ملفات وتقارير

هل يستطيع الأسد ملاحقة أموال قريبه "مخلوف" خارج سوريا؟

منعت سلطات النظام السوري رامي مخلوف من مغادرة البلاد- لو موند
منعت سلطات النظام السوري رامي مخلوف من مغادرة البلاد- لو موند

رفع نظام الأسد من ضغوطه على رجل الأعمال رامي مخلوف، إذ منع الأخير من مغادرة سوريا، وكذلك ألغى النظام تراخيص شركتين أمنيتين، وهما شركة "ألفا للحماية والحراسة والأنظمة الأمنية المحدودة المسؤولية"، وشركة "فالكون للمنظومات والخدمات الأمنية المحدودة المسؤولية".

ويعتقد أن الشركتين مملوكتان من قبل رامي مخلوف، وذلك في تصعيد جديد، بعد أيام من إعلان النظام عن حجز احتياطي على أموال رامي مخلوف وزوجته وأولاده، بذريعة تهربه من تسديد المبالغ المترتبة عليه لصالح الدولة.

وبحسب اقتصاديين تحدثت إليهم "عربي21" فإن الصراع بين الأسد ومخلوف انتقل الآن لأموال الأخير خارج البلاد، ما يثير تساؤلات عن قدرة نظام الأسد على الاستحواذ على أموال مخلوف خارج سوريا.

وفي تعليقه على ذلك، أوضح الباحث بالشأن الاقتصادي، يونس الكريم، أن نظام الأسد يستطيع ملاحقة أموال مخلوف في بلدان محددة، وتحديدا تلك التي تربطه بحكوماتها علاقات سياسية واقتصادية.

 

اقرأ أيضا: السلطات السورية تمنع رامي مخلوف من مغادرة البلاد

وقال لـ"عربي21"، قد يستطيع النظام ملاحقة أموال مخلوف في لبنان، والإمارات، نظرا للعلاقة "الجيدة" مع الدولتين، مستدركا: "قد لا تدخل الإمارات في هذا الصراع، وربما قد يتم الطلب من مخلوف مغادرة الإمارات في أبعد الأحوال".

وانتقالا إلى لبنان، وبحسب مصادر إعلامية اقتصادية، فإن اسم مخلوف يرتبط بالعديد من المشاريع الاستثمارية والتعليمية، ومنها شركة "الشرق الأوسط للقانون"، وشركة فاتكس اللبنانية السورية، والمتخصصة بتجارة وتصنيع الأدوية، وكذلك مدرسة الشويفات الدولية.

ماذا عن الأموال في بقية الدول؟

يرد الكريم بالقول: "لا يستطيع النظام ملاحقة استثمارات مخلوف لكونها غالبا مسجلة بأسماء وهمية، وذلك لتجنب العقوبات الأمريكية والأوروبية، التي أدرجت اسم مخلوف على قائمتها".

وتابع بأن لمخلوف علاقات اقتصادية قوية جدا مع معظم أثرياء العالم ومكاتب المحاماة والعلاقات العامة، وكل ذلك يعيق أي تحرك قد يقوم به نظام الأسد.

ورأى أنه "لا حل للنظام سوى مصالحة مع رامي مخلوف".

تجارب سابقة

ومتفقا جزئيا مع الكريم، قلل الخبير الاقتصادي السوري، سمير طويل من فرص نظام الأسد في استرداد أموال مخلوف في الخارج، وقال لـ"عربي21": "لنا تجارب سابقة، فالنظام لم يستطع تحصيل أموال باسل الأسد شقيق رئيس النظام، المودعة في البنوك الأوروبية بعد وفاته في العام 1994، بحادث سير على طريق مطار دمشق الدولي".

 

اقرأ أيضا: FT: صراع مخلوف والأسد.. من سيكون الخاسر بينهما؟

وتابع طويل: "كذلك لم يستطع نظام الأسد فعل شيء مع أموال شقيق حافظ الأسد، رفعت في فرنسا وإسبانيا".

وقال:"إن استرداد الأموال بحاجة إلى علاقات واتفاقيات، لا يملك الأسد منها شيئا البتة".

يذكر أن الخلاف بين آل الأسد ورجل الأعمال قريب العائلة (مخلوف)، لا زال يتصاعد، وذلك بعد خروجه للعلن، منذ مطلع الشهر الجاري، على خلفية الخلاف على ضرائب فرضها النظام على شركة "سيرتيل" للاتصالات الخلوية، المملوكة لمخلوف.

التعليقات (0)