سياسة عربية

فشل مصر في اكتشاف كورونا يثير شكوكا حول جاهزيتها له

إعلان عدد من دول العالم قدوم مواطنيها من مصر مصابين بالفيروس أثار حالة من الجدل والهلع بمصر- أرشيفية
إعلان عدد من دول العالم قدوم مواطنيها من مصر مصابين بالفيروس أثار حالة من الجدل والهلع بمصر- أرشيفية

أثار إعلان دول مثل فرنسا وكندا استقبال مواطنين لهما من مصر أصيبوا بفيروس كورونا، حالة من الجدل والهلع في مصر، بسبب إما فشل وزارة الصحة في اكتشاف الفيروس أو محاولة إخفاء الأمر، وفي كلا الحالتين يشكل الأمر، بحسب مراقبين، خطرا داهما.

واعتبر نواب بلجنة الصحة بالبرلمان المصري إعلان وجود مصابين تواجدوا في مصر مؤخرا هو بمثابة "ناقوس خطر" يؤشر إلى أن وزارة الصحة تسير في الاتجاه الخاطئ، وأن الحجر الصحي تقاعس في إجراءات الوقاية.

وحذّر أطباء ومسؤولون سابقون في مجال الصحة من تغليب الحسابات السياسية والاقتصادية في أمور شديدة الحساسية كالأوبئة في بلد مثل مصر يصل عدد سكانه 100 مليون نسمة، ومن أكثر البلدان ازدحاما واكتظاظا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأكدوا، في تصريحات لـ"عربي21"، أن "مصر ستعلن عن إصابات بها عاجلا أم آجلا، وهو مؤشر واقعي على مدى عدم جاهزية مصر في مواجهة الفيروس، نتيجة الفشل الواضح في الإجراءات الوقائية داخل البلاد".

وفي أول رد فعل سلبي، هوت البورصة المصرية في منتصف تعاملات، الأحد، بأكثر من 12 في المائة، مع تزايد المخاوف من تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد المصري الذي يعاني الكثير من الأزمات، وخاصة القطاع السياحي رغم أنه بدأ يتعافى مؤخرا.

"خياران لا ثالث لهما"

وقال المتحدث السابق باسم وزارة الصحة المصرية، يحيى موسى، إن "أزمة الصحة في مصر مركبة ومعقدة للغاية، وتظهر هذه الأزمة بشكل صارخ عند مواجهة الحالات الطارئة كالأوبئة والكوارث الطبيعية، فمن جهة هناك تداعي حقيقي للبنية التحتية والتجهيزات الطبية، إضافة إلى عجز شديد في الكادر البشري المؤهل، نتيجة لضعف الرواتب وهجرة الأطباء الغير مسبوقة منذ 2017 تحديدا".

وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أكد موسى أن "البعد الآخر والأكثر خطورة هو تغليب الحسابات السياسية والاقتصادية في أمور شديدة الحساسية كالأوبئة التي تتعلق بحياة الملايين من الناس، فمن جهة تصر الحكومة المصرية على عدم وجود حالات إصابة بالفيروس، وهو أمر غير منطقي طبقا لخريطة انتشار الفيروس في الدول المجاورة، كما أننا لا يمكننا الجزم كذلك بوجود حالات مصابة دون إجراءات طبية معتمدة، فتبقى حالة اللايقين هذه، والتي تنذر بكارثة في أي وقت".

وأضاف: "نحن أمام احتمالين لا ثالث لهما، إما أن النظام ينكر وجود إصابات تجنبا للآثار السياسية والاقتصادية عليه، وهروبا من إظهار عجز المنظومة في التعامل مع الأزمات، أو أن المنظومة الصحية في مصر صارت من الفشل الفني والإداري للحد الذي تعجز معه عن اكتشاف الحالات، حيث أن ذلك يتطلب إضافة للمعاينة الأولية الحجر الصحي لمدة لا تقل عن أسبوعين لتأكيد الإصابة أو نفيها".

 

اقرأ أيضا: هكذا رفض إيرانيون إجراءات الوقاية من "كورونا" (شاهد)

"صورة ذهنية مضللة"

من جهته؛ أكد الوكيل السابق بوزارة الصحة المصرية، مصطفى جاويش، أن ما يجري هو "مؤشر واقعي على مدى جاهزية مصر في مواجهة فيروس كوفيد 19، ويبدو واضحا من اللحظة الأولى، حيث فشلت مصر في اكتشاف الحالات المصابة، وتم الإعلان عنها من قبل دول أخرى كالصين وفرنسا وكندا وتايوان بإجمالي نحو 11 حالة".

وأضاف جاويش لـ"عربي21"،: "اهتمت الحكومة المصرية بالمهرجان الإعلامي حول ما أطلقوا عليه اسم فض معسكر الحجر الصحي، حيث هرولت وزيرة الصحة ومعها الكاميرات والميكروفونات لتصوير اللقطة الإعلامية في الفندق العسكري بمحافظة مرسى مطروح الحدودية، والإعلان عن انتهاء الحجر الصحي للعائدين من الصين باعتباره إنجازا عالميا غير مسبوق".

وأردف: "خروج متحدث الصحة الإعلامي ليعلن بكل بساطة أن مصر خالية من فيروس كورونا، هو خطأ بالغ علميا وعمليا يؤكد التركيز المصري على بناء صورة ذهنية كاذبة وطمأنة الشعب بالتدليس عليه"، مضيفا "وحين تأكد للعالم كله وجود فشل حكومة مصر في تنفيذ أولى خطوات كشف الفيروس، خرجت وزيرة الصحة على الفضائيات مساء السبت لتمهد الأذهان لوجود كارثة وتعلن أن كورونا ليس ببعيد عن مصر ثم تقول باستخفاف بأن المرض غير مميت".

التعليقات (0)