ملفات وتقارير

ما دلالة إصدار ولاية سيناء.. ولماذا فشلت عملية السيسي زمنيا؟

أصدر الجيش المصري 28 بيانا عسكرية تضمن القضاء على مئات العناصر المسلحة وتوقيف آلاف آخرين- جيتي
أصدر الجيش المصري 28 بيانا عسكرية تضمن القضاء على مئات العناصر المسلحة وتوقيف آلاف آخرين- جيتي

أثار بث تنظيم "ولاية سيناء"، الذراع المصري لتنظيم الدولة، فيديو يوثق انضمام ضباط وضباط صف في الجيش المصري إلى صفوفه، تساؤلات حول نتائج العملية العسكرية الشاملة التي تنفذها القوات المسلحة المصرية منذ نحو عشرة شهور.

الإصدار الذي حمل عنوان "سبيل الرشاد (من الظلمات إلى النور)"، أظهر خلاله تنظيم الدولة مجموعة من الضباط المنشقين عن الجيش المصري، وغالبيتهم قُتلوا لاحقا، إما في المعارك ضد الجيش، أو قام بتفجير نفسه.

وكانت القوات المسلحة المصرية قد أطلقت عملية شاملة في 9 شباط/ فبراير الماضي، تحت اسم "سيناء 2018"، للعمل على تطهير كل ربوع مصر من العناصر الإرهابية على كل المحاور والاتجاهات الاستراتيجية.

وأصدر الجيش في هذا الصدد 28 بيانا عسكرية تضمن القضاء على مئات العناصرالمسلحة، وتوقيف آلاف آخرين، وتدمير البنية الأساسية للمسلحين من خلال هدم آلاف الأوكار والمقرات، ومصادرة ما بها، وضبط كميات ضخمة من الذخيرة والأسلحة.

وزعم نظام السيسي أنه حقق انتصارات كبيرة للقضاء على المسلحين بنسبة 90 في المئة، وأن العملية العسكرية دخلت مراحلها النهائية مما سمح بفتح الباب أمام التنمية الشاملة في سيناء من خلال تنفيذ مشروعات.

دلالات خطيرة

أبو الفاتح الأخرسي، المتخصص في الشأن السيناوي، قال لـ"عربي21" إن "إصدار ولاية سيناء الأخير، يجدد التأكيد على بيانات المتحدث العسكري مختلقة ولا تمت للواقع بشيء، وتؤكد أيضا أن الحملة العسكرية تستهدف المدنيين وليس المسلحين، من خلال القتل العشوائي، والاعتقالات التعسفية، وعمليات التهجير القسري".

 

اقرأ أيضا: "ولاية سيناء" يوثق انضمام ضباط منشقين عن الجيش لصفوفه

وأعرب عن تخوفه من "أن الإصدار يؤكد على حقيقة خطيرة بأن هناك ضابطا من القوات المسلحة ومن قوات النخبة في الداخلية التحقوا بصفوف التنظيم في أوقات متفرقة ما يعني أن الجيش يحارب عدوا يعرف مكامن الضعف والقوة فيه، في حين يجهل الجيش طبيعة عدوه في ظل ما رأيناه في هذا الإصدار".

الإصدار كشف أن سماء سيناء أصبحت مستباحة لطائرات الاحتلال، وتقوم بتنفيذ عمليات في عمق الأراضي المصرية؛ ما يعني التفريط في الأمن القومي في هذه البقعة الاستراتيجية والحيوية، بوابة مصر الشرقية.

وفند الأخرسي ما يعلنه الجيش المصري من نتائج بشأن العملية سيناء 2018، قائلا: "الجيش فشل في تحقيق أهدافه، بل وفي حماية أفراده وضباطه، بعد أن استهدف المسلحون مقاره وثكناته وكمائنه، وقاموا بقتل الجنود والضباط بداخلها فيما يبدو عدم التكافؤ بين الطرفين"، لافتا إلى أن "تلك الثكنات أصبحت مصدرا لتسليح المسلحين بعد مداهمتها، وهو أمر خطير".

فشل زمني ومكاني بسيناء

أكد النائب السيناوي السابق، وأحد مشايخ شمال سيناء، يحي عقيل، أن "استمرار الحملة العسكرية سيناء 2018 منذ 10 شهور يحمل في طياته فشل في تحقيق أهدافها حتى زمنيا؛ لإن التكليف من قبل رئيس الانقلاب صدر بإنهاء العملية خلال 3 شهور، وبعد هذا السقف لا يعني شيئ سوى فشلها".

وفي حديثه لـ"عربي21" فند مزاعم نظام السيسي بقرب الانتهاء على المسلحين بالقول: "كان من المفترض أن تعود الحياة إلى طبيعتها في شمال سيناء، وتفتح الطرق، والأسواق، ويعود الناس إلى منازلهم، وتبدأ حركة التنمية، وهو ما لم يحدث على الإطلاق حتى الآن، فما زالت تحت الحصار".

 

اقرأ أيضا: مقتل 5 أفراد من الجيش المصري في هجومين بشمال سيناء

وتساءل: "لماذا لا يسمح النظام بدخول الصحفيين والإعلام ونقل الواقع كما هو لرؤية الإنجازات التي تحققت عسكريا على الحقيقة؟ ولكن هذا لم يحدث"، مشيرا إلى أن "العملية العسكرية جعلت الحياة مستحيلة، وأن البيانات العسكرية تصدر في أوقات يحتاج لها السيسي للمتاجرة بها، كما أنه ليس كل ما يصدر عن المسلحين يجب التسليم به، فهم مخترقون وربما يستعملوا في إصدار مثل تلك البيانات".

وضع تنظيم الولاية

 
وأرجع عقيل فشل الحملة العسكرية في تحقيق أهدافها إلى أنها "لا تحارب الإرهاب، إنما تحارب الحياة، فقد عملت من اليوم الأول على تجفيف الحياة، وتكديرها، ووضعتها تحت الحصار الفعلي، وترك الجبال والوديان والسهول في يد المسلحين، ما يعني أنها لن تنتهي قريبا".

ولكنه أقر في الوقت ذاته أن تنظيم ولاية سيناء تلقى ضربات كبيرة، قائلا: "الولاية والمسلحين في حالة ضعف، وتلقوا ضربات موجعة ومؤلمة، وأتوقع أن من يديرها الآن ليسوا من أبناء سيناء؛ فتعاملهم مع أهالي سيناء قاس وغير إنساني، وهي ليست في مرحلة تمدد، وأفضل ما يمكن أن تحققه أن تكون في حالة كمون". 

التعليقات (4)
كلمة حق
الخميس، 22-11-2018 02:39 ص
مالذي يجعل المقاتل يترك المال والدنيا والمنصب والمكانة؟ إنه الإيمان والعقيدة التي قذفها الله في قلوب أولئك الشباب لقد أختاروا النجاة في الآخرة حين كفروا بجيش الردة المصري والتحقوا بالمجاهدين في سبيل الله وهذا هو الفوز العظيم في الدنيا والآخرة وويل لمن يلقى الله مقاتلا في سبيل الطاغوت حامي لحمى اليهود والنصارى ذليلا صاغرا لدى الكفار والمرتدين ويل له ثم ويل له ولن ينجيك أمام الله إنك عبد مأمور فانج بدينك فإنما هذه الدنيا متاع زائل واقتدوا بهؤلاء الأبطال الذين اختاروا طريق الحق ونبذوا الباطل وأهله
إلى جويدة
السبت، 17-11-2018 10:57 م
لا أعرف كيف سيطرت نظريات المؤامرة ، و التشوش الذهنى على تفكيرك حتى تخرج علينا بذلك الرأى العجيب ! فرغم أن الإخوان هم من وضعوا أيديهم فى يد الجيش بعد ثورة يناير/ كانون ثان عام 2011 م ، و أيدوا تعيين محمد مرسى لعبد الفتاح السيسى قائدا للجيش ، رغم الشبهات التى حامت حول تورط السيسى فى قضية قنص المتظاهرين بميدان التحرير أثناء توليه قيادة الاستخبارات العسكرية ، فلم يتهم أنصار الإخوان جماعتهم بعقد صفقات سياسية مشبوهة مع الجيش لتثبيت موقعها فى السلطة كما كانت تتوهم حينها ! و لم يعتبر أحد من أنصار الإخوان أن المسلحين فى سيناء صنيعة لأجهزة الدولة العميقة ، حين نجحت وساطة محمد مرسى فى الإفراج عن 7 جنود احتجزهم مسلحو سيناء فى مايو / آيار عام 2013 م ، رغما عن أنف المعارضين الذين استغلوا الحادث لإتهامه بالتقصير ! و ظل محمد مرسى يمتدح قيادات الجيش ، و ينعتهم بأفضل النعوت على الملأ حتى آخر أيامه فى السلطة ، قبل انقلاب الجيش عليه ! فإلى متى سيستمر أنصار الإخوان فى ترويج نظريات المؤامرة ؟
مصري
السبت، 17-11-2018 09:36 م
السيسي فاشل فاشل فاشل.......................................................................................فاشل
جويدة
السبت، 17-11-2018 07:51 م
اذا كان كل هؤلاء قتلوا فهذا يعنى ببساطة ان التنظيم احد افرع الامن المصري و مهمته تأكيد مشروعية قتلهم ليس الا. وذلك قبل الاعلان عن قتلهم رسميا