صحافة دولية

صحيفة إسبانية: تطبيع الإمارات يعزّز عقيدة ترامب بالمنطقة

وصل لأبوظبي مسؤولون إسرائيليون يتزعمهم رئيس أركان الأمن القومي مئير بن شبات- جيتي
وصل لأبوظبي مسؤولون إسرائيليون يتزعمهم رئيس أركان الأمن القومي مئير بن شبات- جيتي

نشرت صحيفة "لاراثون" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن التطبيع بين الإمارات وإسرائيل الذي يساهم في تعزيز موقف الولايات المتحدة في المنطقة.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن طائرة إسرائيلية حصلت على إذن بالتحليق فوق المملكة العربية السعودية بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات. وتعد هذه الرحلة بمثابة الافتتاح الرسمي لاتفاقية التطبيع التي وقعت في 13 آب/ أغسطس الماضي بوساطة من البيت الأبيض.

 

وسافر على متن الطائرة مسؤولون إسرائيليون يتزعمهم رئيس أركان الأمن القومي مئير بن شبات، والوفد الأمريكي برئاسة جاريد كوشنر، وحضور كبير من الصحفيين.

وبينت الصحيفة أن أغطية المقاعد في الطائرة وضعت شعار "صنع التاريخ"، ووزعت مواد ترويجية على الركاب تحمل شعار "اتفاق إبراهيم" الذي يناشد التقارب بين الديانات الإبراهيمية الثلاث. وقبل الصعود على متن الطائرة، قدّم مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية أقنعة للركاب تحتوي على رسم لعلمي البلدين.

وأضافت الصحيفة أنه في أبوظبي، لاقى هبوط الطائرة ترحيبا هائلا نقلته قنوات التلفزيون المحلية الرئيسية. وكان جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره أول من تحدث عن هذه العملية فور النزول من الطائرة. فقد أوضح أن "هذه الرحلة ستكون الأولى من بين رحلات عديدة"، علما وأن الرحلة والاتفاقية من شأنهما تعزيز النفوذ الأمريكي في الخليج العربي، في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى حوالي شهرين عن موعد عقد الانتخابات المهمة في واشنطن.

وبينت الصحيفة أن مستشار ترامب عبّر عن امتنانه الشديد لمحمد بن زايد، الزعيم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، لأنه يعتبر أنه "من يقود الشرق الأوسط الجديد". وتابع حديثه قائلا: "المنطقة مليئة بأشخاص بارزين ومجتهدين ومتسامحين ومبتكرين، المستقبل بين أيديهم. أطلب من الجميع المشاركة في الاحتفال بهذا السلام والمساعدة في نشره حول العالم". ولم ينس أيضا الثناء على المملكة السعودية لموافقتها على عبور الرحلة الإسرائيلية إل واي 971 عبر مجالها الجوي.

وهبطت البعثة القادمة من تل أبيب لقضاء يومين من اجتماعات العمل بين جميع الأطراف، وركزت على الحصول على التوقيعات الأولى لاتفاقيات التعاون المدني والاقتصادي، في مجالات مثل السياحة أو الزراعة أو التجارة أو التكنولوجيا العالية. ومن المقرر أن تهبط طائرة إسرائيلية أخرى على الأراضي الإماراتية في غضون أسبوعين، لكن هذه المرة سيسافر مسؤولو الدفاع لاستكشاف العلاقات الأمنية، وبشكل أساسي في ما يتعلق بالقتال مع إيران، عدوهم الإقليمي المشترك.

وأبرزت الصحيفة أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، أكد قائلا: "جئنا إلى هنا لكي تتحول هذه الرؤية إلى حقيقة. نحن شركاء في عملية السلام لصالح شعوب المنطقة". ومن جهته، أوضح كوشنر أن نتنياهو وترامب سيناقشان قريبا إمكانية بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-35 إلى الإمارات العربية، وهي إحدى الإشاعات التي وقع تكذيبها في البداية من قبل الرئيس الإسرائيلي نفسه، لأن ذلك قد يطرح إمكانية خسارة إسرائيل لتفوقها العسكري الجوي الإقليمي. ومع ذلك، قال صهر ترامب إنه بعد التحدث مع الرئيس الإسرائيلي، "أظهر نتنياهو ثقة مطلقة في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

 

وأضافت الصحيفة أنه بخصوص موعد التقاط صورة توقيع الاتفاق بين قادة الاحتلال والإمارات، اقتصر كوشنر على توضيح أن "هذا هو سبب ترويجنا لهذه الرحلة، أنا مقتنع بأن الاحتفال سيقام قريبا". وفي ما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين، أصر كوشنر على أن الولايات المتحدة بذلت جهودا كثيرة لتحقيق ذلك، لكنهم "ليسوا مستعدين. ستكون المنطقة بأكملها سعيدة لمساعدتهم على المضي قدما. لكنهم لا يستطيعون تجاهل الماضي".

 

اقرأ أيضا: هكذا رد مسؤول إماراتي على خامنئي الذي اتهم بلاده بالخيانة


استياء فلسطيني
مع تزايد تنصّل العالم العربي من الدفاع عن القضية الفلسطينية، انتقد رئيس الوزراء محمد اشتية هذه الرحلة ووصفها بأنها "خرق واضح ومفضوح للموقف العربي" من التطبيع. ومن جهته، أكد الدبلوماسي صائب عريقات أن "السلام لا يصنع مع من ينكر حق فلسطين في الوجود، ويفرض نظام الفصل العنصري".

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو عبّر عن فرحته قائلا إن "اليوم هو يوم تاريخي وسعيد لجميع مواطني إسرائيل. إنه انتصار لمفهوم السلام مقابل السلام. إنها لحظة عملت طوال الـ 25 سنة الماضية من أجل بلوغها".

 

في الأثناء، وبعد إقامته في أبو ظبي، سيستمر الوفد الأمريكي بالتوقف في البحرين وسلطنة عمان، وهما دولتان خليجيتان تربطهما بالفعل علاقات سرية مع إسرائيل، يُعتقد بأنهما قد تنضمان إلى قائمة اتفاقيات التطبيع وتسيران على خطى الإمارات.


للاطلاع على النص الأصلي (هنا)

التعليقات (0)