ملفات وتقارير

هل تطبق دعوة السيسي بإنشاء قوة أفريقية؟

دعوة السيسي جاءت خلال مشاركته في القمة الأفريقية الأخيرة- صفحته عبر فيسبوك
دعوة السيسي جاءت خلال مشاركته في القمة الأفريقية الأخيرة- صفحته عبر فيسبوك

أثارت دعوة الرئيس المصري بعد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، بإنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، جدلا حول إمكانية تطبيقها.


وأكد عدد من الخبراء صعوبة تفعيل الدعوة، واصفينها بـ"الدعائية، والفزاعة التي يحاول أن يوظفها سياسيا لكسب مزيد من الدعم والشرعية"؛ فضلا عن "حاجة هذه الدعوة إلى إمكانيات كبيرة وتنسيق بين دول القارة، وهذا غير متوفر"، حسب قولهم.


وأشار الخبراء في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى فشل السيسي نفسه في وقف ما يجري بسيناء، وبالتالي فإن "فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا مؤشر على عدم قدرته على تبني هذا الطرح؛ خاصة أن هناك دولا أفريقية بحاجة إلى دعم مادي وسياسي وهو لا يملك مثل هذا الدعم ليقنع حكامها بالموافقة على قبول أطروحته التي يستعملها كفزاعة بالداخل والخارج".

إفلاس سياسي 
وفي سياق تعليقه على دعوة السيسي، أكد مدير مركز" تكامل مصر" للدراسات مصطفى خضري؛ أنه لن يتم الالتفات لأي دعوة سياسية دعائية لقائد الانقلاب، خاصة من جانب دول مثل جنوب أفريقيا والجزائر وتونس والمغرب ونيجيريا، باعتبارها تتمتع ببعض الاستقلالية السياسية.

 

وأضاف أن "حتى باقي الدول الأخرى يصعب أن تتجاوب مع مثل هذه الدعوة؛ لأن منها ما هو مرتبط بمحتليه السابقين، ويعود لهم في أي قرار؛ ودول أخرى تعاني اضطرابات سياسية وظروفا اقتصادية صعبة ؛ وهذه يحتاج إلى دعم مادي وسياسي لا يملكه السيسي حتى تتجاوب معه في أي دعوة".

وأطلق خضر وصف "إفلاس سياسي" على دعوة السيسي، مضيفا أنه "إذا كان خطاب الإرهاب قد حقق صدى سابقا عند الأوروبيين والأمريكان؛ فإنه غير ذا قيمة حقيقية في إفريقيا، ولن يعطيه أي دعم سياسي في مواجهة خصومه في الداخل والخارج".

ولفت إلى أن الفشل في سيناء وعدم قدرة نظام السيسي على إنهاء ووقف ما يجرى هناك يصب في عدم الحماس لمثل هذه الفكرة.

 

اقرأ أيضابهذه الطريقة يقدم الصندوق السيادي بنوك مصر هدية للإمارات

صعوبات واقعية

من جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الحركات الإسلامية رفعت سيد أحمد، أن هناك صعوبات كبيرة تواجه هذه الدعوة لتفعيلها في الواقع رغم أنها تبدو أنها "فكرة جيدة ونبيلة"، ولكن تبقى هناك مشكلتان تواجه تنفيذها.

 

وتابع أن "المشكلة الأولى تتمثل في الإمكانيات المادية، حيث إن تفعيل مثل هذه الفكرة يحتاج إلى إمكانيات كبيرة من تسليح وتدريب؛ ونقل لهذه القوة للتدخل في أي وقت وفي دولة تحدث بها أحداث إرهابية أو يتواجد بها إرهابيون كما هو الحال في الصومال ونيجيريا ومالي وتكلفة هذا تكون كبيرة وباهظة.

 

وأوضح أن "المشكلة الثانية تتمثل في التنسيق بين دول القارة، خاصة أن هناك دولا ترتبط بعلاقات مع الولايات المتحدة، وإسرائيل، والصين؛ ولا تستطيع أن تتخذ قرارات إلا بالرجوع لها، فضلا عن عدم تشجع بعض الدول في الانخراط في مثل هذه القوة للسببين معا، وبالتالي يصعب تفعيلها عمليا".

 

وحول دعوة مصر لمثل هذه الأفكار في ظل فشل وصعوبات تواجهها في سيناء في مواجهة الإرهاب؛ أكد رفعت سيد أحمد على أن سبب صعوبات الجيش في سيناء، هو أن خصمه يقوم بحرب عصابات، بالإضافة إلى تواجد مقاتلي الجماعات وسط الأهالي وهو ما يمثل صعوبة كبيرة في العمليات".


فزاعة لكسب مزيد من التأييد والشرعية 
اما الباحث بالمعهد المصري للدراسات مصطفى إبراهيم، فقد وصف دعوة السيسي بأنها تغير نوعي في "استغلال فزاعة الإرهاب"، التي يستخدمها منذ الانقلاب، والتي يصف من خلالها كل معارضيه السلميين وغير السلميين بالإرهاب على حد سواء، "بل وذهب أبعد من ذلك بأن أوعز إلى برلمانه الذي اختارته له الأجهزة الأمنية إلى استصدار قانون يسمح بإدراج وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا ضمن الكيانات الإرهابية وعلى قوائم الإرهاب".


وحذر إبراهيم في حديثه لـ"عربي21" من أن تكون تلك الدعوة وسيلة لتشكيل قوة عسكرية متعددة الجنسيات من الدول الأفريقية لـ"دعم الأنظمة الديكتاتورية وقمع الشعوب الأفريقية التواقة للحرية إذا حاولت تغيير السلطة في بلدانها".

 

وحذر أيضاً من استخدام تلك القوة إذا تم تشكيلها لدعم الانقلابيين والمتورطين بجرائم حرب، على غرار اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.

 

وأكد أن "السيسي لن يتوقف عن ترويج فزاعة الإرهاب التي لا يملك سواها، والتفريط في مقدرات مصر لشراء الشرعية والدعم من الغرب والقوى الكبرى في العالم لكي يدعموا بقاءه على كرسي السلطة في مصر".

 

وتوقع إبراهيم بأن تستجيب "الدول القمعية" لدعوة السيسي بشرط توفر تمويل لتلك القوة، متوقعاً أن تقوم الإمارات بهذا الدور التمويلي للقوة الأفريقية التي يدعو السيسي لتشكيلها. 


وتهكم إبراهيم على تسويق السيسي نفسه كمحارب للإرهاب وهو الذي أعلن مراراً أنه قضى على الإرهاب في سيناء، بالمخالفة للواقع، والدليل وقوع حوادث إرهابية كل أسبوع تقريباً في سيناء، في الوقت الذي ترد فيه قوات السيسي بقتل المدنيين.


وكان السيسي في كلمته الختامية بالقمة الأفريقية التي عقدت مؤخرا، تقدم بمقترح لاستضافة مصر لقمة أفريقية تخصص لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب.

 

اقرأ أيضاالسيسي يوافق على زواج دبلوماسي من جزائرية

التعليقات (0)