ملفات وتقارير

ماذا بعد إطلاق عملية عسكرية جديدة في العاصمة الليبية؟

 أطلقت مجموعة مسلحة بقيادة آمر لواء الصمود صلاح بادي المناوئ للحكومة عملية عسكرية جديدة بطرابلس- جيتي
أطلقت مجموعة مسلحة بقيادة آمر لواء الصمود صلاح بادي المناوئ للحكومة عملية عسكرية جديدة بطرابلس- جيتي

تشهد العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات منذ أيام عدة، بين مجموعات مسلحة بعضها تابع لحكومة الوفاق المدعومة دوليا وبين آخرين مناوئين للحكومة ورافضين لتعاطيها مع الأزمات، وسط تكهنات بتطور الأحداث سريعا بعد ظهور مسلحين جدد في الأمر.


وفي تطور جديد للأحداث بطرابلس، أطلقت مجموعة مسلحة بقيادة آمر لواء الصمود، صلاح بادي المناوئ للحكومة، عملية عسكرية جديدة قالت إنها تهدف إلى "تطهير" العاصمة ممن أسمتهم "المجرمين" ورفع سطوة "المليشيات"، ومحاسبة من قاموا بنهب المال العام"، بحسب بيان لهم.


اشتعال الصراع


وفي حين، أكدت المجموعة الجديدة في الأحداث أن "عمليتها العسكرية لا تقف وراءها أي أهداف سياسية بقدر ما تهدف إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة، إلا أن هذا الظهور الجديد لـ"بادي" سيساهم في زيادة اشتعال الصراع المسلح كون الأخير يملك سلطة قوية وتأثير على عدد من المسلحين.

 

اقرأ أيضا: ارتفاع حصيلة قتلى اشتباكات جنوب طرابلس بليبيا

ورأى متابعون للوضع هناك أن دخول مجموعة جديدة بقيادة "بادي" إلى حلبة الصراع المسلح هي مؤشر خطير على اتساع رقعة الاشتباكات، خاصة بعد ردود فعل آمر كتيبة "ثوار طرابلس"، هيثم التاجوري، الذي هدد أي كتيبة خارجية تحاول الدخول إلى العاصمة.


وطرحت العملية العسكرية الجديدة تساؤلات عدة، من قبيل: كيف سيبدو المشهد الأمني في طرابلس؟ وهل اتساع رقعة الصراع سيؤدي إلى تدخل دولي عاجل لإيقافه؟ ومن يملك إنهاء الأزمة؟


حرب "مليشيات" فقط


من جهته، أكد الضابط برئاسة الأركان الليبية، العقيد محمد بادي، أن "ما يحدث الآن في طرابلس هو حرب "مليشيات" تقاتل على النفوذ والمال فقط، ولن يتغير المشهد كثيرا بعد دخول "بادي" على الخط، لكن ربما تحل "مليشيا" مكان أخرى وفقط"، حسب كلامه.


وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "المجتمع الدولي قد يتدخل في أي وقت حال اتسعت رقعة الاشتباكات ووصلت إلى الأماكن الحيوية ومنها طريق المطار والطرق السريعة وغيرها".


وبخصوص تخلي "الرئاسي" عن اللواء السابع واعتباره خارج الشرعية، قال بادي: "الرئاسي لم يكلف اللواء السابع، وهو في الحقيقة مجرد "مليشيا" شكلها رئيس الحرس الرئاسي الحالي، نجمي الناكوع، مخالفا للقانون العسكري، وتخلي الرئاسي عنه هدفه التخلص من هيمنة "المليشيات" على طرابلس"، كما قال.


تهدئة ومصالحة


لكن الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أوضح أن "الوضع في العاصمة طرابلس تلفه الضبابية وعدم الوضوح، وأن التعويل حاليا على جهود التهدئة التي تقودها قيادات المصالحة، في ظل غياب واضح للمجلس الرئاسي الذي أدى تقاعسه في تنفيذ الترتيبات الأمنية وارتماؤه في أحضان المليشيات إلى هذا الوضع".


وأضاف لـ"عربي21": "ولا أعتقد أن دائرة الحرب ستتسع؛ لأن هناك رفضا شبه تام لها، وأعتقد أن تعديل الاتفاق السياسي فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية أصبح لازما، وهذا ما يجب الدفع باتجاهه في طريق الانتخابات"، وفق رأيه.


"قذافي جديد"


وقال الناشط السياسي الليبي، محمد خليل، إن "دخول القيادي المصراتي البارز صلاح بادي على خط الاشتباكات هو مؤشر كبير على اتساع أطراف النزاع، لتشمل قوات كبرى في الغرب الليبي من العديد المناطق والمدن".

 

اقرأ أيضا: هجوم إيطالي جديد على سياسة "ماكرون" بليبيا.. ما النتيجة؟

وفي تعليقه على المشهد العسكري بعد ظهور "بادي"، قال: "المشهد العسكري سيبلور طرفي نزاع كل طرف يملك تحالفا كبيرا، وفي حالة نشوب الحرب التكلفة باهظة، وربما في أقصى الأحوال، ستتغير الخارطة السياسية بالكامل في طرابلس"، حسب تعبيره.


وتابع في تصريحه لـ"عربي21": "أما الزعيم المليشياوي هيثم التاجوري فهو بمثابة قذافي جديد، بعدما كرر مقولة القذافي بفتح مخازن السلاح، وأتمنى ألا يلقى نفس المصير بسبب سوء أفعاله التي جعلت من طرابلس مرتعا للفساد والنهب والتغول المسلّح على الحكومة"، وفق قوله.


المدون والناشط الليبي، عبد الناصر بلخير، رأى من جانبه أن "ما يحدث في طرابلس الآن هو تصحيح لمسار ثورة 17 فبراير التي أسقطت القذافي، وأن هذه التحركات في العاصمة هدفها القضاء على الفساد ومن يحميه ويدافع عن رجاله".


وأوضح أن "هذا التصحيح يتم بقيادة اللواء السابع عشرة (الكانيات) ومعه باقي ثوار فبراير، الذين سينضمون له قريبا، وجميعا سيقفون ضد هيثم التاجوري وغيره من القوات التابعة للمجلس الرئاسي"، كما صرح لـ"عربي21".

 

التعليقات (0)