سياسة عربية

بنكيران يصف العريان بالشهيد ويدعو لوقف القتل في مصر

عبد الإله بنكيران: سياسة القتل والاستئصال التي ينتهجها النظام المصري لا تؤدي إلى شيء
عبد الإله بنكيران: سياسة القتل والاستئصال التي ينتهجها النظام المصري لا تؤدي إلى شيء

وصف رئيس الحكومة المغربي السابق عبد الإله بنكيران وفاة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، بأنها شهادة في سبيل الله.


وأعرب بنكيران في حديث خاص لـ "عربي21" عن حزنه الشديد إزاء استمرار سياسة القتل والتنكيل والتعذيب التي يتعرض لها المعارضون في مصر، وعد ذلك نهجا مضرا بمصر وبالعرب والمسلمين عامة.

وقال بنكيران في تعليق له على نبأ وفاة عصام العريان: "عصام العريان رجل مسلم ومؤمن ومخلص لدينه ودعوته ولمجتمعه.. عصام العريان رجل معتدل، وكان دائم البحث عن سبل التفاهم والتعاون مع السلطات الرسمية في بلاده".

وأضاف: "مع الأسف الشديد أن النظام الحالي في مصر يتتبع كل صغيرة وكبيرة لمواطنيه، ويعتقل الجميع ويضعهم في ظروف بائسة تؤدي بهم في نهاية المطاف إلى ما انتهى إليه العريان وقبله الرئيس محمد مرسي".

 

إقرأ أيضا: وفاة القيادي الإخواني عصام العريان.. اشتكى من الإهمال الطبي

وحول وفاة العريان قال بنكيران: "في هذا الوقت لا يبكي الإنسان على الدنيا، فالأجل محتوم والقدر رباني، يبقى الصمود الذي أبان عنه الأخ العريان والمجاهدة والصدق، كل ذلك سيبقى شاهدا على صلاحه وصدقه ويكون له شهادة عند الله".

وتابع: "أما خصومه الذين يسرهم أنهم قد استراحوا منه، فهي مدة قصيرة وسيلحقون به، وعند ربهم سيختصمون.. عصام العريان كان رجلا معتدلا، وما وقع له ولإخوانه يتجاوز كل معقول".

وأشار بنكيران إلى أن "الحكام العرب والمسلمين حتى ضمن أحلك الظروف كانوا يتعاملون مع خصومهم بكثير من الوعي، وفي كثير من الأحيان يتمكنون من إقناع خصومهم بأن يكونوا إلى جانبهم.. لكن للأسف الشديد ابتلينا بأنظمة لا ترى إلا الاستئصال والتنكيل والتعذيب سبيلا للتغلب على خصومها".

وأضاف: "هذه النظرة الأحادية نظرة غرور وجهل بسنن التاريخ وبمكره، وما أظن أن هذا السبيل ستكون له نتيجة".

وعما إذا كان يرى في وفاة العريان شهادة، قال بنكيران: "إذا كان الرجل قد ابتلي في سبيل الله ودينه وجماعته التي تدعو إلى الدين والاستقامة والصلاح ليس شهيدا، فمن يكون شهيدا؟ نحسبه عند الله شهيدا".

ودعا بنكيران النظام المصري إلى التوقف عن نهج القتل والاستئصال، وقال: "مصلحتهم الحقيقية في مصر أن يكفوا عن القتل والتنكيل بالخصوم.. هذا الطريق لا يوصل إلى شيء، والتاريخ مليء بالأمثلة.. والجاهل وحده هو من يتشبث بموقفه ويرى أنه ما دام في موقع القوة فإنه لا داعي للمصالحة".

وأضاف: "للأسف من يدفع الثمن لهذه المغالبة هو الشعب المصري لأنه لا يوجد في مناخ مريح يمكنه من تجاوز المشاكل التي تواجهه"، على حد تعبيره.

وتوفى اليوم الخميس، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، داخل محبسه في مصر
 عن عمر ناهز الـ66 عاما. 

وتولى عصام العريان عدة مناصب قيادية في الجماعة، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه عقب الإطاحة بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي صيف 2013. 

وحكم على العريان بعدة أحكام بالسجن المؤبد (25 عاما)، أبرزها قضايا اقتحام الحدود الشرقية، وأحداث قليوب، وأحداث البحر الأعظم.

 

إقرأ أيضا: المكتب العام للإخوان يحمل نظام السيسي مسؤولية قتل العريان

التعليقات (1)
أبو محمد
الجمعة، 14-08-2020 08:42 ص
صدق هذا الرجل المغربي المسلم. القتل والإقصاء لا يولد الا العنف والتخلف ومزيدا من المشاكل. لابد ان يلتزم كل مسؤول سياسي وكل مواطن بقانون المصلحة العامة والتعامل المتحضر السلمي. ومع الأسف الشديد هذا لا نراه في مصر الحكم العسكري. لابد من قبول جميع الآراء، واحترام تصويت الأغلبية بكل شفافية. الانقلاب ومنطق الرصاص والسجون والمحاكم المسيسة أرجع مصر عشرات السنين الى خلف، وسيأتي عليها يوم تستعمرها أضعف دول المنطقة وتتكالب كل الدول. متى يستفيق الحكام كما استفاق الشعوب؟