي سيطرت عليها بدعم من التحالف في سبيل حماية المناطق ذات الغالبية الكردية وخصوصا في عفرين، طالما أن هدفها منذ البداية من السيطرة على هذه المناطق هو امتلاك أكبر قدر ممكن من أوراق القوة للتنازل عنها فيما بعد، مقابل الحصول على مكاسب من النظام أو من غيره.

إيران ومعبر القائم
وفي دير الزور أيضا لكن في سياق آخر، تحدثت مصادر إعلامية عن وجود دلالات على قرب الإعلان عن افتتاح معبر القائم الحدودي بين العراق وسوريا.

وفي هذا الصدد، وصل وزير داخلية النظام السوري محمد الشعار إلى بغداد الثلاثاء، لإجراء محادثات مع الحكومة العراقية، بشأن وضع الترتيبات الأخيرة على فتح المعبر أمام الحركة التجارية.

ولم يعد سرا أن إعلان العمل بالمعبر الحدودي العراقي السوري سيكون إعلانا إيرانيا عن تحقيق هدفها الأهم من وراء تدخلها في سوريا، وهو تأمين طريق بري يصل أراضيها بالبحر المتوسط، مرورا بالعراق وسوريا إلى لبنان.

التعليقات (1)
العقيد ابو شهاب
الخميس، 08-02-2018 06:38 م
الوحدات الكردية ، و على الأخص قسد ، تابعة لأمريكا في كل شيء و ليس فقط في مجال التسلح. حين تقوم هذه الوحدات بأي عمل فهو نتيجة تعليمات أمريكية . أكثر من مرة تبادلت الوحدات المواقع مع جيش بشار و تقاسمت الأدوار و عملت لبعضها تسهيلات . أليس من الواضح أن بشار مجرد صرامية أمريكية ؟؟؟