صحافة دولية

صحيفة روسية: ما الذي أقنع ترامب بقتل سليماني؟

اتهم ترامب سليماني بالتخطيط لمس المصالح والأفراد الأمريكيين - جيتي
اتهم ترامب سليماني بالتخطيط لمس المصالح والأفراد الأمريكيين - جيتي

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن قرار تصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي يقف وراءه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، والذي بذل جهودا على امتداد الأشهر الماضية لإقناع دونالد ترامب بإصدار الإذن لقتل سليماني، على الرغم من معارضة البنتاغون.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وسائل إعلام أمريكية كشفت أن ترامب ومسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية كانوا لعدة أشهر يرفضون القيام بهذه العملية، المتمثلة في استهداف قاسم سليماني. وكان البنتاغون بشكل خاص يعارض هذا التصعيد في الوضع مع إيران نظرا لأن هذه الخطوة سينجر عنها إرسال أعداد كبيرة من الجنود إلى الشرق الأوسط، فيما كان الجيش الأمريكي يسعى لتعزيز مواقعه في شرقيَ آسيا.

وفي نهاية المطاف، وافق ترامب على اغتيال سليماني، في قرار خضع لتأثير بومبيو، ووزير الدفاع، مارك أسبر، ورئيس أركان الجيش الجنرال، مارك ميلي، الذين اجتمعوا مع الرئيس في منتجعه في فلوريدا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ودافعوا بقوة عن هذه الفكرة.

 

اقرأ أيضا: وثائق إيرانية سرية تكشف: هكذا استغل سليماني نفوذه بالعراق

وبحسب مصادر أمريكية، بحث وزير الخارجية بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني عن الدعم من الدول الأوروبية، إلا أنه لم يحصل على ذلك. ومن جهتها، اعتبرت أوروبا أن الخطوات الأمريكية لن تؤدي إلى شيء سوى مزيد تأزيم الوضع في الملف النووي الإيراني، وستشكل خطرا على السفارات والبعثات الدبلوماسية الأوروبية في بغداد وطهران.

ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان أحد الدبلوماسيين الأوروبيين المطلعين على محادثات بومبيو مع حلفائه الأوروبيين، قوله إن "الولايات المتحدة لم تقدم أية مساهمة في الجهود الرامية لاستئناف العمل بالاتفاق مع إيران حول تخصيب اليورانيوم، وتريد في الوقت الراهن من الجميع أن يصفقوا لها بعد ما فعلته. وعلى الرغم من ذلك، واصل المسؤولون الأمريكيون إصرارهم على طلب الدعم البريطاني والفرنسي والألماني، معتبرين أن هذه الدول لا تتفهم كيف أن تصفية سليماني أنقذت أرواح أوروبيين".

وأفادت الصحيفة أن بومبيو بإمكانه استخدام خطاب تصعيدي ضد إيران، والتباهي بعملية تصفية قاسم سليماني، وذلك من أجل الحصول على دعم اللوبي الإسرائيلي والحصول على الدعم في مسيرته السياسية، حيث يؤكد مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية أن "بومبيو مهتم فقط بمتابعة الوثائق والتقارير المتعلقة بإيران، ولا يعير نفس الأهمية للتقارير المتعلقة بمشاكل أخرى".

وأشارت الصحيفة إلى أن نيويورك تايمز في وقت سابق، نقلت عن عدة مصادر في البنتاغون والبيت الأبيض، تأكيدها أن دونالد ترامب أمر بعملية اغتيال الجنرال الإيراني، متحديا وزارة الدفاع وضاربا بعرض الحائط تقارير الاستخبارات التي قدمت للرئاسة الأمريكية قبل وقت قصير من الهجوم الذي وقع قرب مطار بغداد.

وأفادت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي في البداية قرر عدم اللجوء إلى هذا الإجراء المتطرف، المتمثل في اغتيال قاسم سليماني. وعوضا عن ذلك، أمر في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بمهاجمة خمسة مواقع تابعة لتنظيم حزب الله العراقي، وهو الهجوم الذي أدى لوفاة 25 شخص وجرح أكثر من 50 شخصا. وبحسب السلطات الأمريكية، تم اتخاذ هذا القرار كرد على هجوم هذه الميليشيا على موقع لقوات التحالف في العراق.

ودفع هذا التصعيد العسكري من الجانب الأمريكي، بأنصار منظمة حزب الله العراقية إلى تنظيم مظاهرات ضخمة أمام السفارة الأمريكية في بغداد، وطالب خلالها المحتجون بطرد الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين من العراق. وبعد هذه الاحتجاجات العنيفة، وافق ترامب على قرار التصفية الجسدية لقاسم سليماني. واستغرب المسؤولون في البنتاغون من هذا التغيير المفاجئ في موقف ترامب، الذي تجاهل توصيات جهاز المخابرات الواردة عليه في 30 كانون الأول/ ديسمبر، التي أكدت له عدم وجود أي شيء يثير القلق بصدد الحدوث في الشرق الأوسط، بما في ذلك تحركات سليماني. بالإضافة إلى ذلك، كان معروفا أن هذا الجنرال الإيراني لم يتلق أية أوامر للقيام بهجمات تستهدف الولايات المتحدة.

التعليقات (0)