ملفات وتقارير

"عربي21" تنشر رسالة لمعتقلين مصريين تدعو المعارضة للوحدة

 أعدمت السلطات المصرية 3 من رافضي الانقلاب بقضية مقتل نجل رئيس محكمة المنصورة عام 2014
أعدمت السلطات المصرية 3 من رافضي الانقلاب بقضية مقتل نجل رئيس محكمة المنصورة عام 2014

دعا عدد من المعتقلين السياسيين في السجون المصرية من وصفوهم بشركاء الوطن والمخلصين من كل الفصائل وفي كل المؤسسات، إلى الاصطفاف والاتحاد في مواجهة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، قائلين:" توحدوا، وخذوا على يد الطاغية. اضطلعوا بمسؤولياتكم قبل أن يُدمر الأخضر واليابس ويعم الخراب".


وقالوا -في رسالة مُسربة، تعقيبا على الإعدامات الأخيرة، حصلت "عربي21" على نسخة منها-: "نطمئنكم أننا قد وحدتنا السجون، وأننا ثابتون ماضون إلى استكمال أهداف ثورتنا مهما كلفنا ذلك. وهنيئا إلى أحرار وأبطال كرداسة، أن اتخذ الله منهم شهداء، وعزاؤنا أن هذه الدماء الذكية تروي شجرة الحرية".


وأضاف المعتقلون في رسالتهم: "لقد ازدادت فجيعة الأحرار في مصر والعالم بعد ارتقاء ثلاثة شهداء إلى الملأ الأعلى من خيرة رجال كرداسة، يشكون إلى ربهم ظلم الظالمين وتجبر المتجبرين، ولكن الأحرار في سجون مصر لا ترهبهم أعواد المشانق ولا طلقات الرصاص لمن يقع عليهم الاختيار".


وشدّدوا –في رسالتهم التي حملت عنوان "أوقفوا نزيف الدم"-، على أن "غباء النظم القمعية يُصور لها أن المبادئ والأفكار يمكن مواجهتها بالسجن والقتل والتشريد والإرهاب؛ فهم لا يقرؤون التاريخ ولا يستفيدون من تجارب من سبقوهم".


وأشاروا إلى أن رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، ظل 27 عاما في "سجون الطغمة العنصرية البيضاء في جونب أفريقيا، لينتصر صموده على ظلمهم وبغيهم. وقد مكث الأحرار في مصر 20 عاما في سجون جمال عبدالناصر، فلم يزدهم ذلك إلا إصرارا وثباتا على مبادئهم".


وتابعوا: "لقد أصبح النظام أشبه بالثور الهائج يحطم كل شيء وينكل بحلفائه وشركائه قبل معارضيه، حتى إنه يفتعل المجازر في المدنيين والعسكريين وفي دور العبادة وغيرها، وينسبها زورا وبهتانا إلى الإرهاب المحتمل الذي صنعه بيديه حتى يُفكك مؤسسات هذه البلاد، لكي يبقى هو وحده ولا يعي أن الإيغال في الدماء وإزهاق الأرواح، يزيد المشهد تعقيدا ولا يصب في مصالح الطغمة الحاكمة، التي تتحول بمرور الوقت إلى عبء على المجتمع الدولي".


ونوهوا إلى أن المجتمع الدولي "يرفض ممارسات النظام الأسوأ في مجال حقوق الإنسان، وخاصة حرمان المعارضين من الحق في الحياة، ليصبح السكوت على الإعدامات كُلفة أخلاقية لا تستطيع بلدان العالم الحر تحملها"، وفق قولهم.


ويوم الأربعاء الماضي، نفذت سلطة الانقلاب العسكري بمصر، حكم الإعدام شنقا في ثلاثة من رافضي الانقلاب، الأربعاء، بعد اتهامهم بقتل مساعد مدير أمن الجيزة الأسبق، اللواء نبيل فراج، في 19 أيلول/ سبتمبر 2013.


وفي سياق متصل، طالبت مجموعة من أهالي وأسر المحكومين بالإعدام (لم يفصحوا عن أسمائهم)، جميع المعارضين في الداخل والخارج على اختلاف أطيافهم السياسية بالوحدة ونبذ الخلافات البينية، قائلين: "ما نريده منكم إن استطعتم عمل وقفات أسبوعية أمام السفارات والقنصليات، والضغط على هذا النظام عن طريق الإعلام العالمي".

 

اقرأ أيضا: إعدام 3 من رافضي الانقلاب بمصر اتهموا بقتل لواء شرطة

وأردفوا -في رسالة لهم حصلت "عربي21" على نسخة منها- : "لقد بلغ الظلم الحلقوم، وبلغت القلوب الحناجر. والحزن والآلام والأوجاع أدمت القلوب من ازدياد القتل في الطرقات والشوارع والقرى والنجوع، بل وزاد القتل على أعواد مشانق هذا النظام المجرم دون ذنب أو جريرة في قضايا كلها ملفقة، ومن محاكم استثنائية حيث لا عدالة ولا قانون".


وذكروا أن "القتل طال الشباب والشيوخ. هذا النظام الذي لا يرقب في مؤمن إلّا ولا ذمة، قد تمادى في طغيانه وجبروته، فمن لم يُقتل على أعواد المشانق يُقتل في الشوارع والقرى والنجوع، ومن لم يُقتل في الاثنين يُقتل داخل محبسه من الأمراض والإهمال الطبي".


وقالوا: "الأحباب الكرام، ضاقت بنا السبل، لم يعد لنا مكان نعبر فيه عن قضايانا، وخاصة قضايا الإعدام. لم يعد لنا مكان نقف فيه وقفة واحدة داخل هذا البلد كي يسمعنا العالم، لكن لن يضيق علينا مكان مادام الأحرار أمثالكم موجودين بالخارج".


وأكملوا: "أنتم أمل أهالي المحكومين بالإعدام الآن، أنتم من سيوصل صوتهم للعالم، مدوا أيديكم إليهم لعلها تكون المنجية لهم من أعواد مشانق هذا المجرم، نريد منكم المساندة، أملنا فيكم لا ينقطع، جودوا علينا من أوقاتكم، بالرغم من أننا نعرف جيدا مسؤولياتكم الحياتية نحو أسركم وأبنائكم، اجعلوها لله خالصة".


واستطردوا قائلين: "ضاقت علينا الدنيا بما رحبت، فأوسعوها علينا ولا تبخلوا على إخوانكم الذين انقطع بهم السبل، أرواحهم معلقة على مقاصل هذا المجرم. بقي لنا 62 إنسانا وروحا بريئة ينتظرون التنفيذ قد استنفذوا درجات التقاضي، وبات الحكم واجب التنفيذ في أي وقت وأي لحظة".


ويوم الخميس قبل الماضي، أعدمت السلطات المصرية أيضا 3 من رافضي الانقلاب بعد اتهامهم والحكم عليهم، بقضية مقتل نجل رئيس محكمة المنصورة عام 2014.

 

التعليقات (0)