صحافة إسرائيلية

ترحيب إسرائيلي بتراجع نفوذ إيران بالعراق وقلق من عودة "داعش"

قاسم سليماني كان رجلا استراتيجيا وتكتيكيا ولديه أفكار استثنائية وقدرة مذهلة على التسويق وتنفيذها على الأرض- CC0
قاسم سليماني كان رجلا استراتيجيا وتكتيكيا ولديه أفكار استثنائية وقدرة مذهلة على التسويق وتنفيذها على الأرض- CC0

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "تقدير الموقف الإقليمي المتوفر لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية يتحدث عن تطورات متلاحقة، فالمعطيات تشير لعودة قريبة لتنظيم الدولة (داعش) إلى مشهد الأحداث في المنطقة، والدولة السورية عالقة في تطوراتها المفاجئة، في حين أن لبنان يوشك أن يعلن الإفلاس".


وأضاف رون بن يشاي، وثيق الصلة بدوائر الأمن والجيش الإسرائيلي، في صحيفة يديعوت أحرونوت، في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بصرف النظر عن أزمة وباء كورونا، فإن العالم العربي يواجه مجموعة من المشاكل، والجميع ينتظر نتائج الانتخابات الأمريكية، لاسيما أن قبضة إيران على العراق تتلاشى، مع انقسام المليشيات الموالية لطهران هناك".


وأشار إلى أن "الأنظمة العربية تتعامل مع كورونا، وتتجنب التحركات السياسية والعسكرية الكبيرة، بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، وينطبق هذا على العراق وسوريا ومصر والأردن ودول الخليج، وحتى قطر.. صحيح أن معظم رؤسائها يتطلعون داخل بلدانهم خوفًا من تفشي الوباء الخطير، وأثره على الركود الاقتصادي، لكنهم لا يغفلون النظر للخارج، لمعرفة ما إذا كان دونالد ترامب سيصبح رئيسا للولايات المتحدة لأربع سنوات أخرى".

 

وأوضح أن "المعطيات الأمنية الإسرائيلية رصدت في الآونة الأخيرة أن العراق سجل مؤخرا تطورين هامين، فبعد ستة أشهر من سقوط الحكومة السابقة، تم تشكيل حكومة مستقرة، في ظل أن الموالين لإيران فقدوا سلطتهم في العراق بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ورفيقه أبي مهدي المهندس، زعيم المسلحين الشيعة المدعومين من إيران، وتوقفت مليشياتها عن توجيه الضربات للأمريكيين في الأسابيع الأخيرة، وتحاول دمج هذه المليشيات داخل الجيش العراقي، لأن خليفة سليماني، إسماعيل قآني، لم يستطع تحصيل مكانة سلفه".

 

اقرأ أيضا: WP: جهاديو أوروبا يشعرون بالخيبة من تنظيم الدولة

وأكد أن "هذين الحدثين صحيح أنهما مهمان وجيدان، لكنهما لا يبشران بنهاية نفوذ إيران في العراق، رغم أن قاآني، رجل العمليات المنتظم، فشل بتشغيل وكلاء إيران في العراق وأماكن أخرى بكفاءة كما فعل سلفه سليماني، الرجل الاستراتيجي والتكتيكي، وكان لديه أفكار استثنائية، وقدرة مذهلة على التسويق، وتحقيقها على أرض الواقع، وشكلت مشاركته العميقة لتنفيذ التكتيكات الميدانية نقطة استثنائية عن سواه".

 

وأضاف أن "التطور الاستراتيجي السلبي من وجهة نظر المخابرات الإسرائيلية، وكان مهما للغاية في الأشهر الثلاثة الماضية، هو "قيام قيامة" داعش، فقد عادت المنظمة لتضرب بشدة، وكشفت عن قسوة قاسية على خصومها في وسط وغرب العراق، واستغل رجالها الذين ذهبوا تحت الأرض بعد أن هُزموا من قبل تحالف أمريكي وعراقي وإيراني في الموصل، ظهور وباء كورونا للعودة إلى نشاطهم الكامل".

 

وأشار إلى أنه "نتيجة لجملة من التطورات المتلاحقة، فقد أصبح داعش حر العمل داخل العراق وجنوب شرق سوريا، ما يقلق مسؤولي الأمن في إسرائيل، لأنهم يعلمون أن هناك فرعا نشطا لداعش في شمال ووسط سيناء، ولا يستطيع الجيش المصري القضاء عليه، وقام هذا الفرع "ولاية سيناء" بالفعل بشن هجمات كبيرة على الحدود مع إسرائيل، ويعمل فرع آخر بمرتفعات الجولان الجنوبية قرب الحدود مع سوريا والأردن وإسرائيل".

 

وختم بالقول إنه "في حال فشلت قوات الأمن العراقية في الحد من ظاهرة داعش مجددا، فقد يظهر التنظيم في الأردن، وهو ما يولي له الجيش الإسرائيلي اهتماما وثيقا له، لأن مجتمع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ومسؤولي البنتاغون، وبعد إعلان ترامب عن القضاء على داعش، حذروا من أن التنظيم ما زال على قيد الحياة".

 

اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يستغل كورونا لإعادة بناء شبكته بالعراق وسوريا

التعليقات (0)