ملفات وتقارير

بعد الاتفاق الأفغاني.. هكذا يسعى "داعش" للعودة إلى الواجهة

خسر التنظيم جل معاقله العام الماضي بعد معارك عنيفة مع الحكومة من جهة وطالبان من جهة أخرى- حسابات التنظيم
خسر التنظيم جل معاقله العام الماضي بعد معارك عنيفة مع الحكومة من جهة وطالبان من جهة أخرى- حسابات التنظيم

أعلن تنظيم الدولة مطلع العام 2015 تمدّد إلى أفغانستان، عبر ما أطلق عليه اسم "ولاية خراسان"، وهي مجموعة من المقاتلين الذين ترك جلّهم تنظيم القاعدة، وحركة "طالبان" للالتحاق بالجماعة التي كان يتزعمها حينها "أبو بكر البغدادي".

 

لم يتأخر التنظيم كثيرا بالدخول في معارك حقيقية ضد حركة "طالبان"، ونجح في إقناع مجموعات جهادية بالالتحاق به، بعد بث دعاية إعلامية مكثقة ضد "طالبان" باعتبارها حركة "قومية" لا تمانع بالتعامل مع الأمريكان، وقد تقبل الدخول في لعبة الديقمراطية.

 

طالبان بدورها لم تكن متساهلة مع تنظيم الدولة، إذ أطلقت حكما على التنظيم بأنه من فئة "الخوارج" الواجب قتالها.

 

وأعلنت الحركة خلال السنوات الخمس الماضية عن قتلها المئات من جنود التنظيم، وقالت في آذار/ مارس الماضي إنها طردت التنظيم من إقليم كنر الجبلي (ِشرق)، وذلك بعد هزيمته في إقليم ننجرهار أيضا.

 

إلا أن التنظيم ظهر في الإقليم ذاته مطلع آب/ أغسطس بعملية ضخمة اقتحم فيها أحد السجون، ما تسبب بهروب نحو 300 نزيل.

 

قضاء شبه تام

 في حزيران/ يونيو الماضي، أصدر مركز أبحاث الكونغرس الأمريكي، تقريرا قال فيه إن التوقعات السابقة بأن يكون فرع "خراسان" التابع لداعش، لم تصب أبدا.

 

وأوضح المركز بحسب ما ترجمت "عربي21" أن طالبان والحكومة الأفغانية تقتربان من القضاء بشكل تام على تنظيم الدولة.

 

ولفت إلى أن "شبكة حقاني" المتحالفة مع "طالبان" والقريبة من تنظيم "القاعدة"، ربما تتحالف معه ضد "داعش"، رغم وجود أنباء عن تسوية قد تتم بينهما.

 

قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي "سينتكوم"، الجنرال كينيث ماكنزي، قال في آذار/ مارس الماضي، إن قوات بلاده قدمت دعما "محدودا" لحركة طالبان في مواجتها مع تنظيم داعش.

 

هذا الدعم الذي سبق التوصل النهائي لاتفاق السلام، قد يتبعه دعم أكبر مستقبلا في حال عادت "داعش" للواجهة مجددا، بحسب خبراء.

 

 

ISKP اختصار لـ"ولاية خراسان"

 

عوامل نهوض

حذرت الدراسة من أن هناك عدة عوامل قد تساعد ولاية خراسان في النهوض من تقهقرها، أبرزها احتمالية انشقاق متشددين من حركة طالبان، احتجاجا على الاتفاق مع الولايات المتحدة وكابول.

 

ورأى المركز أن عناصر "داعش" بأفغانستان لا يزالوا يملكون مرونة في التنقل، وتنفيذ العمليات النوعية، وهو ما يقي خطرهم قائما.

 

وأعلن التنظيم الأسبوع الماضي، أن العام الهجري المنقضي 1441 أي الفترة من (1 أيلول/ سبتمبر 2019 إلى 20/ آب أغسطس 2020)، شهدت تنفيذ 198 عملية في أفغانستان، أدّت إلى مقتل نحو 1600 عنصرا من الأمن والجيش، وحركة طالبان، بحسب ما نشرت مجلة "النبأ".

 

في تموز/ يوليو الماضي، كشفت الأمم المتحدة أن نحو 6 آلاف مسلح جهادي باكستاني يختبئون في أفغانستان، وجلهم ينتمون لحركة "تحريك طالبان"، أو "طالبان الباكستانية".

 

بحسب مركز أبحاث الكونغرس الأمريكي، فإن هؤلاء المقاتلون يدين الكثير منهم بالولاء لتنظيم الدولة، وبالتالي من الممكن أن تشهد الفترة المقبلة اندماجا بينهما.

 

وتكمن المعضلة في هذا الاندماج في أن الباكستانيين أكثر عددا من مقاتلي "داعش" الذين قدّرتهم الأمم المتحدة بنحو ألفين فقط، ومن المعروف أن تنظيم الدولة لا يتخلى عن اسمه عند أي اندماج، ولا يمنح القيادة للطرف الآخر، باعتبار أنه فرع لـ"الدولة الإسلامية".

 

قائد عراقي

ذكرت تقارير أن تنظيم الدولة وفي إطار مساعيه لإعادة إحياء "ولاية خراسان"، أرسل قائدا عراقيا يدعى "الدكتور شهاب"، وجعله واليا على الجماعة.

وبحسب موقع "sofrep" الأمريكي العسكري، فإن "شهاب" ارتبط سابقا بـ"شبكة حقاني"، مضيفا أن "داعش سيقوم في الفترة المقبلة بالعمل على تجنيد أعداد كبيرة من المقاتلين في صفوفه".

ونقل الموقع عن مصادر لم يسمها، قولها إن "شهاب المهاجر" كان العقل المدبر لحادثة اقتحام السجن، ويريد استغلال الثغرات في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان لتهريب المقاتلين منها.

 

القائد العراقي قد يستغل أسس وضعها التنظيم عند سيطرته على ننجرهار، أهمها إحكام قبضته على جميع المدارس.

 

يقول الخبير في شؤون الجماعات الجهادية، الباحث الإيطالي فيدريكو بورزاري، إن تنظيم الدولة أشبع أطفال ننجرهار بأفكاره المتشددة طيلة السنوات الماضية.

 

وذكر في بحث نشره بمنصة "ResearchGate" للدراسات، إن التنظيم حاول زرع أفكاره في عقول الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات، وربما يحاول استغلال هذه النقطة في حال تمكن من فرض سيطرته على ننجرهار مجددا.

 

ويرى بورزاري أن تنظيم الدولة ربما يلجأ في حال التضييق عليه مناطقيا، إلى حرب العصابات، أو خيار أسهل من ذلك، وهو استهداف تجمعات الشيعة.

 

وكان التنظيم شن عدة هجمات ضد الشيعة بأفغانستان، أعنفها في كانون الأول/ ديسمبر 2017، عندما نفذ هجوماً انتحارياً على تجمع شيعي في العاصمة كابول، قُتل فيه 40 شخصا، إذ شرّع التنظيم لنفسه استهداف هذه الطائفة دون تورّع.

 

تقرير مركز أبحاث الكونغرس (هنا)

 

اقرأ أيضا: CNN: إيران هي من دفع أموالا لطالبان لقاء قتل أمريكيين

 

التعليقات (0)