صحافة دولية

صحيفة: روسيا تعاني أزمة داخلية بفعل كورونا وأسعار النفط

الصحيفة قالت إن روسيا تأثرت بالصراع الصيني الروسي- CC0
الصحيفة قالت إن روسيا تأثرت بالصراع الصيني الروسي- CC0

نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن مواجهة روسيا العديد من المشاكل الداخلية في خضم الأحداث الجارية والتغييرات التي يشهدها العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا، وأزمة أسعار النفط بالتزامن مع توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الصين شرعت علانية في التوسع من خلال الإعلان عن الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي مقاطعةً تابعة لها، إلى جانب شراء ولاء موسكو من خلال زيادة مشتريات النفط الروسي بنسبة 33 بالمئة تقريبا، مشيرة إلى أنه في حال تفاقم التوتر في العلاقات الأمريكية الصينية، ستطلب بكين الولاء الكامل من جيرانها الأضعف.


وأكدت الصحيفة أن بكين تعتبر آسيا الوسطى منطقة ذات مصالح حيوية، مما يعني أن وجود "خصم محتمل" أمر غير مقبول سواء عسكريا أو سياسيا.

 

اقرأ أيضا: روسيا تهدد برد "نووي" على أي هجوم أمريكي

وأشارت الصحيفة إلى أن بكين تعمل على توسيع مجال نفوذها من خلال تشكيل ائتلاف، خاصة مع التراجع الجزئي لمجال النفوذ الروسي، ووفقا لبعض البيانات الرسمية (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا وأستراليا ونيوزيلندا)، كانت الصين تدرك في أوائل كانون الأول/ ديسمبر قدرة فيروس كورونا على الانتقال من شخص لآخر.


وتجدر الإشارة إلى أنه تم تدمير جميع الأدلة التي تؤكد ذلك بأوامر من القيادة العليا في الصين، وفي هذا السياق، ذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن هناك "العديد" من الأدلة التي تؤكد أن الفيروس صنع في ووهان. وفي حال تم تأكيد هذه المعلومات، ستقف جميع البلدان المتأثرة بالفيروس ضد الصين، أي العالم كله تقريبا، باستثناء الدول المتحالفة معها.


وأوضحت الصحيفة أن الصراع الرئيسي سيكون بين الولايات المتحدة والصين، علما بأن واشنطن تدرس بالفعل طرق ضرب الصين بأقسى طريقة ممكنة، وحتى الآن، هناك خياران: إما حرمان الصين من الحصانة السيادية ومن ثم مقاضاتها أو إلغاء الدين الأمريكي للصين، لكن لن يستفيد ترامب من هذين الإجراءين، ومن الواضح أن ترامب يعتزم استعادة "القوة السابقة" للولايات المتحدة، التي تستوجب احتواء "التنين الصيني"، الذي أصبح مؤخرا قويا جدا وبدأ في المطالبة بالهيمنة على العالم.


وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب بين الولايات المتحدة والصين في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية لن تمر دون أن يلاحظها العالم بأسره. وفي الوقت نفسه، يفهم الأمريكيون أنه من المرجح أن ينجو اقتصادهم من الحرب مع الصين (ليس الحرب التجارية فقط). أما بالنسبة لدول أخرى، خاصة في ما يتعلق بالسلع الأساسية، فإن التوقعات تبدو أكثر تشاؤما خاصة بالنسبة لدول مثل روسيا.


وأكدت الصحيفة أن روسيا لن تواجه مشاكل على الصعيد الاقتصادي فحسب. ففي الحقيقة، إن التوترات بين "النسر" الأمريكي و"التنين" الصيني بدأت تتخذ منحى خطيرا. وبطبيعة الحال، سيؤثر ذلك على روسيا بشكل كبير، لأنها ستكون عاجزة عن اتخاذ موقف محايد، ومن المنطقي أن تتحالف روسيا مع الصين، ولكن هذا الخيار سيكون محفوفا بالمخاطر، خاصة أن السياسة الخارجية الصينية توسعية أكثر مما يمكن التوقع.

 

اقرأ أيضا: نوفاك يتوقع تراجع إنتاج روسيا النفطي 10 ملايين برميل يوميا

وذكرت الصحيفة مثالا على ذلك بالقول، إنه في حال تقاعست روسيا عن دعم الصين، فإن سيبيريا والشرق الأقصى سيصبحان مقاطعتين صينيتين. وعند التحالف مع الصين، يجب الالتزام تماما بالخطة المتفق عليها، ولكن نظرا لضعف الاقتصاد الروسي من الخطر جدا التنبؤ بما يمكن أن يحدث.


وأوردت الصحيفة أن الوضع بات أكثر تعقيدا، خاصة أن النخبة الحاكمة في روسيا منقسمة بين قسم "مؤيد للصين" وآخر "مُوالٍ للغرب"، وبطبيعة الحال، سيتصاعد الصراع بينهما بجدية ليصل إلى مرحلة حرجة.


ولفتت الصحيفة إلى أن عدم اليقين السياسي ينطوي على مخاطر كبيرة للنظام، في حين يمكن أن تتسبب التدابير التقييدية الناتجة عن فيروس كورونا في أزمة اقتصادية، مما يهدد بتكرار أزمة التسعينات، كما أن هذه الأزمة العالمية تضع اقتصاد السلع الروسية في وضع غير مريح، مما يجبر روسيا على الاعتماد على الصين.


وفي الختام، نبهت الصحيفة إلى أن ما ستواجهه روسيا من مصاعب خلال الأوقات القادمة نتيجة هذه الفوضى يظل موضع تساؤل. ولكن الأمر المؤكد هو أن التغيير أمر لا مفر منه. وتوحي جميع المؤشرات بأن المستقبل القريب لن يكون أفضل.

التعليقات (2)
ناقد لا حاقد
الأربعاء، 06-05-2020 11:29 م
دول تنفق على السلاح اكثر من على الصحة و البحث العلمي ، دول تعتمد على نفس المداخيل بدون تنويع ، دول تمارس الارهاب خارج حدودها و نسيت الامن الصحي الحيوي ، النتيجة كارثة
أحمد أحمد
الأربعاء، 06-05-2020 08:08 م
هل إنكشفت عوراتهم و بان ضعفهم بسبب هذا الوباء ،روسيا القوية و التي تنافس الولايات المتحدة و الصين على النفوذ و الهيمنة في العالم جربت حظها و لا زالت في سوريا و ليبيا فهي لم تجد إلا هذين البلدين لتظهر قوتها للعالم و تؤكد وجودها إلا أنها أضعف من فيروس و إقتصادها أضعف من إقتصادات بعض دولنا التي تعتمد على النفط ،ربي لم يبقى لنا إلا الدعاء فارفع عنا الوباء و هيمنة هذه الدول و قد كشفت لنا ضعفها فقط بهذا الفيروس. الذي بعثر الكثير من الأشياء و المسلمات التي كنا نحسبها بمثابة القوانين الثابتة، إن هذه - الفوضى الخلاقة - التي كرسها هذا الوباء بدءت تظهر نتائجها و التي لها ما بعدها