ملفات وتقارير

هل تشارك تركيا في العمليات القتالية بشكل مباشر في ليبيا؟

الحكومة تعد مذكرة لتعرضها بالبرلمان التركي للمصادقة على إرسال قوات تركية- يني شفق
الحكومة تعد مذكرة لتعرضها بالبرلمان التركي للمصادقة على إرسال قوات تركية- يني شفق

تثار التساؤلات حول طبيعة دور القوات التركية في المعارك الدائرة في ليبيا، ومحاذير المشاركة الميدانية هناك، في الحرب الأهلية بين حكومة الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وذكرت صحيفة "حرييت" في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه إذا جرى مصادقة البرلمان التركي على إرسال قوات تركية إلى ليبيا، فإن الدولة الأفريقية تصبح الدولة الـ13 التي يتواجد فيها قوات مسلحة تركية.

 

مذكرة التعاون أرضية لإرسال قوات

ولفتت إلى أن مذكرة التعاون العسكري التي صادق عليها البرلمان مؤخرا، تشكل أرضية للأساس القانوني لمذكرة التفويض.

وأوضحت أن مذكرة التفاهم تسمح لإرسال قوات برية وبحرية وجوية إلى ليبيا، تحت بند "الخدمة"، وعلى الرغم من أن وصف البعثة ليست لأغراض قتالية، لكنها تسمح لإرسال القوات إلى ليبيا، وإمكانية إنشاء قواعد بهدف التدريب، خاصة للقوات الجوية والبرية والبحرية هناك.

وأضافت أن مذكرة التعاون العسكري تتضمن بعدا آخرا هو التعاون الاستخباراتي، لمواجهة التهديدات التي تستهدف الأمن القومي للبلدين، والإرهاب الدولي والجرائم المتعلقة بالأمن، والهجرة غير المشروعة، وكذلك في مجالات ذات الاهتمام المشترك في المجال التكنولوجي والاتصالات، والتعاون الجوي والبحري.

 

اقرأ أيضا: هذا شكل الدعم العسكري التركي المتوقع للحكومة الليبية

ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع التركية، أن القوات التركية المسلحة مستعدة للقيام بأي وظيفة يوكل إليها خارج البلاد.

 

هذا ما تحتاجه طرابلس

في السياق ذاته، قال الخبير الأمني التركي، عبد الله أغار، في تغريدات له على حسابه "في تويتر"، إن حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، لا تتطلع لتدخل عسكري تركي مباشر مبدئيا لأن لديها قوات عسكرية.

وأشار إلى أن قوات الوفاق الوطني، لديها إشكالية على صعيد الدفاع الجوي الضعيف، واستخدام الطبوغرافية بشكل صحيح، القيادة الفعالة والمراقبة والتخطيط والتنسيق، وعلى صعيد الاستخبارات والتصدي في معاركها مع حفتر.

وأضاف أن التدخل العسكري التركي، يكمن في أن حكومة الوفاق الليبية بحاجة للعقل المدبر، والقوات الخاصة والسلاح المتطور الرادع.

 

محاذير تركية

بدوره قال الكاتب التركي، محمد عاكف إرسوي، إنه ليس من الحكمة أن تشارك القوات التركية في المعارك الدائرة في ليبيا بشكل مباشر، بسبب الاعتبارات الخاصة في البلد الأفريقي.

وأضاف، أن هناك قرارا لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، وعلى الرغم من أن حكومة الوفاق الوطني بحاجة لتلك القوات، لكن يجب أن لا ينخرط الجنود بالقتال، ويجب البحث عن طرق مختلفة بآلية الدعم هناك.

 

اقرأ أيضا: ليبيا تطلب من تركيا رسميا الحصول على دعم عسكري شامل

ولفت في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن القوات المتنازعة في ليبيا، لديها صلات قرابة، ويحارب جنديين مقربين ضد بعضهما البعض في الحرب التي بدأت عبر القبائل.


وأوضح أن "الحرب مع القبائل عملية معقد جدا، وحتى عندما تهدأ الأمور، قد لا يكون من السهل استرضاء القبائل التي تفكر بالانتقام، ما يؤدي إلى أن تصبح مشكلة كبيرة في ظل غياب مؤسسات حكومية هناك مكلفة في معالجة تلك القضايا".

وأضاف أن الدعاية التي يمكن أن تصدر على الادعاء بأن الجندي التركي قتل أي ليبي في الحرب، قد تؤدي إلى تأجيج الخطاب السلبي المعتاد حول العثمانيين لليبيين، الذين يعيشون تحت تأثير القومية العربية لسنوات.

 

الإعلام المضاد

وأكد أن ذلك يعد مادة دسمة، لوسائل الإعلام المصري والخليجي بالإمارات والسعودية، التي تستغل تلك الأحداث لإنشاء مادة جديدة معادية لتركيا في الشارع العربي.

وأشار إلى أن تلك الدول، ستعمل على تحريض الشارع العربي ضد تركيا، "فبالنسبة لهم، فإن الليبيين الذين قتلوا على يد شركة فاغنر الروسية لا تمثل مشكلة".

وأضاف أنه في نهاية الحرب الأهلية قد تجلس الأطراف كافة مع بعضها على طاولة المفاوضات، وعلى الرغم من عدم شرعية حفتر إلا أن نسبة ليست بقليلة من الليبيين تقف معه.

 

اقرأ أيضا: تجهيزات تركية لقاعدة بليبيا وإرسال جنود قريبا.. تفاصيل

وأوضح أن المطلوب من تركيا قراءة خطاب وتحركات الأطراف الدولية الفاعلة في ليبيا، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، التي لديها علاقات مع حكومة الوفاق الوطني من جانب، ومن جانب آخر مع حفتر الذي يمثل قوة أيضا هناك.

ولفت إلى أنه في حال عززت حكومة الوفاق الليبية قوتها إلى حين انعقاد مؤتمر برلين، و تمكنت تركيا من الحفاظ على إرادتها القوية التي وضعتها بهذا الشأن، واتخذت الخطوات التي تعهدت بها، حينها نستطيع الحديث عن علاقات قوية ووثيقة بين البلدين.

التعليقات (1)
مصري
السبت، 28-12-2019 05:05 م
بالتأكيد صانع القرار التركي قد درس جميع النتائج المحتملة بما فيها رد فعل الغرب القذر و هذا هو المهم .