سياسة عربية

عشرات الإصابات في احتجاجات بذكرى الحراك بالعراق (شاهد)

متظاهرون يتدفقون إلى نفق التحرير وسط العاصمة بغداد- السومرية
متظاهرون يتدفقون إلى نفق التحرير وسط العاصمة بغداد- السومرية

أصيب العشرات في العاصمة العراقية بغداد، الأحد، خلال أعمال عنف واشتباكات رافقت التظاهرات الحاشدة لإحياء الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحراك الشعبي بالبلاد، في 25 تشرين أول/أكتوبر 2019.


وقال مصدر طبي يعمل متطوعا بساحة "التحرير" ببغداد، مفضلا عدم نشر اسمه، إن 33 متظاهرا أُصيبوا بجروح خلال مواجهات مع قوات الأمن وسط المدينة، كما أوردت وكالة "الأناضول" التركية.

وأضاف المصدر أن معظم المصابين جروحهم طفيفة، جراء ضربهم بالهراوات من قبل قوات مكافحة الشغب، دون إعطاء تفاصيل أخرى.

بدوره، ذكر النقيب بشرطة بغداد، حاتم الجابري أن 11 من قوات مكافحة الشغب بينهم ضابط، أُصيبوا جراء إلقاء مجهول قنبلة يدوية عليهم بجسر الجمهورية، بحسب "الأناضول".


وأوضح الجابري، أن قوات الأمن تعمل على حصر التظاهرات في ساحة "التحرير" المخصصة لذلك، "إلا أن بعض المحتجين يحاولون اختراق صفوف قوات مكافحة الشغب للوصول إلى المنطقة الخضراء".

وأشار إلى أن قوات الأمن تستخدم الهراوات وقنابل الغاز لإبعاد المتظاهرين عن المنطقة.

 


 

 

 

 

حرق منزل محافظ سابق


وفي ذات السياق، أضرم متظاهرون عراقيون، النيران بمنزل رئيس مجلس محافظة بابل السابق، رعد الجبوري.


ويتهم المتظاهرون، الجبوري بقمع الاحتجاجات الشعبية بالمحافظة، عندما كان يرأس مجلسها، عبر إصداره تعليمات بمنع التجمعات والتعامل معها بحزم.

وسربت العام الماضي مكالمة هاتفية بينه وقائد الشرطة في بابل، علي حسن، يأمره باعتقال كل شخص يحاول التظاهر.

وقال ضابط بشرطة المحافظة جنوب العاصمة بغداد، مفضلا عدم نشر اسمه، للأناضول، إن "متظاهرين غاضبين اقتحموا منزل الجبوري في مدينة الحلة وأضرموا النيران فيه". 


وأضاف ذات المصدر، أن"الجبوري لم يكن داخل المنزل لحظة إضرام النيران فيه".

 

 

اشتباكات واستخدام للغازات المسيلة في الحلة لتفريق متظاهرين قرب منزل رئيس مجلس محافظة بابل السابق رعد الجبوري pic.twitter.com/Ivg5jxfyTZ

 

 

وتدفق آلاف المتظاهرين على ساحة التحرير وسط بغداد، معقل الاحتجاجات المناهضة للطبقة الحاكمة، وفي عدد من المحافظات للانضمام إلى الاحتجاجات التي دعا إليها ناشطون في الذكرى الأولى للحراك الشعبي.

 

وانتشرت قوات مكافحة الشغب والجيش بكثافة في محيط ساحة التحرير وأغلقت الطرق والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، وسط بغداد، والتي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.


وتأتي الاحتجاجات للضغط على حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للإيفاء بتعهداتها الخاصة بمحاكمة قتلة المتظاهرين، وإجراء الإصلاحات في البلاد ومحاكمة المتورطين بالفساد، وتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات مبكرة نزيهة العام المقبل.


وقال شهود عيان إن مئات المتظاهرين بدأوا يتدفقون على ساحة التحرير للانضمام إلى الاحتجاجات قادمين من أحياء بغداد ومحافظات أخرى.

 

ونشرت وكالة السومرية صورا تظهر أعدادا كبيرة من المتظاهرين يغلقون نفق التحرير وسط العاصمة بغداد.

 

 

 

 

 

وفي مدينة النجف انطلقت تظاهرتان باتجاه ساحة الصدرين وسط المدينة؛ انطلقت الأولى من جامعة الكوفة، والثانية من ساحة ثوره العشرين.

 

وأصدرت عمليات كربلاء، الأحد، توجيها يقضي بعدم عمل السلاح ضد المتظاهرين وتوفير الحماية لهم.

ووجه مدير عمليات كربلاء علي الهاشمي، في بيان مقتضب تلقته السومرية نيوز، بـ"عدم حمل السلاح ضد المتظاهرين والمعاملة الحسنة معهم وتأمين الحماية لهم".

 

ونشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر نزول المتظاهرين إلى وسط العاصمة بغداد وعدد من المحافظات.

 

 

 

 

اشتباكات

 

وأفاد عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بوقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بالقرب من ساحة التحرير في بغداد، وإصابة عدد من المتظاهرين، كما عمل بعض المتظاهرين حاجزا بشريا بين باقي المتظاهرين وقوات الأمن في محاولة للسيطرة على الاشتباكات.

 

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصدر أمني عراقي تأكيده وقوع مناوشات، بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب وسط العاصمة بغداد.


وقال الضابط الذي لم تذكر الوكالة اسمه، إن "مناوشات شهدها حي علاوي المتاخم لساحة التحرير وسط بغداد بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب".


وأضاف أن المحتجين رشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة، وردت الأخيرة بمطاردتهم بالهراوات في شوارع الحي.


وأشار إلى أن المتظاهرين أكملوا طريقهم بعد ذلك باتجاه ساحة التحرير، مشيرا إلى عدم رصد أي إصابات بين الطرفين.

 

مفوضية حقوق الإنسان تدعو للسلمية

 

من جهتها دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية وطالبت القوات الأمنية بتوفير الحماية لهم. 


وقالت المفوضية في بيان، الأحد، إنه "في الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات تشرين، تؤكد المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، على كفالة حرية الرأي والتعبير وحق التظاهر السلمي، وتدعو كافة المتظاهرين للالتزام بالسلمية والتعاون مع القوات الأمنية في حماية الممتلكات العامة والخاصة والابتعاد عن أي صدامات، وتدعو القوات الأمنية لتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين وتطبيق قواعد الاشتباك الآمن".

 

ودعت المفوضية في الوقت نفسه الحكومة العراقية إلى "الاستجابة لمطالب المتظاهرين السلمية المشروعة والتي تساهم في إحداث التغيير الإيجابي وتعزيز بيئة حقوق الإنسان في العراق".

 

الجيش يدعو المتظاهرين للبقاء داخل ساحة التحرير

 

من جانبه، دعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، المتظاهرين إلى عدم التظاهر خارج ساحة التحرير ببغداد.


وفي بيان نشر على موقع وكالة الأنباء العراقية الرسمية، قال اللواء رسول إن ساحة التحرير مؤمنة بالكامل، داعيا المتظاهرين إلى "التعاون مع الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي حالة سلبية أو مشبوهة، وعدم السماح لبعض من سماهم بمدعي الانتماء للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الأمنية المتواجدة لحمايتهم".

وجاء في البيان: "لدى الأجهزة الأمنية تعليمات صارمة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يحاول التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة أو يعتدي على الأجهزة الأمنية والمتظاهرين". 



 

الكاظمي يتعهد

 

وتعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السبت، بتنظيم انتخابات "عادلة ونزيهة"، وذلك عشية انطلاق تظاهرات مرتقبة في بغداد ومدن أخرى احتفالا بالذكرى الأولى للاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد على مدى عام كامل.


وقال الكاظمي في كلمة متلفزة بمناسبة حلول الذكرى إن "هدف الحكومة الأساسي هو التحضير لانتخابات حرة عادلة ونزيهة"، مضيفا أن حكومته متمسكة بالموعد المحدد لإجراء الانتخابات المبكرة، والتي من المفترض أن تجرى في يونيو المقبل.


وتابع الكاظمي: "نعمل على أن تراقب منظمات ومؤسسات دولية الانتخابات لضمان المزيد من الشفافية والنزاهة".


وشدد على أن "الحكومة ستتكفل بحماية الانتخابات من التزوير والسلاح المنفلت بكل السبل والطرق القانونية والخطط الأمنية المحكمة".

 

وكان ناشطون في الحراك دعوا إلى احتجاجات واسعة في الذكرى السنوية الأولى للحراك الشعبي العراقي المناهض للطبقة السياسية النافذة المتهمة بالفساد والتبعية للخارج.


وبدأت الاحتجاجات مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2019، لكن انطلاقتها الفعلية الحاشدة كانت في مثل هذا اليوم من العام الماضي.


واستمر الحراك الشعبي لأشهر قبل أن يخفت زخمه بصورة كبيرة في آذار/ مارس الماضي جراء القيود التي فرضتها السلطات للوقاية من فيروس كورونا.

ومنذ عام كامل، يعتصم مئات المتظاهرين في ساحات عامة بمحافظات وسط وجنوب البلاد بينها ساحة التحرير وسط بغداد.

التعليقات (0)