حقوق وحريات

منظمة حقوقية تحذر من جرائم حرب يرتكبها الحوثيون في اليمن

منظمة حقوقية تدعو الأطراف اليمنية المتحاربة إلى تنفيذ القانون الدولي الخاص بحماية المدنيين (سام)
منظمة حقوقية تدعو الأطراف اليمنية المتحاربة إلى تنفيذ القانون الدولي الخاص بحماية المدنيين (سام)

حذّرت منظمة "سام" للحقوق والحريات، من جرائم حرب قالت بأن "الحوثيين يرتكبونها ضد المدنيين في كل من منطقتي حجور بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، والحُشا في محافظة الضالع وسط البلاد، عبر عمليات قنص وقصف عشوائي وتهجير للسكان وتفجير للبيوت".

وأوضحت "سام" في بيان صحفي لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أنّ "تلك الجرائم والانتهاكات أدت حتى اللحظة إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن هدم أكثر من 17 منزلا في منطقة حجور، منها 13 منزلاً بقرية التامرة، إضافة إلى تفجير مسجد ومدرسة وتضرر مئات المنازل بسبب القصف ، وتهجير ما يزيد عن 2700 أسرة".

وقالت "سام": "إنّ الانتهاكات في منطقة حجور بدأت عندما قصفت ميليشيا الحوثي في العاشر من كانون الثاني (يناير) الماضي 2019، قرية شليله بصاروخين من نوع كاتيوشا، ما أدى إلى مقتل 8 مدنيين نصفهم نساء، وجرح 5 آخرين".

وفي 26 من كانون الثاني (يناير) الماضي، قصفت ميليشيا الحوثي مخيما للنازحين من قرية شليله، بصاروخ أسفر عن مقتل 8 مدنيين، وجرح ما يقارب 24 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

وبيّنت "سام" أنّ مليشيا الحوثي شنت في بداية شهر شباط (فبراير) الماضي هجوماً شاملاً، من ثلاث جهات، على منطقة "حجور" مستخدمة كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بما فيها الدبابات ومدافع الهاون، والصواريخ البالستية.

ورصدت "سام" إطلاق مليشيا الحوثي 3 صواريخ بالستية في 4 و5 آذار/مارس الجاري، من منطقتي عبس الساحلية، وجبل حديد في مديرية خيران المحرق، على منازل المدنيين، ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم، ونزوح أكثر من 2000 أسرة إلى مناطق أكثر أمناً، منهم 425 أسرة لجأت إلى القرى المجاورة، و225 أسرة إلى المدارس، في حين نزحت بقية الأسر إلى محافظتي "صنعاء" و"عمران" والمديريات المجاورة في محافظة "حجة"، وتعرض نازحون للقصف بطيران التحالف أثناء نزوحهم ما تسبب بمقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال.

 

إقرأ أيضا: دلالة منع القاهرة عقد اجتماعٍ لتكتل جنوبي موال للرئيس هادي

وذكرت "سام" أنّ ميليشيا الحوثي فرضت حصاراً اقتصادياً شاملاً على المنطقة، ثم قامت بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات عنها، سعياً منها - فيما يبدو - إلى التكتم عن جرائمها، ومنعت مليشيا الحوثي دخول المواد الإغاثية والأدوية للسكان المحاصرين في قرى حجور المحاصرة، حيث أنشأت نقاط تفتيش مسلحة على المداخل الشرقية من جهة "قفلة عذر عمران"، وأخرى من الجهة الجنوبية من منطقة "أفلح الشام"، وثالثة من الجهة الغربية على مدخل "مستبا". 

وقالت "سام": "إنّ العمليات العسكرية المستمرة أدت إلى تعطيل الحياة العامة، حيث توقفت الحركة التجارية في أغلب أسواق المنطقة، مما ضاعف من معاناة السكان، إضافة إلى تعطل العملية التعليمة في أغلب مدارس المنطقة".

ولفتت المنظمة الحقوقية الدولية إلى أنّ انتقام مليشيا الحوثي بشكل واسع من الخصوم من خلال تفجير منازلهم، وإحراق مزارعهم ومواشيهم، واستهداف منازلهم بالقصف العشوائي، يشي بوجود سياسة ممنهجة ومتعمدة ضدهم، ما يجعل هذه السياسات ترقى إلى أن تكون جرائم حرب تستوجب محاسبة مرتكبيها والآمرين بها.

وذكرت "سام" أنها رصدت تفجير 16 منزلاً في منطقة "حجور"، وتضرر أكثر من 1500 منزل منذ بدء العملية في المنطقة، مما يعقد الوضع الإنساني بصورة كبيرة، ويعرقل عملية عودة النازحين إلى قراهم في القريب العاجل.

وبينت "سام" أنّ منطقة "الحُشا" في محافظة "الضالع" وسط اليمن، تتعرض هي الأخرى لهجوم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث قتل 8 مدنيين، وجرح أكثر من 30، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى تفجير منزلين تعود ملكيتهم لمحمد حميد عمير بعد مقتله ومقتل زوجته، والاخر لأمين عبدالله النشمه في منطقة العبيسة فيما أغلقت 4 مدراس، وهو ما حرم 1500 طالب وطالبة من الدراسة، بينما أجبر القصف 700 عائلة من قرى "سناح"، "قعطبة"، "الفاخر" و"الزقمة" على ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أقل خطرا. 

وذكرت "سام" أنّ ميليشيا الحوثي سيطرت في 8 شباط (فبراير) الماضي، على قرى "النجد" و"المحرم"، وفجروا منزلا يعود للمواطن عبد الجليل أحمد الحذيفي، بعد نهب محتوياته، وإطلاق النار عليه وترويع النساء والأطفال، إضافة إلى تفجير بعض المحال التجارية، ونهب المواشي. 

 



من جهته أعرب المحامي توفيق الحميدي، رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات، عن قلقه من معلومات تتحدث عن انتهاكات مروعة ترتكب بحق المدنيين بما فيها الإعدامات الميدانية، التي تأتي ضمن عملية عسكرية يشنها الحوثيون للسيطرة على المنطقة، وإجبار أهلها على الخضوع، مستخدمة كافة الأسلحة بصورة قاسية ومفرطة، ودون مراعاة للقواعد القانونية في حماية المدنيين أو ممتلكاتهم.

وقال الحميدي في تصريحات صحفية له اليوم: "يزداد شعورنا بالقلق خاصة بعد فقدان الاتصال بمصادرنا بسبب قطع مليشيا الحوثي لوسائل الاتصالات عن المناطق المحاصرة، وتضارب الأنباء عن تصفيات ميدانية طالت العشرات من المدنيين بعد سيطرة جماعة الحوثي على المنطقة بينهم أطفال نساء".

واستنكر الحميدي صمت المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي لم يعلن عن موقف واضح مما يجري في منطقة "حجور"، وهي أفعال تهدد اتفاقية "استكهولم"، وتنذر بفشل مهمة المجتمع الدولي في اليمن.

ودعت "سام" لجنة التحقيق الأممية التابعة لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان إلى النزول الميداني إلى منطقة حجور ومتابعة وتسجيل الانتهاكات عن كثب، والضغط على مسلحي الحوثي باحترام قواعد القانون الدولي وتجنيب المدنيين ويلات الصراع الدائر.

وطالبت "سام" كافة الأطراف المتحاربة في اليمن والمجتمع الدولي بضرورة تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإنسانية الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، لا سيما الأطفال والنساء منهم.

وجددت "سام" مطالبتها للمنظمات الإغاثية بضرورة التدخل العاجل لإغاثة المدنيين النازحين من منطقتي "الحشا"، و"حجور" و"كشر"، في شمال اليمن، حتى لا تتفاقم المعاناة الإنسانية بصورة أكبر، وفق البيان.

 

إقرأ أيضا: محافظة الجوف اليمنية.. حضور للقضاء بعد غياب 12 عاما

التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 11-03-2019 10:30 م
مع الأسف الشعب اليمني المجني عليه كل من شارك في تلك الحرب الظالمة يجب أن يحاكم بداية من المجرم بن زايد و المنشار بن سلمان و الحوثي و أسم " علي عبد الله صالح " و اعوانه و كل خائن و عميل و مرتزق لما يسمي بالتحالف العربي و العرب منه براء و لعنة الله علي الظالمين .