صحافة إسرائيلية

ناشط إسرائيلي يدعو لطي الصراع بكونفدرالية فلسطينية إسرائيلية

عناصر من الاحتلال خلال قمع مسيرة ضد مصادرة أراض ببلدة كفر قدوم بالضفة الغربية- جيتي
عناصر من الاحتلال خلال قمع مسيرة ضد مصادرة أراض ببلدة كفر قدوم بالضفة الغربية- جيتي

قال ناشط إسرائيلي من الداعين لعملية سلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل إن "الأوان قد حان للحديث عن كونفدرالية فلسطينية إسرائيلية مشتركة".

وأوضح آفي دابيش أنه على الرغم من أن إيجاد حدود جغرافية مستقلة بين "الدولتين أمر حتمي ولا بد منه إلا أننا نريد دولة تعبر عن هويتنا الوطنية الخاصة كيهود وكذلك جيراننا الفلسطينيين، دون أن يستوجب ذلك الفصل الفيزيائي بين الشعبين".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "وفقا لما تتداوله وسائل الإعلام، فإنه كان مؤسفاً أن ينقل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خطته للكونفدرالية بين الأردن والفلسطينيين فقط".

وأوضح دابيش وهو أحد رؤساء "حركة أرض للجميع"، أنه "يمكن القول بالنظر لتجربة السنوات الماضية أن هذه محاولة لتخريب الجهود للتوصل لعملية سلام بقيادة بنيامين نتنياهو في محاولة مستميتة منه للحيلولة دون نجاح أي خطة لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومنع إجراء مصالحة تاريخية".

وأشار إلى أن "أبو مازن من جهته لم يصب بالذهول من هذا الطرح الأمريكي نحو الكونفدرالية الفلسطينية الأردنية المشتركة، لكنه طلب شرطا إضافيا بأن تكون إسرائيل طرفا ثالثا في هذه الكونفدرالية".

وأعاد الكاتب إلى الأذهان بعض الحقائق التاريخية بقوله إن "من يقرأ تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي منذ بداياته الأولى يعرف أن الحركة الصهيونية سبق لها أن قبلت بفكرة كونفدرالية كحل للصراع مع الفلسطينيين، وهو ما أقرته الجمعية العام للأمم المتحدة في قرار التقسيم رقم 181 في نوفمبر 1947، وهي خطة التقسيم مع الاتحاد الاقتصادي".

وأوضح أن "الخطة كانت تقضي بإقامة كونفدرالية بين الدولتين اليهودية والعربية، دون أن تسميها بهذا الاسم بصورة واضحة، بحيث أن الدولتين تتقاسمان الضرائب والجمارك والرسوم المالية، ولديهما بنك مركزي مشترك، وعملة نقدية مشتركة، ونظام مواصلات مشترك، كما أن الحدود الثنائية ستكون مفتوحة، بحيث أن مواطني الدولة العربية بإمكانهم الإقامة والسكن في الدولة اليهودية، بصورة دائمة، والعكس صحيح".

وأشار إلى أنه "في السنوات الأخيرة قدمت حركة أرض للجميع فكرة الكونفدرالية الفلسطينية-الإسرائيلية، وهي مكونة من مجموعتين فلسطينية وإسرائيلية، وأبو مازن يعرف جيدا هذه الفكرة منذ زمن، لأننا التقينا به في العديد من المرات".

وأوضح الكاتب أن "الفكرة تعتمد على إقامة التعاون بين الدولتين، بجانب حفظ استقلالهما، إسرائيل وفلسطين تعيشان بجانب بعضهما البعض، ونضيف إليهما أمرا آخر، وهو التعاون الثنائي في المنظومات الإدارية، بحيث يكون للدولتين مؤسسات مشتركة وتنسيق كامل وحرية حركة، سواء كانت محدودة أم كاملة".

وضرب الكاتب على ذلك مثالا بـ"الاتحاد الأوروبي باعتباره نموذجا لهذه الكونفدرالية، وهي فكرة تحاول الجمع بين وضع حد للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من جهة، وأن تطوي صفحته بين الشعبين من جهة أخرى، من خلال تقسيم البلاد إلى دولتين لهما سيادتان كاملتان، وبينهما تعاون في إطار الوطن المشترك من البحر إلى النهر".

وختم بالقول إن "التاريخ مليء بهذه النماذج السياسية، لكن هذه الكونفدرالية الفلسطينية الإسرائيلية كفيلة بتحقيق اختراق لحل الصراع، وتعتبر مناقضة لأصحاب دعوات الضم والاستيطان، وفي الوقت ذاته بشرى سارة للجمهورين الفلسطيني والإسرائيلي، لأنهما وفق آخر استطلاعات الرأي ما زالا يؤيدان مصالحة تاريخية، وتقسيما للبلاد بين الدولتين" على حد زعمه.

 

من جهتها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "ضمان استقرار وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، سيكون بديلا مناسبا لخطة حل الدولتين"، مشيرة إلى أنه "منذ كامب ديفيد في العام 200، دار جدول الأعمال السياسي حول خطة الدولتين".


وأكدت أن "إدارة ترامب تبحث الآن في فحص فكرة الكونفدرالية كإطار لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، معتبرة أنها "تعد بديل عن حل سبق أن جرب وفشل"، مستدركة بقولها: "الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية لا تزال غامضة وقابلة لتفسيرات متضاربة".


ووصفت الصحيفة الإسرائيلية "الفكرة التي عرضها أبو مازن بكونفدرالية تضم إسرائيل هي فكرة شوهاء، ترمي إلى خلق كيان سياسي يكون اليهود فيه أقلية، وشروط العبور فيها ستسمح بتحقيق حق العودة، وستغرق القسم الإسرائيلي من الكونفدرالية بملايين الفلسطينيين".


وذكرت أن "فكرة الكونفدرالية كفيلة أن تتبين كحل مبارك؛ إذا تضمنت الصيغة حلا وسطا إقليميا معقولا، تضمن دولة فلسطينية مجردة من السلاح، وتوطن اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وأبقت يد إسرائيل في غور الأردن والقدس الكاملة والكتل الاستيطانية"،وفق تقديرها.

التعليقات (0)