صحافة دولية

FP: أطفال "داعش" في معسكرات الاعتقال يستحقون حياة أفضل

تضم المخيمات التي يشرف عليها مقاتلون أكراد شمالي شرق سوريا عشرات الآلاف من النساء والأطفال- جيتي
تضم المخيمات التي يشرف عليها مقاتلون أكراد شمالي شرق سوريا عشرات الآلاف من النساء والأطفال- جيتي

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن أطفال تنظيم "داعش" ممن فقدوا آباءهم بالقتل، أو السجن، يستحقون حياة أفضل مما يعيشونه اليوم.

 

وبحسب المجلة، فإن الآلاف من الأطفال مع أمهاتهم لا يزالوا منذ أكثر من عامين يقطنون مخيمات في الشمال الشرقي لسوريا، تحت حماية القوات الكردية، التي تحتجزهم في ظروف معيشية سيئة.

 

مخيم الهول، أحد أكبر هذه المخيمات، لا يزال يعج بعائلات أسرى وقتلى تنظيم الدولة، ممن ترفض دولهم الغربية استلامهم.

 

وذكرت المجلة أن نحو 70 ألف امرأة وطفل محتجزون حاليا بشكل حقيقي في هذه المخيمات، ويعانون تحت رحمة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا، والتي تحرمهم من أبسط حقوقهم، ولا تزال تبقيهم في خيم قماشية.

 

وبحسب "فورين بوليسي" فإن نحو 13 ألف من قاطني المخيمات أجانب (من خارج سوريا والعراق)، وهم على مقربة من سجون شديدة الحراسة تضم نحو 11 ألفا من مقاتلي "داعش"، بينهم نحو 9 آلاف سوري وعراقي.

 

اكتظاظ وسوء خدمات

تقول "فورين بوليسي" إن الوضع في معسكرات الاعتقال في الهول (45 شرقي الحسكة)، محفوف بالمخاطر، وتضخم قاطني هذا المخيم بنسة 700 بالمئة خلال العام الماضي.

 

وشكّل الأطفال ثلثي نسبة الوفيات داخل المخيم، بسبب سوء التغذية، وانتشار أمراض وأوبئة أخرى.

 

اضطرت العديد من المنظمات الإغاثية إلى تعليق عملها في مخيم الهول، بسبب قربه من خط التماس الساخن، وتعرض أطرافه للقصف، كما يخشى من تفشي فيروس "كورونا" داخل المخيم المكتظ.

 

وبحسب المجلة، فإن الجزء الذي يضم العائلات الأجنبية، هو الأسوأ من حيث الخدمات، ولا يوجد فيه مياه كافية.

 

"بيئة الخلافة"

في مخيم الهول، من الطبيعي أن ينشأ الطفل في بيئة لا تختلف عن الرقة والموصل إبان سيطرة تنظيم الدولة.

 

فبسبب العدد الكبير للنساء، وكثرة الخلافات والمشاجرات مع قوات سوريا الديمقراطية، باتت "نساء داعش" يفرضن قوانين وأنظمة كان التنظيم يتبعها في فترة حكمه.

 

قالت المجلة إن ما يثير المخاوف، هو أن أطفال "داعش" في المخيمات بدأوا بترديد شعارات الخلافة، ورفع راياتها، في ظل إهمال تام لمحاولة إخراجهم من المخيم.

 

 

هروب محتمل

تقول المجلة إن أي معركة قادمة شمالي شرق سوريا، قد تؤدي نتيجتها إلى هروب العائلات المحتجزة من هذا المخيم.

 

وأوضحت أن عملية نبع السلام التركية العام الماضي، اضطرت الأكراد إلى الاستعانة بحراس مخيم يحتجز فيه عناصر من تنظيم الدولة في منطقة عين عيسى، ما مكّن نحو 750 سجينا يشتبه بانتمائهم إلى "داعش" للهروب.

 

"فورين بوليسي" قالت إنه "بمجرد هروبهم، لن تكون عائلات الدولة الإسلامية الأجنبية أقل تطرفًا مما كانت عليه قبل، وستبقى تشكل تهديدا حقيقيا في المنطقة، وقد يتمكن الكثير منهم من إيجاد طريق عودتهم إلى أوروبا في مرحلة ما".

 

مشكلة أخلاقية

تقول المجلة إن ترك الأطفال الأيتام يلاقون مصيرهم من نشأة متطرفة، وحرمان من أبسط الحقوق، يعد مشكلة أخلاقية تسأل عنها الدول الغربية.

 

وأوضحت أن دولا مثل بريطانيا، وفرنسا، والسويد، وأستراليا، أعادوا مجموعة من رعاياهم الأطفال اليتامى، وتم تسليمهم إلى أجدادهم أو أقاربهم لرعايتهم.

 

إلا أن الخلاف "الأخلاقي" يكمن في تغاضي هذه الدول وغيرها من دول أوروبا عن النساء وبقية الأطفال، إذ قالت "فورين بوليسي" إن دولا آسيوية اتخذت قرارات متقدمة وجريئة، بإعادة عائلات تنظيم الدولة، وإدخالهم في برامج إعادة تأهيل لدمجهم بالمجتمع مجددا.

 

وأضافت المجلة أنه "حتى في الحالات التي قد يعارض فيها الرأي العام إعادتهم، يجب أن يكون هذا غير قابل للتفاوض، إذ لا يوجد مفهوم للأخلاق يسمح بترك الأيتام يواجهون الموت".

 

وتابعت أن "فصل الأطفال قسرا عن والداتهم غير قانوني، وليس خيارا مناسبا على الإطلاق".

 

وبحسب "فورين بوليسي" فإن روسيا وكوسوفو وماليزيا وأوزباكستان تسعى بشكل جاهد إلى إعادة كافة مواطنيهم، وتركز موسكو على الأطفال بشكل كبير، فيما لا تبدي دول مثل المغرب، وتونس أي جدية في إعادة مواطنيها.

 

حلول

تقول المجلة إن من ضمن حلول قضية معتقلي "داعش" لدى الأكراد، هي تشكيل محاكمة حقيقية لهم، بما يتوفر من أدلة تدينهم.

 

وتابعت أن محاكمتهم كما بدأت ألمانيا تفعل، وفصل عائلاتهم عن قضيتهم، مع البدء في برامج تبعدهم عن هذا الفكر قدر المستطاع هي الحل الأمثل للقضاء على أي فرصة لظهور جيل جديد من داعش هو اليوم في سن الطفولة.

 

وأوضحت "فورين بوليسي" أن الدور الأكبر يجب أن يكون على المنظمات غير الحكومية، والمؤسسات المعنية بالأيتام والأطفال، لانتشال أبناء مقاتلي داعش من معسكرات الاعتقال، والبيئة القاسية التي يعيشون فيها.

 

ولفتت المجلة إلى ضرورة توفير مدارس داخلية في تلك المناطق، بحال رفضت الحكومات الغربية إعادة مواطنيها، على أن يتوفر في كل مدرسة مختصين نفسيين.

 

وختمت المجلة تقريرها بالقول إن "الدولة الإسلامية كانت تنمو في سجون سوريا والعراق ذات مرة، دعونا لا نسمح بحدوث مثل هذا الخطأ مجددا".

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)

0
التعليقات (0)