صحافة دولية

صحيفة فرنسية: 6 أسباب تدفع روسيا للتمسك بالأسد

الصحفية الفرنسية: تغيير النظام السوري يذكرنا بموجة الثورات الملونة في دول مجاورة لروسيا- جيتي
الصحفية الفرنسية: تغيير النظام السوري يذكرنا بموجة الثورات الملونة في دول مجاورة لروسيا- جيتي

نشرت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية تقريرا، عرضت فيه ما قالت إنها "ستة أسباب تجعل روسيا تحافظ على وقوفها إلى جانب النظام السوري رغم الضربات الجوية الغربية المشتركة على دمشق". 


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "منذ تدخلها رسميا في الحرب السورية، بررت موسكو ذلك بالمشاركة في الحرب على تنظيم الدولة، إلا أنه سرعان ما تبين أن تدخلها جاء لإنقاذ النظام السوري، فضلا عن أنه يخفي أسبابا أخرى". 


وتشير الصحفية إلى أنه "في الوقت الراهن، فلاديمير بوتين يسعى إلى "تجديد العهد مع التدخل الأجنبي بعد عقد على غياب روسيا عن الساحة الدولية في أعقاب سقوط الإتحاد السوفيتي".


وترى "جورنال دو ديمانش" أن أول هذه الأسباب "يتلخص في تقديم روسيا لنفسها كحامية للمسيحيين في الشرق، حيث كثيرا ما تحدثت موسكو عن التهديد الذي يحدق بالمسيحيين في الشرق الأوسط".


وتشير إلى أن "نسبة المسيحيين في سوريا تتراوح بين سبعة وتسعة بالمائة من إجمالي عدد السكان"، وتنقل عن المؤرخ الفرنسي، فريدريك بيشون، قوله إن "الطريقة التي اعتمدها كل من الكرملين و البطريركية الأرثوذكسية لتحديد دور موسكو في سوريا تتمثل في إعادة إحياء دورها التقليدي في الدفاع عن أبناء الأقليات المسيحية في العالم العربي".


أما السبب الثاني، بحسب الصحيفة، فيتعلق برغبة روسيا بـ"الدفاع عن مصالحها الاقتصادية في سوريا، حيث ظهر ذلك من خلال حضورها في ميناء طرطوس، الذي يشكل نقطة الارتكاز الوحيدة للسفن البحرية الروسية التي تجوب البحر الأبيض المتوسط. كما أن هذا الميناء يعتبر النقطة الوحيدة التي تنفتح على المياه الدافئة".


ونوهت إلى أن "القاعدة الجوية في اللاذقية تشكل نقطة ارتكاز عسكرية أخرى لروسيا في المنطقة، حيث يعتزم الكرملين إحباط محاولات قطر المتمثلة في بناء خط أنابيب غاز يمر عبر سوريا، الذي سيجعل من الغاز القطري منافسا للغاز الروسي المصدر لأوروبا. علاوة على ذلك".


ويتمثل السبب الثالث في حقيقة أن موسكو "تعمل على احتواء الأزمة السورية في محيطها تجنبا لتوسعها لتشمل دول أخرى مجاورة لروسيا"، حيث تورد الصحيفة حديثا للباحثة في مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية الفرنسية، إيزابيل فاكون، تقول فيه إن "روسيا تتحدث كثيرا عن إنشاء مناطق عازلة وتعمل قبل كل شيء على مراقبة الدول المجاورة لها. فبالنسبة للكرملين، يمكن للوضع المتردي في الشرق الأوسط أن يمتد إلى آسيا الوسطى، وتحديدا إلى منطقة القوقاز المجاورة لروسيا".


ويشكل سعي موسكو على مواجهة تنامي القوة الأمريكية، سببا رابعا حسب الصحيفة، وهو "بجعل روسيا قوة عالمية من جديد وليس قوة إقليمية".


ووفقا للباحثة فاكون "يعتبر التدخل الروسي في سوريا بمثابة رد الكرملين على ما أشار إليه أوباما، أي أن روسيا لا زالت قوة عالمية، كما أنها مستعدة للتدخل عندما تكون مصالحها على المحك".


وأوضحت الصحيفة أن بوتين "يعمل على استعادة روسيا لمركزها دوليا بعد أن فقدته على إثر سقوط الإتحاد السوفيتي، كما يسعى إلى الحد من تنامي القوة الأمريكية، لذلك فهو يحتاج إلى شركاء كسوريا، وإيران، والصين".


في المقابل تسعى موسكو "إلى الدفع بالدول الغربية نحو فتح باب الحوار معها خاصة وأن العالم الغربي لم يرفع بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضها على موسكو، كما أنه لم ينس قضية الملف الأوكراني".


وأشارت الصحيفة إلى السبب الخامس الذي يحيل إلى أن ثمة مخاوف لدى موسكو بشأن تغيير النظام السوري، وهو ما يعبر عنه حسب المؤرخ الفرنسي، فريدريك بيشون الذي يقول إن "روسيا تعمل على تجنب حدوث هذا السيناريو بأي ثمن"، في حين ترى الباحثة فاكون أن "تغيير النظام السوري يذكرنا بموجة الثورات الملونة، التي عصفت بكل من جورجيا، وأوكرانيا، وقرغيزستان، وروسيا البيضاء، والتي لعب فيها الغرب دورا واضحا. كما تسببت هذه التغييرات في إبعاد الدول المذكورة آنفا عن محيط النفوذ الروسي".


وتختم الصحفية تقريرها بالحديث عن السبب السادس لتشبث روسيا بالدفاع عن نظام الأسد، فتقول: "في حقيقة الأمر لم تقتنع موسكو بالذريعة التي يتعلل بها الغرب عند التدخل في شؤون دول أخرى مقدما نفسه على أنه حامي للدول التي تعيش أزمات. ولا زالت روسيا مكتوية بنيران موقفها من الحرب الليبية، وذلك لأنها لم تستخدم حق الفيتو في رفض القرار الأممي القاضي بإقامة منطقة حظر جوي في ليبيا، لأنها كانت تعتقد بأن ذلك لن يشكل تهديدا على بقاء معمر القذافي في الحكم، قبل أن يتفاجأ الكرملين بمقتل الرئيس الليبي وسقوط نظامه".


التعليقات (0)