طب وصحة

لتجنب كورونا.. إليك كل ما يجب معرفته عن "التباعد الاجتماعي"

أزمة كورونا تثير العديد من التساؤلات بشأن نمط الحياة اليومية- جيتي
أزمة كورونا تثير العديد من التساؤلات بشأن نمط الحياة اليومية- جيتي

نشر موقع شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا بين فيه أنه في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا، شدد مسؤولو الصحة على ضرورة ممارسة التباعد الاجتماعي، وذلك من خلال البقاء في المنزل، وتجنب الحشود، والامتناع عن لمس بعضهم البعض.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من أن العيش على هذا النحو قد يكون مليئا بالوحدة ومتعبا وحتى مخيفا، إلا أن ذلك يخدم المصلحة العامة، على حد تعبير دانييل أومباد، الأستاذة المساعدة في كلية الصحة العامة بجامعة نيويورك. وقد أكدت أومباد أن "الأمر مزعج، لكنه يتطلب منا أن نكون مواطنين صالحين. يجب أن يتعلم الناس كيف يفكرون في المجموعة لا الفرد".

لمساعدتكم على القيام بذلك، يقدم هذا التقرير إجابات على أبرز التساؤلات بخصوص التباعد الاجتماعي.

الحياة العامة

هل يمكنني الذهاب إلى متجر البقالة؟

وأكد أن متجر البقالة يعد من الأماكن العامة القليلة التي لا يزال بإمكانك الذهاب إليها. فقط كن استراتيجيًا حول هذا الموضوع. ويقترح الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت، الذهاب إلى المتجر عندما تشك في أن القليل من الناس سوف يتسوقون. قد يكون ذلك في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر. تأكد من غسل الفواكه والخضروات جيدًا بعد شرائها، وغسل يديك بعد لمس الصناديق وقبل تناول الطعام.

هل يمكنني طلب الوجبات الجاهزة؟

وأشار الموقع إلى أنه لا يوجد دليل على أن الفيروس يمكن أن يعيش في الطعام، لذلك يجب أن يكون ما تأكله آمنًا. مع ذلك، يقول الدكتور سانجاي جوبتا، كبير المراسلين الطبيين في شبكة سي إن إن، إنه من الأفضل تطهير الأوعية وغسل يديك بعد ذلك.


وفي الواقع، يساعد طلب الوجبات السريعة أيضًا المطاعم وسائقي التوصيل الذين قد يفقدون مصدر دخلهم أثناء الوباء. وتقترح الدكتورة سيلين غوندر، أخصائية الأمراض المعدية في مركز مستشفى بلفيو، الدفع والإيصال عبر الإنترنت وأن تطلب من موظف التوصيل ترك طعامك خارج الباب لتجنب التفاعل.

هل يجب أن أستخدم المواصلات العامة؟

ونصح الموقع بتجنبها إذا أمكن ذلك، إذ يمكن أن يزيد ركوب عربة مترو الأنفاق أو حافلة مزدحمة وذات تهوية سيئة من خطر الإصابة بالعدوى. وإذا كنت بحاجة إلى استخدام وسائل النقل العام للوصول إلى العمل، فاحمل مناديل معقمة لتنظيف المقاعد والأعمدة واغسل يديك بمجرد انتهاء رحلتك.

إذا كنت ما زلت بحاجة إلى العمل، كيف يمكنني الحفاظ على سلامتي؟

ومارس التباعد الاجتماعي بالقدر الذي يسمح به عملك. اغسل يديك باستمرار، وإذا كان عملك يقتضي ذلك، ارتد قناع الوجه.

هل يمكنني الذهاب إلى أي مكان؟

ونوه الموقع بأنه بإمكانك الذهاب إلى بعض الأماكن مثل محلات البقالة وعيادة الأطباء وبعض المناطق الخارجية. ولكن في الوقت الحالي، يعد البقاء في المنزل قدر الإمكان أفضل طريقة لخفض معدلات الإصابة، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.


ومن جهتها، أغلقت المطاعم وأماكن العبادة ودور السينما والأماكن الرياضية والمتاحف وغيرها أبوابها. لذلك من الأفضل تعليق رحلتك إلى هذه الأماكن حتى يقول مسؤولو الحكومة والصحة إنها آمنة للزيارة.

السفر

هل ما زال بإمكاني السفر؟

وفي معظم الظروف، لا يجب عليك السفر. ويمكن للطائرات والقطارات والحافلات والسفن السياحية أن تحمل الكثير من الناس في أماكن ضيقة لفترات طويلة من الزمن، ما يسبب انتقال الفيروس. وتوصي أومباد "إذا كنت ستذهب لقضاء إجازة، أقترح ألا تذهب. وبالتأكيد لا أقترح عليك زيارة عائلة مريضة أو مسنة. لكن بعض الناس ليس لديهم خيار". ولكن كلما قل عدد من يسافرون، أصبح العمال الأساسيون أكثر أمانًا.

الصحة

هل يجب أن أرتدي قناع وجه في الأماكن العامة؟

وأوضح الموقع أنه يمكن عدم ارتداء القناع، إذ تحافظ الأقنعة على عدم نشر الجراثيم التي تصدر من المرضى عن طريق السعال أو العطس في الهواء. لكنها لا تحمي الأشخاص الأصحاء من الاتصال بهذه الجراثيم. يجب على الأشخاص المرضى البقاء في المنزل وتجنب الاتصال الشخصي مع الآخرين إلى أن يشفوا. يمكن للمرضى وأولئك الذين يعيشون معهم ارتداء الأقنعة في المنزل إذا كان ذلك متاحًا.

هل يمكنني ممارسة الرياضة؟

وأكد الموقع أنه يمكن ممارسة الرياضة في الخارج أو في المنزل، ولكن زيارة صالة الألعاب الرياضية ليست فكرة جيدة. المسافة هي المفتاح. ويعد الجري المنعزل أو المشي أو ركوب الدراجة طرقًا جيدة للبقاء نشيطًا في الخارج، فقط حافظ على مسافة ستة أقدام على الأقل من الأشخاص الآخرين. في المنزل، يمكنك تنزيل مقاطع فيديو أو تطبيقات للتمارين الرياضية واتباع تعليماتها، علما بأنه عادةً ما يتم تصميمها بالقليل من المعدات.

هل يمكنني الذهاب إلى الطبيب أو طبيب الأسنان؟

وأورد الموقع أنه لا يمكنك ذلك إلا إذا كان لديك موعد عاجل أو كنت تطلب المساعدة بسبب أعراض فيروس كورونا. وتقول الدكتورة كارلا بيريسينوتو، الأستاذة المساعدة في قسم الطب بجامعة كاليفورنيا- سان فرانسيسكو، إنه من الأفضل إلغاء أي مواعيد أو إجراءات اختيارية ليست حاسمة.

وإذا كان لديك موعد حاسم، فاسأل مقدم الخدمة عن مواعيد الخدمات الصحية عن بعد التي لا تتطلب منك التوجه إلى العيادة. إذا كنت تعتقد أنك تعاني من أعراض فيروس كورونا المستجد، فاتصل بطبيبك قبل الذهاب إلى العيادة حتى لا تعرّض نفسك والآخرين لخطر الإصابة بالعدوى.

العائلة والأصدقاء

هل يمكنني زيارة أفراد العائلة المسنين؟

وشدّد الموقع على ضرورة تجنب القيام بذلك. فالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى الخطيرة لفيروس كورونا المستجد، وقد تصيبهم عن غير قصد. أفضل شيء يمكن أن يفعله كبار السن هو البقاء في المنزل بعيدًا عن الآخرين قدر الإمكان. ابق على اتصال بهم عبر الهاتف أو عن طريق مكالمات الفيديو. إذا كانوا يعيشون في مكان قريب، ساعدهم في إحضار البقالة أو الأدوية التي قد يحتاجون إليها أثناء تواجدهم في المنزل.

هل يمكن لأصدقائك القدوم؟

لابد من تجنب ذلك. قالت أومباد إن الزيارات ليست فكرة رائعة في الوقت الراهن، حتى لو كانوا أصدقاءك. ومن جهتها، تتحدث أومباد مع زملائها وأصدقائها على تطبيق "زوم"، وهي خدمة مؤتمرات الفيديو، حيث تطهو وصديقاتها معًا ويتحدثن عن أيامهمن. وتؤكد أومباد أن "التباعد الاجتماعي لا يعني العزلة الاجتماعية. فالمحافظة على روابطنا الاجتماعية مهم للغاية".

هل يمكنني جدولة مواعيد اللعب لأطفالي؟

أشار الموقع إلى أن الأطفال لا يعتبرون من المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن بإمكانهم نشر الفيروس. وقد لا يلتزم الأطفال بمسافة ستة أقدام أو قواعد غسل اليدين المستمرة لذلك يجب إبعادهم عن بعضهم البعض.

يقول الدكتور عساف بيتون من مركز للابتكار الصحي أدريان بيتون: "نحن نعلم أن الأطفال يلمسون بعضهم البعض، لذا فنحن نريد حقًا أن نكون واعين بشأن تقليل التواصل بين الأشخاص لتجنب أي انتشار محتمل للعدوى".

أين يمكن لأطفالي اللعب؟

لا بأس بالخروج لكن يجب الإشراف على أطفالك للتأكد من أنهم يحافظون على مسافة بينهم وبين الأطفال الآخرين. وأفادت أومباد بأنه إذا لم يكن لديك فناء خلفي فإن اصطحابهم إلى الحدائق الكبيرة، حيث يمكنك الحفاظ على مسافة كبيرة من العائلات الأخرى، يعتبر فكرة جيدة. ولكن تجنب الملاعب، حيث توجد الجراثيم على المنزلاقات والمراجيح.


هل يمكنني اصطحاب أطفالي إلى الحضانة؟

أورد الموقع أنه إذا كان هذا خيارك الوحيد، فعندئذ نعم يمكنك اصطحابهم إلى الحضانة. ولكن قبل فعل ذلك، يجب الاتصال بمركز الحضانة أو رؤية الموظفين للتأكد من أنهم ينفذون تدابير التباعد الاجتماعي. وإذا كنت بحاجة ماسة لرعاية الأطفال، فاطلب من أحد أفراد الأسرة الأصحاء أن يراقب طفلك ويحافظ على تدابير تباعد مناسبة. أما إذا كنت تعمل مع جليسة أطفال أو مربية عادية، فاحذر. يجب أن يحافظوا على صحتهم، لكنهم قد يعرضون أنفسهم للخطر أثناء الانتقال إلى العمل.

هل أحتاج إلى ترك مسافة بيني وبين طفلي؟

ربما لا، على حد قول أومباد، ما لم تظهر على أي منكما أعراض المرض. في معظم الظروف، إذا كنت تعيش أنت وطفلك في نفس المنزل، فلن تحتاج إلى الحفاظ على مسافة ستة أقدام. ولكن قلل من الاتصال الجسدي المفرط قدر الإمكان.

إذا كان أحد أفراد عائلتي أو زميلتي في السكن يعمل في الرعاية الصحية، فهل أحتاج إلى الابتعاد عنه؟

نوه الموقع بأن العاملين في مجال الرعاية الصحية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، لذلك من الحكمة الابتعاد عنهم. وفي تغريدة لها، قالت عالمة الأوبئة في جامعة إيموري، راشيل باتزر، إن زوجها طبيب يعالج مرضى فيروس كورونا المستجد لذلك انتقل إلى المرآب لتجنب إصابة أطفالهم الصغار.

وحيال هذا الشأن، كتبت "من الصعب رؤية صور كل هؤلاء الأشخاص في الحانات والمطاعم يتواصلون اجتماعيا متجاهلين توصيات التباعد الاجتماعي، بينما يخاطر زوجي والعديد من العاملين الآخرين في مجال الرعاية الصحية بحياتهم لعلاج المزيد من المرضى. من فضلكم خذوا هذا الوباء على محمل الجد".

كم من الوقت يتعين علينا أن نحافظ على التباعد الاجتماعي؟

ذكر الموقع أن ذلك يمكن أن يدوم ربما لعدة أشهر. ولكن قد يتعين علينا القيام بذلك مرارًا وتكرارًا، حيث يمكن أن يتفشى الفيروس في شكل موجات. وفي هذا السياق، تقول أخصاصية الأمراض المعدية غوندر إن البحث الذي أجرته كلية لندن الإمبراطورية "يشير إلى أنه يجب عليك اتخاذ مثل هذه الإجراءات لمدة خمسة أشهر بحزم".

وأضافت غوندر أنه "بعد ذلك قد تكون قادرًا على الاسترخاء لفترة. لكننا نتطلع بشكل أساسي إلى القيام بذلك مرارًا وتكرارًا، حتى بعد فترة خمسة أشهر من التباعد الاجتماعي الصارم، من أجل كبح جماح انتشار الحالات إلى أن نجد لقاحا".

التعليقات (0)