صحافة دولية

صحيفة روسية: يجب أن يعترف الكرملين بالخسارة في ليبيا

الصحيفة قالت إن حفتر فقد أهم المواقع الاستراتيجية في ليبيا- صفحة تابعة لحفتر
الصحيفة قالت إن حفتر فقد أهم المواقع الاستراتيجية في ليبيا- صفحة تابعة لحفتر

نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية مقال رأي للكاتب زاور كراييف، تحدث فيه عن إعلان القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني عن نجاحها في السيطرة على مواقع رئيسية في جنوب وغرب ليبيا.


وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني تمكنت منذ وقت ليس ببعيد من دحر القوات الموالية لحفتر من طرابلس، وانتقلت في مرحلة موالية لبسط سيطرتها على مدن أخرى.


وأضاف الكاتب أن القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني تمكنت من السيطرة على مدينة ترهونة، الواقعة على بعد أقل من مائة كيلومتر عن طرابلس، وتحركت بعد ذلك نحو مدينة سرت.


وعن مواقع حفتر السابقة قالت، تمكن حفتر من السيطرة على مساحات شاسعة، لكن مع اقترابه من طرابلس، انخفض عدد الوحدات الداعمة له بشكل كبير إما بسبب الصراع الداخلي أو انضمام البعض إلى مجموعات أكثر قوة.

 

اقرأ أيضا: الجيش الليبي يواصل عملياته بسرت ويكبّد حفتر خسائر فادحة

وذكر الكاتب أنه بفضل العلاقات الجيدة التي تربطه بالغرب وآسيا، تمكن السراج في وقت قصير من نقل وزرائه إلى طرابلس واكتساب جناح عسكري. بعد ذلك، عمل السراج على تطوير هذا الجناح وتحويله إلى جيش قادر على المواجهة، على الأقل على المستوى المحلي، الأمر الذي أثار خوف حفتر وجعله يسارع للسيطرة على طرابلس. وتماما مثل سيناريو الحرب الأهلية السورية، تدخلت العديد من الجهات الدولية الفاعلة في الصراع الليبي.


ولم تكتف أنقرة بدعم السراج سياسيا فقط، بل تجاوزت ذلك بالإعلان عن دعمها الكامل لحكومة الوفاق الوطني. وإلى جانب الأسلحة، أرسلت تركيا مقاتلين إلى ليبيا بانتظام، ونتيجة لذلك، تمكن السراج من التصدي لمحاولات حفتر للسيطرة على طرابلس. لكن حفتر لم يكن يقف لوحده في وجه تركيا والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، بل كان يتلقى الدعم من عدد من الدول العربية، مثل مصر والإمارات.


وأشار الكاتب إلى أن العديد من المصادر تطرقت إلى الدعم الذي يحظى به حفتر من طرف روسيا. ورغم عدم ورود معلومات تؤكد إرسال شحنات أسلحة روسية إلى ليبيا، غير أن موسكو اتهمت في العديد من المناسبات بالتدخل في الصراع. بالإضافة إلى ذلك، يقاتل المئات من المرتزقة من عدد من البلدان الأفريقية إلى جانب القوات الموالية لحفتر.


وأضاف الكاتب بأن حفتر فقد أهم المواقع الاستراتيجية في ليبيا، رغم الدعم الذي يتلقاه. وكان ممثلو القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني قد أبلغوا في وقت سابق عن انسحاب قوات حفتر والمرتزقة التي تقاتل إلى جانبه. في الوقت نفسه، نفّذت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني هجمات في جنوب البلاد وفي مواقع حقول النفط بدعم نشط من الأتراك.


وأوضح الكاتب أن المعركة الواقعة في أيار/ مايو تسببت في تدمير العديد من الأنظمة الجوية من طراز "بانتسير- إس1" جراء الهجمات التي نفذتها الطائرات المسيرة التركية من طراز "بيرقدار". ومن الواضح أن حفتر أصبح اليوم بلا حماية أمام الهجمات الجوية.

 

اقرأ أيضا: NYT: مبادرة مصر محاولة لتقليل خسائر حفتر بعد هزائمه المدوية

وتابع: "في الحقيقة، لا يخدم تراجع حفتر مصالح روسيا، لكن العديد من الإجراءات السابقة تبين أن روسيا تدعم حفتر لأسباب مازالت مجهولة. وفي حال لا زالت روسيا تأمل تحقيق مكاسب في المنطقة، فإنه يتوجب عليها تغيير سياستها في ليبيا".


وبين الكاتب أن روسيا فوتت لحظة إضفاء الشرعية على حفتر في أعين المجتمع الدولي، وربما يرجع ذلك إلى دعم القوى الرئيسية في الساحة الدولية لفايز السراج، وقد كان لتركيا يد في ذلك، حيث شوهت صورة حفتر بمساعدة العديد من وسائل الإعلام ولطالما سُلط الضوء على علاقته مع الروس.


وتعترف العديد من الأطراف المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع الليبي بأن حفتر مجرم حرب. وبناء على ذلك، لا يعد دعم حفتر الخيار الأفضل بالنسبة لروسيا، إذا ما أخذت بعين الاعتبار أنه عمل لفترة طويلة لصالح المخابرات الأمريكية، ما يخلق مخاطر معينة للكرملين.


وأضاف الكاتب أن روسيا غير مستعدة لمغادرة ليبيا حاليا، وإلى جانب العمليات العسكرية، من المهم أن تقود روسيا بعض المهام الدبلوماسية، خاصة أن تقديم بعض التنازلات في ليبيا من شأنه أن يضمن لها فرصة ترسيخ نفوذ أكبر في إدلب. في المقابل، أبرم أردوغان اتفاقية مع السراج لبيع النفط الليبي عبر تركيا. وهذا يعني أن الآفاق أمام موسكو في ليبيا غير واعدة على عكس الوضع في سوريا.

التعليقات (0)

خبر عاجل