سياسة دولية

مجلس الأمن يقترب من التوصل لهدنة بالغوطة "مع استثناءات"

أبقى مشروع القرار على استثناء تنظيمي الدولة والقاعدة وكل المحسوبين عليهما من وقف اطلاق النار- جيتي
أبقى مشروع القرار على استثناء تنظيمي الدولة والقاعدة وكل المحسوبين عليهما من وقف اطلاق النار- جيتي

أجلت المطالب الروسية التي اشترطت موسكو تضمينها بصيغة القرار المرتقب صدوره عن مجلس الأمن خلال الساعات القليلة القادمة بخصوص الغوطة، الجلسة الرسمية التي كشف الرئيس الدوري لمجلس الأمن الكويتي منصور العتيبي أنها ستحمل قرارا جماعيا بفرض هدنة لمدة شهر في الغوطة الشرقية.

 

وأعلن سفير الكويت منصور العتيبي الجمعة أن مجلس الأمن "يواصل العمل على فقرات" من مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا، وبات "قاب قوسين من إقراره".

وتابع السفير الكويتي قائلا: "نكاد نصل". وأدلى بتصريحه وهو محاط بسفراء الدول التسع الأخرى غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، في مبادرة لتأكيد "وحدة" مجلس الأمن في مطالبته بوقف إطلاق النار في سوريا، بحسب قوله.

وأفاد دبلوماسيون أن تعديلات عدة طرأت على الصيغة الأساسية للمشروع الذي نشر الأربعاء حين دعت الكويت والسويد اللتان وقعتاه إلى التصويت عليه من دون تحديد موعد لذلك.

وأبقي في المشروع على استثناء تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة من وقف إطلاق النار. وبناء على طلب موسكو، بات الاستثناء يشمل أيضا "أفرادا آخرين ومجموعات وكيانات مرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى مجموعات إرهابية أخرى حددها مجلس الأمن".

وفي الصيغة الأخيرة للنص التي لا تزال قيد التفاوض، تم التخلي عن الإشارة إلى مهلة 48 تفصل بين بدء وقف إطلاق النار وبدء العمليات الإنسانية وفق مصادر دبلوماسية.

وتتناول المفاوضات خصوصا فقرة تتصل بفرض وقف إطلاق النار وهل سيكون فوريا أو سيدخل حيز التنفيذ بعد 72 ساعة من تبني القرار، بحسب دبلوماسي.

كما يتم التفاوض حول "الضمانات" التي طالبت بها موسكو الجمعة لجهة ضرورة احترام الفصائل المعارضة للهدنة وخصوصا تلك التي تشكل الغوطة الشرقية قرب دمشق معقلا لها.

 

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وجها رسالة مشتركة الجمعة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليطلبا منه الموافقة على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لإقرار وقف إطلاق النار في سوريا، كما أعلن الاليزيه.


وأوضح الاليزيه "في الوقت الراهن، لا نعرف ما سيكون عليه موقف روسيا".


وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني على هامش قمة غير رسمية للاتحاد في بروكسل "يعجز الاتحاد الاوروبي عن وصف الرعب الذي يعيشه سكان الغوطة الشرقية (...) يجب أن تتوقف المجزرة الآن".

 

وأضافت أن "الدخول غير المشروط للمساعدات الإنسانية وحماية السكان المدنيين، يعتبران من الواجبات الأخلاقية".

 

وتطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة إلى حملة القصف الكثيفة التي يشنها النظام السوري على معارضيه في الغوطة الشرقية قرب دمشق، معتبرا أن موقف روسيا وإيران في سوريا هو "عار".

 

وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض "ما قامت به روسيا وإيران وسوريا اخيرا هو عار على الإنسانية"، مضيفا "ما قامت به هذه الدول الثلاث لهؤلاء الناس (سكان الغوطة الشرقية) (...) هو عار".

وفي السياق ولليوم السادس على التوالي، تواصل قوات النظام السوري قصف الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، قبيل تصويت في مجلس الأمن الدولي على وقف لاطلاق النار لمدة شهر تضع حدا لمعاناة مئات آلاف المدنيين.

ومنذ الأحد، قتل 468 مدنياً في غارات جوية وقصف صاروخي ومدفعي طال مدن وبلدات الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.

التعليقات (0)