صحافة دولية

فايننشال تايمز: هل ستشارك الرياض بتنظيم كأس العالم 2022؟

فايننشال تايمز: الذي يساعد على تحقيق الطموحات السعودية هو صديقها مدير الفيفا إنفانتينو- جيتي
فايننشال تايمز: الذي يساعد على تحقيق الطموحات السعودية هو صديقها مدير الفيفا إنفانتينو- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا لمراسلها سايمون كير، يتساءل فيه عن السبب الذي يدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للمضي قدما مع خطة سعودية لكأس العالم. 

 

ويبدأ كير مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، قائلا: "لقد أعدمت السعودية 37 شخصا الأسبوع الماضي، وتقود تدخلا عسكريا في اليمن، أدى إلى كارثة إنسانية، وتقود حصارا غير فعال ضد جارتها قطر، ويواصل النظام اعتقال الناشطات المطالبات بحقوق المرأة، تعرض بعضهن للتعذيب، ويبدو أن هذه طريقة المملكة في العيش، فيما نشر الصحافي جمال خاشقجي إلى قطع في تشرين الأول/ أكتوبر". 

 

ويجد الكاتب أنه مع ذلك فإن السعودية تأمل في المشاركة في استضافة أكبر حفلة في العالم، فبعد عقد من تتويج قطر دولة مضيفة لمباريات كأس العالم 2022، قررت المملكة، وإن بشكل متأخر، البحث عن مكانة دولية من خلال كرة القدم، وبمساعدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، من خلال استضافة بعض المباريات، مشيرا إلى أنهم يحاولون إجبار قطر على مشاركة دول الخليج في هذه المناسبة. 

 

ويقول كير إن "الذي يغير اللعبة، ويساعد على تحقيق الطموحات السعودية، هو صديقها مدير الفيفا جياني إنفانتينو، الذي يريد توسيع مباريات كأس العالم المقبلة من 32 إلى 47 فريقا، وبحسب دراسة جدوى أجراها الفيفا، فإن خطة كهذه بحاجة إلى ملعبين في دولة أخرى". 

 

ويشير الكاتب إلى أن قطر والفيفا تعملان على مقترح لتوسيع مباريات كأس العالم، وسيتم عرض هذا المقترح على مجلس الفيفا المقبل في باريس، الذي سيعقد في 5 حزيران/ يونيو، وبعد عامين من شن السعودية حصارا مع دول أخرى على الدوحة، لافتا إلى أن الفيفا يبحث في خطط لنقل مقر عملها من زيوريخ إلى باريس، "لكن هذه قصة أخرى". 

 

ويلفت كير إلى أن "المباريات الإضافية ستؤدي إلى موارد إضافية بـ400 مليون دولار، وعادة ما يميل مديرو 200 فريق كرة قدم في الاتحادات الوطنية لكرة القدم لتحصيل أموال جديدة من كأس العالم، ولو طلب منهم التصويت لصوتوا على الخطة، وستكره قطر هذا الأمر، لكنها لا تريد إغضاب الفيفا، أو أن تظهر بمظهر من يحاول إعاقة الخطة". 

 

ويقول الكاتب: "السؤال هو أي دولة من دول الخليج ستشارك قطر في استضافة كأس العالم؟ والخياران المقبولان لقطر هما عُمان والكويت، اللتان اتخذتا موقفا محايدا من الحصار، وسألهما الفيفا أولا، إلا أن عُمان اعتذرت قائلة إنها ليست جاهزة، فيما قالت الكويت إنها ليست متحمسة". 

 

وينوه كير إلى أنه جاء في دراسة الجدوى، التي اطلعت عليها وكالة أنباء "أسوشيتد برس": "بسبب الوضع الجيوسياسي في المنطقة، والحصار الأخير من البحرين ومصر والسعودية والإمارات، الذي فرض على قطر، فإن أي مشاركة لهذه الدول تقتضي رفع الحصار". 

 

وترى الصحيفة أن "هذه العبارات تفتح الباب أمام صفقة: موافقة السعوديين على رفع الحصار، الذي لم يضر قطر، مقابل موافقة الأخيرة على المشاركة في مباريات كأس العالم، وسيظهر إنفانتينو بمظهر صانع السلام في الخليج، ويطمح لجائزة نوبل للسلام، وسيقدم كأس العالم على أنه مساهمة في محاولة انفتاح السعودية من خلال كرة القدم". 

 

ويستدرك الكاتب بأن "الهدف الرئيسي للخطة هو إرضاء الممولين، فالمال السعودي والإماراتي كان عاملا محوريا في عرض 25 مليار دولار، الذي تقدم به (سوفت بانك)، لإقامة مباراتين دوليتين، لكن الخطة توقفت، إلا أن إنفانتينو وصف العرض بأنه أكبر استثمارفي كرة القدم". 

 

ويجد كير أنه "ليس غريبا أن يصبح إنفانتينو صديقا لولي العهد محمد بن سلمان، وجلس إلى جانبه بصحبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما استضافت روسيا العام الماضي مونديال كرة القدم".

 

ويفيد الكاتب بأن "قطر تقوم اليوم بالتفاوض على مضض مع الفيفا لتوسيع مباريات كأس العالم، فبعد تخطيط لمدة عقد من الزمان لهذه اللحظة، وتحملها اتهامات بمعاملة العمال العاملين بصورة سيئة، واتهامات فساد للحصول على تنظيم المباريات، فإن موافقتها على دخول السعودية والإماراتيين شريكين صغيرين سيكون بمثابة هزيمة".

 

ويقول كير إن "السعودية قد تفشل في محاولاتها في حال إصرار قطر على عقدها مع الفيفا، الذي يقضي باستضافة 32 فريقا، ولو نجحت في ذلك، فإن الملاحقة الدولية لها قد تهز النظام السعودي بطريقة لا يكون فيها قادرا على تحملها، خاصة أنه ليس بارعا في مجال العلاقات العامة، وفي الوقت ذاته يتصل الفيفا مع منظمات حقوق الإنسان لتوسيع المباريات".

 

ويقول الكاتب إن "عددا جديدا من اللطخات لن يحدث فرقا، فقد علمت جريمة مقتل جمال خاشقجي ولي العهد السعودي أنه يستطيع عمل ما يريد، فرغم حالة الارتباك الأولى التي أصابت رجال الأعمال للتعامل مع السعودية، إلا أن الطائرات المحملة بالغربيين ستتجه قريبا إلى السعودية، للتنافس على حصة في العقود، وكما قال مدير مصرف (أتش أس بي سي) جون فلينت الشهر الماضي: (من الجميل العودة إلى السعودية)". 

 

ويختم كير مقاله بالقول: "إن مباركة السعودية، ومنحها فرصة للمشاركة في استضافة كأس العالم، يقدمان رسالة عن حالة عالمنا اليوم: كن شرسا كما تحب فلا أحد يهتم".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)