كتاب عربي 21

المكافح الفلسطيني رجا إغبارية

عبد الستار قاسم
1300x600
1300x600
رجا إغبارية مناضل فلسطيني عريق من أبناء أم الفحم الأرض المحتلة عام 1948، ومن مواليد عام 1952. طالما لمس أقرانه وهو صغير السن غيرته على وطنه فلسطين، وحماسه لاسترداد الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني. ومع تقدمه في العمر أخذ يتلمس طريقه نحو خطوات عملية لمساعدة شعبه، وبقي الهم الفلسطيني العام همه الشخصي.

درس رجا في مدارس أم الفحم وأكمل دراسته الثانوية في الناصرة. وهو يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية وعلم النفس، وكان أول من أسس تجمعا للطلاب الجامعيين العرب والمعروف باتحاد الطلاب الجامعيين. عمل في مجلس أم الفحم ثم عمل مدرسا في أم الفحم أيضا. تم فصله من عمله كمدرس عدة مرات بسبب نشاطه السياسي. وكان يكسب قضاياه ضد وزارت التعليم الصهيونية ويعود للعمل. وفي إحدى القضايا التي كسبها قررت المحكمة أنه يجوز للمدرس أن يمارس نشاطا سياسيا وأن ينخرط في تنظيمات أو تجمعات سياسية. وهذا كان قرارا مهما بالنسبة للموظفين العرب لدى المؤسسات الصهيونية.

انتسب لحركة أبناء البلد وكان عضوا نشطا فيها. وتدرج في الحركة إلى أن ترأسها. وكان قد أصدر جريدة الراية لم تلبث أن تم إغلاقها من قبل الإحتلال، ثم عاد وأصدر جريدة باسم الميدان، لكن الاحتلال أغلقها بأمر عسكري. ووضع تحت الإقامة الجبرية في أم الفحم لعدة سنوات، وكان عليه أن يثبت وجودا في شرطة عارة القريبة من أم الفحم. نشط رجا إبان الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، واعتقله الاحتلال إداريا، وكان بذلك أول معتقل إداري من الأرض المحتلة 48. وحضر عام 1988 برنامجا إعلاميا بحضور بعض المسؤولين الصهاينة، وأطلق في ذلك البرنامج عبارته الشهيرة والتي بات يرددها الفلسطينيون و"إن استقلالكم يوم نكبتنا". ثار الصهاينة على هذه العبارة، فطلبت وزارة التعليم الصهيونية منه الاستقالة مقابل حصوله على 52% من راتبه. وافق على ذلك وتحرر من نير الوظيفة الحكومية.

ومؤخرا، وبالتحديد بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر الماضي، تم اعتقاله من قبل الصهاينة، ومازال تحت التحقيق وذلك وفق الصهاينة بأنه يحرض على العنف. أما وكلاء الدفاع من مؤسسة عدالة فيقولون إن التهم ضده باطلة ولا أساس لها. إن شاء الله سيُفرج عن المكافح الصلب رجا إغبارية وسيكون بيننا قريبا.

رجا متزوج من السيدة إلهام عودة من الناصرة، وهي شريكته في النضال والمعاناة. لكنها تبقى جبلا شامخا كزوجها.

مطلوب منا جميعا أن نتضامن مع المناضل رجا إغبارية وأن نقف مدافعين عنه متضامنين معه وضد كل أنواع الاعتقال السياسي. ورجا لا يغيب عن الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة إلا إذا حالت الظروف دون مشاركته، ويبقى لرجا دين علينا وفي رقابنا.
التعليقات (0)

خبر عاجل