سياسة عربية

مفاوضات "السد" تتعثر مجددا.. مصر تبحث "خيارات سياسية أخرى"

وزير الخارجية المصري قال إن بلاده ستبحث خيارات سياسية أخرى لمشكلة السد- جيتي
وزير الخارجية المصري قال إن بلاده ستبحث خيارات سياسية أخرى لمشكلة السد- جيتي

منيت مفاوضات سد النهضة الأخيرة بتعثر جديد، في أعقاب فشل الاجتماع الذي احتضنته الخرطوم على مدار نحو أسبوع، بمشاركة إثيوبيا، والسودان، ومصر، في التوصل لحل يرضي كافة الأطراف بشأن ملء السد.


ودفع التعثر الجديد القاهرة إلى إعلان عدم قدرة هذا المسار التفاوضي على إنجاز حل كسابقه في واشنطن.


ونهاية شباط/ فبراير الماضي، وقعت مصر بالأحرف الأولى، على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة برعاية واشنطن ومشاركة البنك الدولي.


واعتبرت القاهرة هذا الاتفاق "عادلا"، وسط رفض إثيوبي، وتحفظ سوداني، وإعلان مصري في منتصف مارس/آذار الماضي، عن توقف المباحثات مع إثيوبيا.


وبدأت السودان، جولة جديدة في مايو/أيار الماضي، لاستئناف المفاوضات مع مصر والسودان، أسفرت عن 7 اجتماعات على مدار أسبوع، قبل أن تنتهي الأربعاء .


وطيلة الاجتماعات السابقة برزت، بيانات مصرية تؤكد "تعنت إثيوبيا" في المفاوضات وعدم التفاؤل بإنجاز اتفاق، وفق بيانات لوزارة الري المشارك الرئيسي بالمفاوضات.


وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، في بيان الاثنين أن بلاده ستضطر لبحث "خيارات سياسية أخرى تكون قادرة مسؤولة"، للحيلولة دون اتخاذ إثيوبيا إجراء أحاديا بشأن سد "النهضة" يؤثر على حقوق مصر المائية.

 

اقرأ أيضا: صحيفة روسية: الحرب حتمية بين مصر وإثيوبيا

بينما قال وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندارغاشيو، في تصريحات صحفية الثلاثاء، إن مصر "جاءت إلى المباحثات بموقفين، التفاوض وفي الوقت ذاته توجيه اتهامات لإثيوبيا، وعرقلة المفاوضات، تريد كل شيء لصالحها دون الاستعداد لتقديم أي شيء".


ورفض التنازل عن حقوق بلاده في استكمال السد، متهما مصر بالتسبب في تعثر المباحثات الثلاثية مع السودان حول سد النهضة.


وقبلها بيوم، أعلن وزير الري السودان، ياسر عباس، في مؤتمر صحفي، عن بروز خلافات بين الدول الثلاث، السودان ومصر وإثيوبيا، في الجوانب القانونية المتعلقة بشأن اتفاق سد النهضة.


وجاء اجتماع الأربعاء الحاسم والأخير، ليقضي على مسار السودان لحل الأزمة، عقب إعلان مصر إنهاء المفاوضات بسبب رفض إثيوبيا إبرام اتفاقية ملزمة للدول الثلاث، ورفض مقترح سوداني بحل الخلافات عبر مستوى رؤساء الوزراء.


وقال وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، في بيان الأربعاء: "مفاوضات سد النهضة التى أجريت على مدار الفترة الماضية لم تحقق تقدما يذكر".


وأشار إلى أن "إثيوبيا رفضت أن تقوم الدول الثلاث بإبرام اتفاقية ملزمة وفق القانون الدولي، وتمسكت بالتوصل إلى مجرد قواعد إرشادية يمكن تعديلها بشكل منفرد".


وأضاف: "رفضت إثيوبيا الموافقة على أن يتضمن اتفاق سد النهضة آلية قانونية ملزمة لفض النزاعات".


وأكد أن "إثيوبيا اعترضت في ختام اجتماعات وزراء الري على اقتراح بأن تتم إحالة الأمر إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث كفرصة أخيرة للنظر في أسباب تعثر المفاوضات والبحث عن حلول للقضايا محل الخلاف، مما أدى إلى إنهاء المفاوضات".


وفي وقت سابق الأربعاء، كان التفاؤل مسيطرا على الموقف السوداني قبل إعلان القاهرة رغم الخلافات المصرية الإثيوبية.

 

اقرأ أيضا: تقدم بالملفات الفنية وخلافات قانونية بمفاوضات سد النهضة

وقال ياسر عباس، وزير الري السوداني، في مؤتمر صحفي، إن بلاده اقترحت رفع خلافات مفاوضات سد النهضة إلى رؤساء حكومات مصر والسودان، وإثيوبيا للنظر للوصول لتوافق سياسي بشأنها، والذي رفض لاحقا.


وأكد نجاح بلاده ومصر وإثيوبيا في الاتفاق على المسائل الفنية بنسبة تتجاوز الـ90 بالمئة.
وشدد على وجود "تقدم معتبر تم تحقيقه في الجوانب الفنية المتعلقة بملء وتشغيل سد النهضة".


وتعترث المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، على مدار السنوات الماضية وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت وفرض حلول غير واقعية.


وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار.


بينما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.


وتخطط إثيوبيا لبدء ملء سد النهضة الإثيوبي في موسم الأمطار لهذا العام، والذي يتزامن مع حلول تموز/ يوليو المقبل، وسط رفض سوداني مصري للملء بقرار أحادي دون اتفاق.

التعليقات (1)
أين الرجال..؟
الخميس، 18-06-2020 10:49 ص
لو رجال بصحيح وتراعون مصالح شعوبكم حقيقة هدوا أمه من الأساس ولا تهم العواقب قبل أن تستقوي عليكم أثيوبيا وتطلع فيكم العجب العجاب سامع ياللي متحزم للشوشرة على شعب ليبيا وياللي بيأجر مرتزقة.. النيل هو رزقكم وقوتكم وتاريخكم وحاضركم وهو المستقبل...