فنون منوعة

ما دلالات دخول "نتفلكس" سوق الدراما المصرية؟

أبو هميلة أكد وجود أزمة في الإنتاج الدرامي بمصر- نتفلكس حساب فيسبوك
أبو هميلة أكد وجود أزمة في الإنتاج الدرامي بمصر- نتفلكس حساب فيسبوك
حالة من الجدل، أثارها دخول منصة بث الأفلام والمسلسلات "Netflix" الأمريكية عالم الدراما المصرية، عبر أربعة أعمال تغزو بها الشبكة العالمية السوق الأكبر والأهم عربيا، والذي تسيطر عليه شركة إعلام المصريين".

والأربعاء، أعلن المطرب عمرو دياب، عبر صفحته بـ"تويتر"، العودة إلى التمثيل، بعد غياب 27 عاما، بمسلسل عربي من إنتاج " نتفلكس"، التي أكدت الخبر عبر حسابها بـ"تويتر".

 


وبعد اتفاق مع الشبكة الرائدة بخدمة البث الترفيهي، في أيار/ مايو الماضي، تستعد الممثلة هند صبري لبطولة مسلسلها الجديد حول المرأة المصرية والعربية عبر نتفلكس، بجانب مشاركتها كمنتجة ومنفذة للعمل المقرر تصويره بمصر في خريف ٢٠٢٠، و عرضه عبر الشبكة في 2021.

 

 


وفي كانون الأول/ ديسمبر 2019، تعاقدت المنصة التي تصل لأكثر من 193 مليون متابع في أكثر من 190 دولة بالعالم، على تقديم مسلسل للدمية الشهيرة "أبلة فاهيتا"؛ لعرضه هذا العام، وترجمته لـ19 لغة.

 

 


وفي أيار/ مايو 2019، أعلنت الشبكة عن أول إنتاج لعمل فني مصري لها مع المنتج محمد حفظي والمخرج عمرو سلامة وبطولة الكوميدي أحمد أمين، لتحويل سلسلة "ما وراء الطبيعة" للروائي الراحل أحمد خالد توفيق، إلى مسلسل يعرض في 2021.


وأنتجت "نتفلكس" مسلسلات عربية، أردنية هي "جن"، و"مدرسة الروابي للبنات" عام 2019، وعرضت منصتها المسلسلين السوريين "الهيبة"، و"الكاتب".

"ظاهرة إيجابية"

وحول دلالات دخول "نتفلكس" لسوق الدراما المصرية، يرى الناقد الفني طارق الشناوي، أن "المنصة إحدى أهم نوافذ العرض العالمية، وفي مصر تأخرنا بالتعامل معها".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح أن "نتفلكس موجودة بقوة في مصر قبل ظهور فيروس كورونا، حتى أن الاتفاق على عمل أبلة فاهيتا كان قبل الجائحة، التي أدت لزيادة الشغف والاهتمام بالمنصات في العالم".

أستاذ مادة النقد الفني بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لفت إلى أنه "في مصر بدأ المشاهد في التعامل مع تلك المنصات بقدر من البساطة والسهولة عن الماضي، ولذا ستظل موجودة".

وحول منافسة الشبكة العالمية لشركات الإنتاج الدرامي في مصر، وبينها شركة "إعلام المصريين"، قال الشناوي: "المنافسة ستكون لصالح الدراما الجيدة".

وأكد الشناوي، أن "إنتاج وعرض نتفلكس لعمل درامي مصري سيدفع شبكات ومنصات أخرى مثل (شاهد) وغيرها للتقدم بعروض وأفكار إنتاجية".

ويعتقد أنه "من صالح الدراما والفن المصري أن تتعدد النوافذ، وأن هذا سوف يثير طاقات الإبداع، لأنه كلما تعددت أوجه العروض يزيد اهتمام المنتج ويجعل العمل الفني أكثر جاذبية".

وحول مدى ارتقاء الشبكة بالعمل الإبداعي في مصر بعد تراجعه بشكل لافت، يرى الناقد الفني أن "دخول نتفلكس للسوق المصرية ظاهرة إيجابية تماما".

 

وبشأن خطورة دخول الشبكة العالمية ذات المحتوى المثير للجدل وغير الملائم بكثير منه لمصر والمنطقة العربية على محتوى الإنتاج الدرامي المصري، قال الكاتب الصحفي: "هناك أعمال منافية عبر الشبكة، وستظل موجودة، كما في القنوات الفضائية وعبر الهاتف".

وأضاف أن "المسألة هي أن نتعامل معها عبر تقديم منتج قوي عبر قنواتنا، وقادر على الاستحواذ على المشاهد، فالمنتج الفني القوي هو ما يكسب".

ويرى أنه "لا يمكن غلق الأبواب الأخرى، لأن العلم حطم فكرة التابوهات والممنوعات والرقابة، ولم يعد أي بلد في إمكانه عمل رقابة، لكن يمكنه صناعة وتقديم فن جيد يجذب الجمهور، ويقدم منصات قادرة على المنافسة".

"أزمات الدراما"

من جانبه، طرح المخرج المصري علي أبوهميلة التساؤل: "هل لدينا أزمة إنتاج درامي في مصر؟ مجيبا بقوله إن "الإنتاج الآن متعلق بموسم شهر رمضان فقط، وبالتالي فإن أزمة الإنتاج لدينا تتمثل في أمرين، الأول: جهات الإنتاج، والثاني ما يتعلق بالمبدعين على مستوى الإخراج والكتابة والتمثيل".

أبوهميلة، في حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "الجزء الأول هو المشكلة الأكبر، خاصة أن كل الإنتاج الدرامي يمر عبر قناة واحدة لها معاييرها الخاصة بالأجهزة السيادية وأجهزة الدولة صاحبة الصوت الواحد".

 

اقرأ أيضا: ما هي فرص نجاحات الفن العربي "المهاجر" خارج أوطانه؟

وأوضح أن "هذه مشكلة كبيرة أوصلتنا لوضع متأخر بالإنتاج الدرامي مقارنة بالعالم"، لافتا إلى أن "هذا ينطبق على معظم الدول العربية، خاصة بعد انكماش الإنتاج السوري، وتعلق الدراما بالإنتاج السعودي والإماراتي، وبالحالة الإبداعية والإنتاجية المصرية".

وأوضح أن "هناك فجوة كبيرة بين الإنتاج المصري والعربي وبين العالمي، خاصة مع ظهور منصات العرض العالمية عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح العالم يتحدث عن نمط عالمي من الإنتاج لا نمتلكه".

وتساءل المخرج المصري مجددا: "هل يمكننا صناعة هذا النمط العالمي؟" مؤكدا أن "الوضع الحالي لمصر منذ عام 2000 غير متاح له التطور حتى يقدم منصة عالمية مثل نتفلكس ومثيلاتها".

وحول تأثير "نتفلكس" على الإبداع في مصر، أكد أن "الظروف صعبة بدولة تنغلق على نفسها، وإنتاجها السينمائي والدرامي يقل، وصناعة السينما تتدمر، والموافقات الأمنية حطمت مبدعيها، لذا فالأمر خطير ويتناسب مع حالة تجريف قوى الإبداع والفكر والحرية بالمنطقة العربية".

وأشار إلى ضرورة وجود "منصة تقدم للعالم فكرا عربيا إسلاميا إنسانيا يمثل كتلة جغرافية واحدة"، معتقدا أن "لدينا مشوارا طويلا كي نتمكن من مجابهة من يسيطرون علينا وفق خطة حكام هذا العالم".

وأوضح أن "تقديم منصة دولية عالمية إنتاجا دراميا مصريا وعربيا، يأتي في إطار دور تلعبه المنصة وفق خطة عالمية عامة نحن مستسلمون لها، وسنتخلص منها عندما يكون هناك مشروع خاص بالمنطقة التي تستسلم لإسرائيل وتسعى لعدوها الرئيسي".

وأكد أن "الحل في المقاومة، ومحاولة إيجاد مشروع أحد أضلاعه الأدب والثقافة والمسرح، وبجانب الصناعة والعلم والتكنولوجيا والبحث العلمي".

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم