أفكَار

هل الدين مرتبط بالأخلاق؟ تعرف على إجابات الناس حول العالم (استطلاع)

CC0
CC0

ما هي العلاقة بين الإيمان بالله والأخلاق؟ وما الذي يؤثر في إجابات الناس على هذا السؤال؟.. للإجابة على هذه الأسئلة، طرح مركز "بيو" للأبحاث هذه الأسئلة على 38 ألف شخص في 34 دولة أغلبها غربية، إلى جانب عدد قليل من الدول العربية والمسلمة.

في المتوسط، قال 34% من المستطلعة آراؤهم إن الإيمان أمر ضروري ليكون الشخص صاحب أخلاق وقيم جيدة، لكن النتائج أوضحت تباينات إقليمية في الجواب على هذا السؤال.

ومن النتائج المثيرة في الاستطلاع الذي قام به المركز، أن الأشخاص في الاقتصادات الناشئة، كانوا أكثر ميلا للتدين، ولاعتبار الدين أمرا مهما في حياتهم، وكانوا أكثر احتمالية لأن يربطوا بين الإيمان بالله والأخلاق الجيدة، أما غير المتدينين، فكانوا أقل ربطا بين الدين والأخلاق.

وعلى الرغم من الاختلافات العقدية الدينية، فقد قال 62% في جميع البلدان إن الدين يلعب دورا في حياتهم، وقال 53% منهم إن الصلاة مهمة في حياتهم.

وبالمقارنة مع البيانات من العام 1991، زادت نسبة من يقول إن الله مهم في حياتهم في دول أوروبا الشرقية وعلى رأسها روسيا وأوكرانيا، بينما تراجعت النسبة لنفس الفترة الزمنية في أوروبا الغربية.

وقال الجمهور الأوروبي في ثماني دول أوروبية غربية بنسبة 22% فقط إن الإيمان ضروري من أجل التحلي بالأخلاق الجيدة، بينما في ست دول أوروبية شرقية، قال 33% ذلك، ويدل هذا على أن القارة الأوروبية تتجه بشكل متزايد إلى العلمانية، رغم الاختلاف الملحوظ بين الدول الشرقية والغربية.

وعلى مستوى البلدان، كانت اليونان على رأس الدول الأوروبية التي ربطت الدين بالأخلاق بنسبة 53%، تليها بلغاريا بـ50%، ثم سلوفاكيا بـ45%، أما على الجانب الآخر فكان العدد قليلا نسبيا في دول أوروبية غربية، فكانت النسبة الأقل في السويد (9%) وفي التشيك (14%) وفي وفرنسا (15%).

في أمريكا الشمالية، قال أقل من النصف في كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، إن الإيمان ضروري من أجل التحلي بالأخلاق الجيدة، بنسبة 26% و44% على التوالي.

في آسيا، ظهرت نتيجة مدهشة، وهي أن كل من شملهم الاستطلاع تقريبا في إندونيسيا (أكبر دولة إسلامية من حيث السكان)، والفلبين (أكبر دولة مسيحية في شرق آسيا) إن هنالك علاقة بين الدين والأخلاق بنسبة 96%، أما في الهند فقال 79% ذلك، وفي شرق آسيا، انقسم الكوريون الجنوبيون فربط 53% بين الدين والأخلاق بينما رفض 46% ذلك.

في اليابان قال 39% إن الدين مرتبط بالأخلاق الجيدة، وفي أستراليا قال 19% فقط إنه أمر ضروري أن تكون مؤمنا لتكون شخصا على خلق.

وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال سبعة من عشرة تقريبا إن الدين مرتبط بالأخلاق، وفي لبنان 72%، وفي تركيا 75%، وفي تونس 84%.

بالإضافة إلى ذلك، تقول أغلبية قوية في كل دولة من دول أفريقيا جنوب الصحراء، التي شملها الاستطلاع، إن الإيمان بالله ضروري ليكون المرء خلوقا، وربط أكثر من تسعة من كل عشرة في كينيا ونيجيريا، 95٪ و 93٪ على التوالي، بين الإيمان بالله والأخلاق، في حين أن 84٪ من جنوب إفريقيا لهم نفس الرأي.

وفي أمريكا اللاتينية، حيث الكاثوليكية هي الطائفة الأكبر، قالت أغلبية في جميع الدول التي شملها الدراسة الاستقصائية إن الإيمان بالله مرتبط بالأخلاق، وكانت الحصة الأكبر من نصيب البرازيل 84%.

الدين والمال


 

وأظهرت الدراسة بشكل عام أنه من المرجح أن يقول المستجيبون في الدول ذات الناتج المحلي الإجمالي المنخفض أن الإيمان مرتبط بالأخلاق، بعبارة أخرى، هنالك علاقة عكسية قوية بين نصيب الفرد من الناتج المجلي الإجمالي، وبين نسبة الجمهور التي ربطت الإيمان بالله بالأخلاق.

على سبيل المثال ، في كينيا، التي لديها أدنى ناتج محلي إجمالي للفرد من بين جميع الدول الـ 34 المدرجة في هذا التحليل، أعرب 95٪ من المستجيبين عن رأي مفاده أن الإيمان بالله مرتبط بالأخلاق.

وعلى النقيض من ذلك، يقول 9٪ فقط من المستجيبين في السويد - التي لديها أحد أعلى ناتج محلي إجمالي للفرد من الدول التي شملها الاستطلاع إن الإيمان بالله ضروري ليكون أخلاقيًا. يتماشى هذا النمط مع الأبحاث السابقة التي وجدت أن الأوروبيين يميلون إلى أن يكونوا أقل تديناً من الناس في أجزاء أخرى كثيرة من العالم.

وعلى أساس فردي، فإن أولئك الذين يكسبون أعلى من متوسط الدخل في معظم الدول أقل احتمالا أن يقولوا أن الإيمان بالله ضروري للأخلاق.

الدين والعمر




وعلى صعيد الأجيال، تظهر معظم الدول التي شملها الاستطلاع فجوات بين الأجيال حول إذا ما كان الدين مرتبطا بالأخلاق، فوجت الأرقام أن الأصغر سينا أقل تدينا بشكل عام، فكان من تتراوح أعمارهم بين 18 – 29 عاما أقل احتمالا للربط بين الدين والأخلاق بينما كانت نسبة من هوم فوق الـ 50 عاما أكثر موافقة على ذلك.

في كوريا الجنوبية على سبيل المثال، قال 64% من كبار السن أن الإيمان مرتبط بالأخلاق، في حين قال 20% تقريبا من الشباب نفس الشيء، وكانت الفجوة بين الكبار ومن هم في مقتبل العمر في عالم تزيد على 20 نقطة في كل من كوريا الجنوبية، واليابان، والأرجنتين، واليونان، والولايات المتحدة، والمكسيك، وبولندا، والمجر، وبلغاريا، وسلوفاكيا.

وتختلف الفجوات العمرية بين البلدان حول العالم، ففي نيجيريا، وتونس، وتركيا، والبرازيل، يتفق سبعة من كل عشرة على الأقل في كل فئة من الفئات العمرية على أن الإيمان بالله مرتبط بالأخلاق، بينما في السويد والتشيك، كانت النسبة اثنان من كل عشرة فقط.

الدين والتعليم




في معظم دول أوروبا وأمريكا الشمالية التي شملها الاستطلاع ، يقل احتمال أن يقول الأفراد الحاصلون على قدر أكبر من التعليم إن الإيمان بالله مرتبط بالأخلاق. ويتتبع هذا النمط عن كثب العلاقة بين مستويات الدخل والطريقة التي يجيب بها الناس عن هذا السؤال، لأن هناك ارتباطًا كبيرًا بين التحصيل العلمي والدخل.

الدين والإيديولوجيا




على صعيد الإيديولوجيا، من المرجح أن يقول المنتمون إلى اليمين أن الإيمان بالله مرتبط بالأخلاق والقيم الجيدة، وتقول أغلبية اليمين في الولايات المتحدة، واليونان، والأرجنتين ذلك، أما اليسار فيقول أقل من النصف في البلدان هذه نفس الشيء، والفجوة بين اليسار واليمين في الولايات المتحدة، وبولندا، واليونان تزيد على 30 نقطة.

وفي السويد، يقول واحد من كل عشرة يمنيين إن الإيمان يرتبط بالأخلاق، بينما يقول اليسار في هذا البلد بنسبة 2% نفس الشيء.

والأمر المثير للغرابة، هو أن سلوفاكيا هي الدولة الوحيدة التي شملها الاستطلاع التي من المرجح أن يقول اليساريون أنه من الضروري أن يؤمنوا بالله لكي يكونوا أخلاقيين بنسبة 49% متفوقين على اليمينين الذين قالوا ذلك بنسبة 33% فقط.

التعليقات (0)