ملفات وتقارير

لماذا طالب أبو الغيط بعقوبات دولية على معرقلي الحل في ليبيا؟

أبو الغيط شدد على ضرورة التحرك الدولي لوقف تمويل الأطراف المتحاربة من أموال النفط الليبي- جيتي
أبو الغيط شدد على ضرورة التحرك الدولي لوقف تمويل الأطراف المتحاربة من أموال النفط الليبي- جيتي

طرحت مطالبة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، للأمم المتحدة بفرض عقوبات مشددة على معرقلي الحل في ليبيا، تساؤلات حول من يقصد بهؤلاء، وما إذا كانت الجامعة ستؤيد عقوبات على اللواء الليبي خليفة حفتر أو رئيس البرلمان، عقيلة صالح حال صدرت ضدهم.


وطالب أبو الغيط، المجتمع الدولي بفرض عقوبات مشددة على الجهات التي تعرقل حل الأزمة الليبية، دون ذكرها، لكنه شدد على ضرورة التحرك الدولي حتى لا تستمر أموال النفط الليبي في تمويل الأطراف المتحاربة"، دون ذكر طبيعة هه الأطراف أو تبعيتها.

اجتماع "لويا جيرغا"

وهاجم أمين الجامعة العربية، المجموعات المسلحة في ليبيا، مشيرا إلى أنها تحتاج إلى مواجهة دولية حازمة كونها تستفيد من أموال النفط الليبي لدوام الحرب في ليبيا، ما يشكل مأساة كبرى، حيث إن النفط وعائداته تمول تدمير ليبيا وبنيتها التحتية»."، وفق مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط".

وكشف أبو الغيط عن "وجود منهج تحرك آخر يتم التفكير فيه في الأمم المتحدة والدول الغربية وهو شيء يشبه الـ" لويا جيرغا"، أي اجتماع موسع لكل القيادات والأحزاب والمجموعات وممثلي المدن والقبائل لأيام أو أسابيع لتحقيق توافق حقيقي يخرج ليبيا من انقساماتها الحالية"، وفق كلامه.

وأثارت تصريحات "أبو الغيط" وكشفه عن مؤتمر للقبائل والأحزاب الليبية، تساؤلات عدة من قبيل: ماذا وراء المطالبة بعقوبات دولية الآن؟ ألا توجد عقوبات أصلا لكنها غير مفعلة؟ وهل تستجيب الأمم المتحدة لهذه المطالب أم تعلم أنها مجرد "اصطياد" في الماء العكر؟.

جامعة "غير محايدة"


من جهته، أكد عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، إبراهيم صهد أن "مؤسسة الأمانة العامة للجامعة العربية تفتقد الحياد في المسألة الليبية وتنحاز لأطراف بعينها، وهذا أمر واضح وتؤكده تصريحات مندوب الجامعة في ليبيا".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "تصريحات "أبو الغيط" تتجاهل الأطراف العربية التي تمول وتشجع وتشارك في الحرب التي يشنها "حفتر" منذ 4 سنوات دمر فيها حتى الآن مدينتين وملأ سجونه "السرية" وهجر مئات الآلاف من المدنيين"، وفق كلامه.


وقال الكاتب الليبي، نصر عقوب إن "التصريحات تؤكد ضعف ووهن الجامعة العربية، وإقرار من "أبو الغيط" بأن حل القضية الليبية ليس عربيا، ومطالبته بفرض العقوبات على أي طرف يعرقل الحل في ليبيا لا جديد به، لأنه تكرار لما صدر عن المبعوث الأممي والأمم المتحدة ليس إلاَّ".


واستدرك قائلا لـ"عربي21": "ولو فرضت الأمم المتحدة أي عقوبات على "عقيلة صالح" أو "خليفة حفتر" لن يتم الإلتزام عمليا بها"، حسب تقديراته.


نهاية "الانقلاب العسكري"


ورأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار أن "تصريحات أبو الغيط هي مؤشر على أن مشروع الإنقلاب العسكري فى ليبيا قد انتهى، وأن الدعم المصري- الإماراتي لحفتر فى مراحله الأخيرة وأنه لم يعد موقفا دوليا أو مدعوما من القوى المتنفذة"، حسب رأيه.


وأضاف لـ"عربي21": "الجامعة العربية تقوم بدور المحلل "الشرعي" لتدخلات الأمم المتحدة أو للتوطئة لقرارات مجلس الأمن، لكن تصريحات أمينها العام الأخيرة ربما تكون بشرة خير لليبيا ولمسار عملية الاستقرار وفق حل سياسي ومدني"، كما قال.


لكن الصحفي الليبي، عبدالله الكبير أشار إلى أن "هذا التحول في موقف "أبو الغيط" ربما يرتبط بتوجه دولي عملي وحاسم تجاه معرقلي الحل السياسي في ليبيا"، مضيفا لـ"عربي21":"ولا أظنه يقصد حفتر أو عقيلة صالح لأنهما أظهرا بعض المرونة في تصريحاتهما ومواقفهما الأخيرة، لكنه يقصد مسلحي العاصمة".


صعب التحقق


وقال المدون الليبي، فرج فركاش إن "فرض العقوبات يحتاج إلى رؤية دولية موحدة على مستوى مجلس الأمن وإلزام الدول والأطراف الاقليمية بها، وسيكون فرض العقوبات صعب التحقق في الوقت الحالي نظرا للانقسام الداخلي الذي تغذيه التحالفات الدولية مع هذا الطرف أو ذاك".


وتابع: "أما بخصوص منع تمويل المجموعات المسلحة ودعمها خاصة في طرابلس، فقد بدأ تنفيذه فعلا من خلال الترتيبات الأمنية التي أقرها المجلس الرئاسي بإشراف البعثة الأممية وانخراطها القوي فيه وحشدها للدعم الدولي له مما سيفضي إلى فك الارتباط مع المليشيات وقادتها"، وفق تصريحه لـ"عربي21".


وأين الجامعة العربية؟


وأشار الصحفي الليبي، حسين العريان إلى أنه "كان الأجدر أن تعد الجامعة العربية مشروعا للمساهمة في حل الأزمة الليبية وليس مطالبة الأمم المتحدة بذلك، كون مثل هذه المطالبات يمكن أن تقوم بها منظمات ومؤسسات المجتمع المدني وليس الأمين العام للجامعة".


ورأى أن "هذه المطالبة تؤكد عجز الجامعة عن وضع الحلول أو فرض العقوبات على المعرقلين وكذلك تخوفها من اختلاف رؤيتها عن الأمم المتحدة، بالرغم من معرفة الجامعة بمن يمول الأطراف المتنازعة ولم تفعل شيئا"، كما صرح لـ"عربي21".

التعليقات (0)