تقارير

"عبرنة الشوارع".. مخطط إسرائيلي لتهويد الأسماء بالقدس

بلدية الاحتلال في القدس وافقت على تسمية عدد من شوارع بلدة سلوان بأسماء حاخامات يهود- جيتي
بلدية الاحتلال في القدس وافقت على تسمية عدد من شوارع بلدة سلوان بأسماء حاخامات يهود- جيتي

تواصل بلدية الاحتلال الإسرائيلي "عبرنة الشوارع" في مدينة القدس المحتلة، وهو ما يؤكد وفق مختصين، مواصلة "إسرائيل" مخططها الرامي إلى تهويد القدس بكاملها ومسح طابعها العربي والإسلامي.


وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير أعده نير حسون، أن "بلدية القدس وافقت على تسمية عدد من الشوارع في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة، بأسماء حاخامات يهود".


ونوهت أن قرار البلدية "جاء مخالفا لقرار اللجنة المهنية التي تفحص أسماء الشوارع قبل الموافقة عليها، والذي ينص؛ أنه من غير المناسب تسمية الشوارع بأسماء يهودية وأسماء حاخامات في الأحياء التي تسكنها غالبية من السكان العرب".


وذكرت أن لجنة "الأسماء" التابعة للبلدية العبرية، برئاسة رئيس البلدية موشيه ليون، "وافقت على تسمية خمسة أزقة وشوارع صغيرة في حي بطن الهوى في سلوان، حيث تقيم في هذا الحي حاليا 12 عائلة يهودية مقابل مئات العائلات الفلسطينية".


وأشارت إلى أن "الأسماء الجديدة للشوارع التي تم اعتمادها من قبل البلدية هي: الحاخام مدموني، الحاخام أبراهام إيلنداف؛ الحاخام يحيى يتسحاق هليفي والحاخام شالوم الشيخ هليفي"، موضحة أنه "تم اتخاذ القرار بأغلبية ثمانية أعضاء في المجلس ضد اثنين".


وقدرت الصحيفة، أن هذا القرار "يخلق توترات غير ضرورية ولن يخدم السكان، ولذلك لن يتحقق الهدف"، زاعمة أن "اللجنة أوصت بعدم الموافقة على الطلبات، وتوصي بأن يطلق على الشوارع أسماء محايدة"، بحسب قولها.


اقتلاع الجذور


وفي معرض اعتراضه على القرار، قال عضو الائتلاف في المجلس البلدي، يوسي حافيلاف: "أنا أعارض بشدة هذه الخطوة، لأن المقصود غرس إصبع في عيون العرب"، مضيفا أن "المنطقة المعنية يسكنها بشكل رئيسي السكان العرب، وليس هناك سبب لتسمية الشوارع هناك بأسماء الحاخامات، هذا سيؤدي إلى الغليان ويؤجج الشارع دون أي مبرر".

 

اقرأ أيضا: إسرائيل تمحو القوس الذهبي من صورة لقبة الصخرة (شاهد)

أما عضوة الائتلاف لورا فيرتون، فقد أكدت أن "الموافقة على الأسماء العبرية للشوارع في حي سلوان، يتعارض مع توصية اللجنة الاستشارية، وتم اتخاذه من دون مشاركة جمهور يبلغ تعداده عشرات الآلاف من السكان، وفي انتهاك للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في الماضي مع السكان".


وأضافت: "عدم أخذ السكان في الاعتبار، ووجود نية للتحريض، واضحان في القرار"، منوهة أن "اللجنة لم تقدم حتى نسخة عن الأسماء باللغة العربية، وبالتالي فلن يتمكن سكان المنطقة من قراءة اللافتات".


لكن عضو البلدية اليميني المتطرف أرييه كينغ، أوضح أن القرار هو بمثابة "تطبيق السيادة والتهويد"، وقال: "كنت أتوقع أن يدعم ممثلو اليسار الأسماء العبرية"، بحسب زعمه.


وحول خطورة القرار الإسرائيلي ومواصلة عبرنة شوارع مدينة القدس المحتلة، أوضح خبير الاستيطان والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، أن "عبرنة شوارع القدس وتهويدها، هو جزء من سياسية إسرائيلية تهدف إلى اقتلاع الجذور العربية لمدينة القدس، وإحلال أخرى عبرية جديدة مكانها".


تزوير التاريخ


وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "تغيير الأسماء وتهويدها، هو سياسة إسرائيلية تهدف أيضا إلى ممارسة عملية تضليل للسياسيين"، مؤكدا أن "إسرائيل قامت بعبرنة جميع أسماء الشوارع في القدس المحتلة عام 1948 (الشطر الغربي)، إضافة لعبرنة وتهويد معظم الشوارع في مدينة القدس المحتلة عام 1967 (الشطر الشرقي)".


ونوه التفكجي، أن "المستوطنات في مدينة القدس والتي تتم تسميتها بأسماء عبرية، هي عبارة عن عبرنة أسماء لمواقع جغرافية مقدسية فلسطينية"، مؤكدا أن "إسرائيل تسعى إلى إنهاء كل تواجد وأسماء عربية بالقدس، وهي عملية مع مرور الزمن تتم من خلالها الاستعاضة عن كافة الأسماء العربية الأصيلة بأخرى عبرية".

 

اقرأ أيضا: رفض إسلامي مسيحي لاستيلاء الاحتلال على عقارات بالقدس

من جانبه، حذر المختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى سامر صيام، من خطورة استمرار "عبرنة شوارع القدس"، مؤكدا أنها "عملية متواصلة لتزوير التاريخ ومسح الطابع العربي الإسلامي لمدينة القدس وخاصة القديمة، وذلك في محاولة إسرائيلية لإقناع الزائر الأجنبي للقدس المحتلة، بأنها مدينة يهودية منذ الأزل".


وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه المحاولات الإسرائيلية، تترافق مع روايات وأباطيل وأساطير يتقن المرشد السياحي اليهودي صياغتها وحبكها بطريقة خبيثة مقنعة للغير"، منوها أن "الأسماء التي يتم اختيارها من قبل سلطات الاحتلال، تكون في أغلبها لشخصيات يهودية وأحداث تاريخية مزعومة، وذلك لإحياء تاريخهم المزور".


وذكر صيام، أنه "في الوقت الذي يتسابق فيه العرب على طمس رجال وعظماء الأمة، يكتب مع كل لافته إسرائيلية جديدة بالقدس، شرح مبسط عن هذه الشخصية التي خدمت إسرائيل"، مؤكدا أن "الاحتلال الذي لا حضارة له، يتقن سرقة التراث المقدسي وتزوير التاريخ".

التعليقات (2)
عربي بلا هوية
الخميس، 20-06-2019 02:13 م
النظم العربية العميلة تتبع كلها نفس المنهج. مثلاً في الجزيرة العربية تتم "سعدنة" الشوارع باطلاق اسماء أفراد العائلة السلولية على الشوارع في عموم البلاد.
مصري
الخميس، 20-06-2019 01:30 م
اليوم القدي و غدا مصر و بعدها السعوديه حتي أكتمال مخطط صفقة القرن و لا تستبعدوا أن تنقلب اللغة الرسمية إلي العبرية و هكذا أنتم ترون أن الفرق بسيط جدا مجرد تبديل حرفي الباء و الراء و لا يستحق أن نعترض في زمن العسكر الأنجاس يهود بني صهيون المقنعين المحتلين لبلادنا العربية .