صحافة إسرائيلية

زيارة إسرائيلية للإمارات تكشف مزيدا من جوانب التطبيع

المرحلة التالية في العلاقة سريعة الحركة بين تل أبيب والإمارات تتمثل بإطلاق رحلات يومية منتظمة- جيتي
المرحلة التالية في العلاقة سريعة الحركة بين تل أبيب والإمارات تتمثل بإطلاق رحلات يومية منتظمة- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن "زيارته التي استمرت أربعة أيام للإمارات العربية المتحدة تكشف عن الإمكانات المكثفة التي تكمن في علاقاتها السرية مع إسرائيل، لأن دبي تبتلع ثمار السلام مع إسرائيل بعطش شديد، ويسارع رجال الأعمال والمستثمرون وكبار المستويات في الاقتصاد الإماراتي لإقامة علاقات إسرائيلية واعدة".


وأضاف بن كاسبيت في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21" أن "مدراء الشركات الإسرائيلية الذين زاروا دبي في الأسابيع الأخيرة، لاسيما في قطاعات التكنولوجيا الفائقة والإنترنت، ظهروا كأشخاص يتجولون في الصحراء لعدة سنوات، متعبين وعطشى وجوعى، ووصلوا فجأة لواحة مثالية، مع أن هذا التعطش ليس في اتجاه واحد، لأن الإماراتيين بحاجتنا بقدر ما نحتاجهم، وكأن هناك إلهاما متبادلا بيننا".


وكشف كاسبيت المحلل السياسي، وثيق الصلة بدوائر صنع القرار الأمني والسياسي أن "5 صحفيين إسرائيليين زاروا أسواق الذهب والتوابل وسط دبي، توقف أحدهم فجأة، ووجه انتباه زملائه لحقيقة أنهم في دولة عربية، في سوق مزدحم، يتحدثون العبرية بصوت عالٍ دون إخفاء هويتهم". 


واستدرك بالقول إن "الإسرائيليين الذين يزورون عددا غير قليل من الدول العربية، بما فيها مصر والأردن وشمال إفريقيا وتركيا، اعتادوا التحدث بهدوء، وإخفاء شعارات نجمة داوود تحت قمصانهم، والتقليل من شأن هويتهم اليهودية". 


وأكد أنه "في دبي، العكس هو الصحيح، حيث يمكن للإسرائيليين أن يتحدثوا بصوت عالٍ معتاد، ويتجولون ورؤوسهم مرفوعة، ويفخرون بأصولهم اليهودية، مما يعني أن إسرائيل والإمارات تقومان بصياغة نوع مختلف من السلام الودي الذي يزداد دفئًا مع مرور كل يوم".


وأوضح أن "الوفد الإسرائيلي الذي زار الإمارات ترأسه عضو الكنيست السابق أريئيل مارغليت، وهو رائد أعمال ورئيس صندوق رأس المال، مع 13 من رجال الأعمال البارزين، لم تكن هناك حاجة لمحادثات صغيرة لكسر الجليد، بل ضرب الإسرائيليون الأرض وهم يجرون، لأنهم قاموا بأعمال تجارية في الإمارات منذ عدة سنوات، لكنهم ظلوا بعيدًا عن الأنظار، واستخدموا أغطية متنوعة، أما الآن فقد انفجرت القضية على الملأ".

 

اقر أيضا: كاتب اسرائيلي: هذه الفروق الـ5 بين تطبيعي الإمارات والسودان

وأشار إلى أن "مرغليت التقى في 27 تشرين الأول/ أكتوبر بوزيرة الأمن الغذائي الإماراتية مريم المهيري، وقد أحضر معه مدير شركة إسرائيلية تقوم بتطوير الحمص الذي يحتوي على 70٪ من البروتين، ومدير شركة أخرى طورت جهاز استشعار يعمل على إطلاق إنذارات فورية ضد آفات النخيل، وتمكن من القضاء عليها قبل أن تتسبب في حدوثها، وجاء الاجتماع مثيرًا للغاية، وأبدت الوزيرة رغبتها بفعل أشياء كبيرة معنا". 


وأوضح أن "النقاشات لم تتطرق للمصلحة الإسرائيلية الإماراتية المشتركة لمنع التوسع الإيراني، مما يشكل مصدر قلق بالغ للدول العربية المعتدلة، وكان لافتا حضور ديفيد ميدان، المسؤول السابق في الموساد، ليقوم بأعمال مرتبطة بالإنترنت في الخليج منذ سنوات، وهو أحد الإسرائيليين المعروفين والمقبولين في المنطقة، وضم الوفد خبراء في الحرب الإلكترونية والأمن الإسرائيليين حيث عقدوا اجتماعات مثيرة مع نظرائهم الإماراتيين".


ونقل عن أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي أن "الإماراتيين يعتمدون علينا في هذا المجال، لأنهم مثل إسرائيل، يتعرضون لتهديدات إلكترونية من إيران، لأنها تعلم أن لدى إسرائيل مستوى مختلفًا من القدرات الإلكترونية الهجومية والدفاعية، ولذلك فإن الإماراتيين يريدون مساعدتنا في هذا المجال بأسرع ما يمكن".


وأضاف أن "المرحلة التالية في العلاقة سريعة الحركة بين إسرائيل والإمارات تتمثل بإطلاق رحلات يومية منتظمة، تزامنا مع هجمة السياح الإسرائيليين على دبي، رغم أن السياحة فيها تضررت بشدة من جائحة كورونا، وهي حريصة على الترحيب بالإسرائيليين المتعطشين للتسوق بعد شهور طويلة من التوقف في منازلهم، ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيارة رسمية للاحتفال بإنجازه الدبلوماسي".


وأوضح أن "نتنياهو أصدر تعليماته لوزرائه بتجنب زيارة دبي حتى يتمكن هو نفسه من إجراء الرحلة التاريخية، وقص الشريط، باعتباره صاحب الفضل في هذا الاختراق، رغم أنه لم يكشف للجمهور الإسرائيلي ولحكومته عن الضوء الأخضر الذي منحه للولايات المتحدة لبيع طائرات الشبح للإمارات مقابل اتفاق السلام، وكتم دور أسلافه في إرساء البنية التحتية للعلاقات".

التعليقات (0)