صحافة دولية

بوليتكو: كيف يوظف ترامب كورونا في حملته الانتخابية؟

بوليتكو: ترامب يريد الظهور كمن يحارب كورونا وينسب الفضل لنفسه- جيتي
بوليتكو: ترامب يريد الظهور كمن يحارب كورونا وينسب الفضل لنفسه- جيتي

نشر موقع "بوليتيكو" مقالا تحليليا للكاتبة نانسي كوك، تقول فيه إن الرئيس دونالد ترامب يريد هزيمة فيروس كورونا، لكنه يريد في الوقت ذاته نسبة النصر في ذلك إلى نفسه، خاصة أن اهتمامه منصب على الحملة الانتخابية الرئاسية.

 

وتقول كوك في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن "الرئيس قضى يومي السبت والأحد في مؤتمرات صحافية، راوح فيها بين تقديم نفسه بصفته زعيما متعاطفا ورئيسا في وقت الحرب بعدما انتشر فيروس كورونا في الولايات المتحدة".

 

وتستدرك الكاتبة بأنه "قبل هذا كله فإنه يريد أن ينسب الفضل إلى نفسه، الفضل لأنه منع السفر من الصين، والفضل لأنه تخلى عن المال وضحى من أجل الوصول إلى منصب الرئيس".

 

وتلفت كوك إلى أنه "في مؤتمرين صحافيين استمرا مدة 3 ساعات مدح الرئيس إدارته (للتعبئة غير العادية في حربنا ضد الفيروس)، واستخدم كلمات فيها مبالغة عندما ناقش الجهود لمواجهة نقص معدات الفحص ورزمة التحفيز الاقتصادية التي تناقش في الكونغرس، وبالغ في وصف حالة الطوارئ الوطنية التي أعلن عنها قبل أسبوع".  

 

وتذكر الكاتبة أن ترامب أخبر الصحافيين، قائلا: "لا يوجد شيء مثل الذي نقوم بعمله في (الكابيتال) هيل الآن"، مشيرة إلى أنه قدم الطمأنينة والأمل للأمريكيين، قائلا: "لا يوجد أمريكي وحيدا طالما اتحدنا" في تلميح لحملته الانتخابية، ثم هاجم الإعلام، ووصف التضحيات التي قدمها، بصفته رجلا غنيا عندما قرر الترشح للرئاسة. 

 

وتبين كوك أن "المؤتمرين الصحافيين لترامب يقدمان رؤية عن التحديات التي تواجه ترامب وهو يحاول إرضاء البلد والظهور بمظهر من يسيطر على الوضع، والحديث في الوقت ذاته عن مظلوميته، ومن هنا فإن النبرة التي يستخدمها ترامب ستكون ضرورية لإعادة انتخابه مع تحول أزمة فيروس كورونا لأكبر تحد يواجه رئاسته منذ انتخابه قبل ثلاثة أعوام ونصف، وأصبحت مؤتمراته الصحافية بمثابة حملة انتخابية وليست مجرد وقفات حتى يتراجع خطر الفيروس، وتحولت بهذه الطريقة لطريقة للتواصل مع الرأي العام وقاعدته الانتخابية". 

 

وتستدرك الكاتبة بأنه "رغم ارتفاع شعبيته لطريقة تعامله مع الأزمة، إلا أن إغلاق الاقتصاد شبه الكامل، والجدل حول نقص المعدات الطبية سيفرضان مشكلات ستظهر آثارها في الأسابيع والأشهر المقبلة". 

 

وينقل الموقع عن كريغ فوغات، الذي أدار وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية في ظل إدارة باراك أوباما من 2009- 2017، قوله: "في أثناء هذا الحدث فإننا نحتاج إلى حقائق قوية وصريحة بدلا من التطمينات الكاذبة المغلفة بالسكر أو محاولة تقديمها بأفضل طريقة"، وأضاف: "لا أهتم بشعبيتك.. هذا ليس متعلقا بنا لكنه مرتبط بعدد الناس الذين يمكننا إنقاذهم، وتحول الأمر إلى حساب قاس، وهل يمكننا الحفاظ على عدد الوفيات في أدنى مستوى". 

 

وتفيد كوك بأن "خطاب الرئيس نهاية هذا الأسبوع ناقض قدرة البلد على فحص الأمريكيين بحثا عن المصابين بالفيروس، وبعد شهر من ظهور أول حالة داخل البلاد في كاليفورنيا، وقضى الأطباء والممرضون وعمال الصحة وقتهم وهم يطالبون الحكومة بتوفير الأقنعة الطبية والملابس الواقية لتأمين سلامة العاملين في القطاع الطبي من عدم الإصابة، وحذر القادة المحليون من إمكانية حدوث نقص حاد في الأسرة في المستشفيات وأجهزة التنفس لمعالجة أعداد من الحالات الجديدة". 

 

وتذكر الكاتبة أن ترامب حاول مواجهة هذه المزاعم من خلال الإعلان نهاية الأسبوع عن نية إدارته إرسال آلاف من الأقنعة الطبية وملابس واقية وأجهزة تنفس للولايات التي ضربها الفيروس بشدة، من بينها كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن، وتم إرسال سفينتين حكوميتين إلى نيويورك والساحل الغربي لتكونا بمثابة مستشفى، بحسب قول الرئيس ليلة الأحد.

 

وتنوه كوك إلى أن هذه الإعلانات جاءت بعد فشل ترامب والمسؤولين الكبار في إدارته في الإجابة على الأسئلة المباشرة، يومي السبت وصباح الأحد في المؤتمرات وفي البرامج الحوارية والإخبارية، عن توفر أجهزة الفحص الجديدة التي كانت الإدارة تأمل بتوفرها في الأسابيع المقبلة، أو تحديد المدى الزمني حول قيام الحكومة الفيدرالية بتوفير الأقنعة الطبية لعمال الصحة.

 

ويورد الموقع نقلا عن مدير لجنة إدارة الطوارئ الفيدرالية، بيتر غاينور، قوله في تصريحات لشبكة "سي أن أن": "هذه عملية دينامية ومرنة"، عندما ضغط عليه لتحديد المدة الزمنية، وقال: "منذ أن كلف الرئيس اللجنة قبل خمسة أيام لإدارة العمليات الفيدرالية، ومنذ مجيئي إلى هنا، ونحن نشحن بشكل مستمر من المخازن الفيدرالية، ومرة أخرى ربط الحكام الذين يحتاجون للإمدادات مع الحكام الذين يملكونها والقطاع التجاري". 

 

وتنقل الكاتبة عن المسؤولين في البيت الأبيض، قولهم إنهم يعملون ساعات إضافية لتوفير اللوازم الطبية، وتحرير ميزانيات الحكومات الفيدرالية، وتسهيل شحن المواد إلى المدن والولايات التي تحتاجها، مشيرة إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض قالوا إن الولايات والمسؤولين الصحيين المحليين مسؤولون عن متابعة وتحديد المواد الطبية التي تشتد الحاجة إليها، وقالوا إن الحكومة الفيدرالية لا يمكنها حل المشكلات كلها.  

 

ويذكر الموقع أن الرئيس وصف الوضع بشكل أخف عندما قال إن الحكومة الفيدرالية موجودة لخدمة الولايات، وليس لإملاء استراتيجية، لكنه قدم هذه التعليقات في الوقت الذي ظل يقدم فيه نفسه على أنه من يقود جهود الإدارة في الرد على الأزمة، مشيرا إلى قول المسؤولين الصحيين إن إدارة ترامب تحاول اللحاق بالركب بعدما تأخرت في الرد وبقوة على الفيروس في الأيام الأولى. 

 

وتنقل كوك عن مسؤول سابق، قوله إن الإدارة كانت أمامها فرصة أفضل لو بدأ المسؤولون باتخاذ مواقف حاسمة في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، وقد أعلنت الصين عن أول وفاة في 11 كانون الثاني/ يناير. 

 

وتورد الكاتبة نقلا عن البيت الأبيض، قوله إنه اتخذ إجراءات في ذلك الوقت، مشيرا إلى قرار منع المسافرين من الصين، والإعلان عن حالة طوارئ في 31 كانون الثاني/ يناير.

 

ويستدرك الموقع بأن النقاد قالوا إن البيت الأبيض لم يلتزم برسالة موجزة حول خطورة الوباء على الرأي العام الأمريكي وكيفية مواجهته، فأرسل ترامب رسائل مشوشة حول اللقاح ضد الفيروس، وحاول الإشارة إلى قانون الإنتاج الدفاعي الذي يمكن للرئيس من خلاله دعوة الصناعات لتحويل خط الإنتاج في وقت الأزمة.

 

وتشير كوك إلى أن "إدارته تقول إنها لم تجبر الشركات على توفير الإمدادات الطبية، وأنها تتعاون طوعيا، ومن هنا فإن الرسائل المشوشة والنقاش حول من ينسب إليه الفضل يؤثر على النتيجة". 

 

وتختم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى قول المسؤول السابق في إدارة أوباما، فوغات: "نحتاج للتخلي عن النقاش حول من فعل هذا ومن قام بعمل جيد أو سيئ، ويجب أن نركز على تخفيض عدد الموتى، ونحن عالقون في نقاش حول من فعل هذا، وهذا موضوع كبير للجنة لتراجعه في المستقبل.. يجب أن يكون كل شيء الآن هو ما سنفعله غدا وبطريقة مختلفة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)